أجرى البنك المركزي السعودي «ساما» تعديلات في إجراءات الحوالات بين البنوك السعودية، إذ ألزم البنوك بعرض اسم العميل المحول له بعد إضافة رقم الآيبان، تجنبا لعمليات الاحتيال من الذين يدعون أنهم يمثلون كيانات مالية أو تجارية أو شخصيات غير حقيقية، الهدف منها الاستيلاء على أموال المواطنين والمقيمين.وأوضح مختصون لـ«مكة»، أن من شأن هذا الإجراء تقليل عمليات الاحتيال المالي، وتماشيا مع حماية المجتمع من عمليات الاحتيال بالاستمرار، بوضع إجراءات وتغيرات من شأنها حماية المودعين، مع تغير الأنماط والطرق التي يتبعها المحتالون، والتي تتغير بشكل دائم.وأشاروا إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى الحد من عمليات الاحتيال التي استشرت في المملكة أخيرا، وكان ضحايا عملاء للبنوك من كيانات تعمل غالبا من خارج المملكة، وتدعي أنها ممثلة لكيانات تجارية معروفة مستخدمة شعارات هذه الكيانات، بينما أرقام الحسابات الدولية المستخدمة هي حسابات احتيالية للاستحواذ على الأموال.تعزيز المواجهةقال مصدر مقرب من البنك لـ»مكة» إن هذه الخدمة التي بدأ تطبيقها، هي ضمن خدمات متعددة ينوي البنك المركزي تطبيقها عبر البنوك، بهدف مواجهة عمليات التحايل التي انتشرت أخيرا، مستفيدة من أحدث التقنيات مستهدفة الأفراد والكيانات التجارية بالمملكة، مشيرا الى أن وعي المستفيد هو خط الدفاع الأول للحفاظ على مدخراته، وما يقوم به البنك المركزي من خدمات هي لتعزيز مواجهة أعمال التحايل، التي باتت تستخدم أساليب توحي بأن من يقوم بها يعمل بشكل نظامي، وهو ما يستدعي الحذر من الوثوق في أي جهة تدعي أنها جهة تجارية أو استثمارية.خطوة مهمةبدوره، أكد رئيس اللجنة المالية بغرفة الشرقية زيد اليعيش، أن الخدمة الجديدة التي تظهر اسم الشخص أو الجهة المستفيدة مطابقا لرقمي الحساب والآيبان باتت الآن سارية لدى كل البنوك، معربا عن شكره للبنك المركزي لهذه الخطوة المهمة، التي ستحد بشكل كبير من عمليات التحايل ولحماية أموال عملاء البنوك المحلية، آملا في إيجاد مزيد من هذه الخدمات التي تضيق على المتحايلين سبل إيقاع مزيد من الضحايا لأعمالهم الشريرة.ودعا اليعيش الجمهور إلى التعاون مع جهود البنك المركزي السعودي، التي تستهدف حمايته من الاحتيال المالي العابر للحدود، خلال الالتزام بعد إعطاء أي أرقام سرية للحسابات البنكية، أو الحسابات الحكومية مثل «أبشر»، حتى لا تضيع جهود الحماية أدراج الرياح، مطالبا البنوك في الوقت نفسه بتطوير برامج التوعية للعملاء، والابتعاد عن الأساليب التقليدية التي لم تعد تجدي.انتحال الشخصياتكانت صحيفة «مكة» نشرت موضوعا بعنوان «محتالون يحملون ضحايا قضايا بملايين الريالات استحوذوا عليها عبر حساباتهم»، تحدث فيها مختصون في مكافحة الاحتيال عن وسائل جديدة للاحتيال، يلجا إليها محتالون للإيقاع بضحاياهم، منها الإيهام بالوظائف والأسعار المغرية للعمالة المستقدمة، إضافة إلى الإغراء بالاستثمار في شركات معروفة، إذ يظهر فيما بعد أنها مجرد انتحال لشخصية مسؤولين في هذه الشركات، وقد حذر المختصون من أن هؤلاء يستخدمون أساليب تتوافق مع التقنيات، وبإيهام الضحية بأنه يتعامل مع جهة موثوقة، موضحين أن محتالين من خارج المملكة حملوا ضحايا أفراد داخل المملكة قضايا بملايين الريالات، بعد أن استغلوا حساباتهم في جمع المبالغ التي استحوذوا عليها من آخرين.