العالم

الحرب الروسية الأوكرانية انتهت

المحلل الأمريكي فريدمان: كلهم خسروا المعركة.. ولا أحد يستطيع إنهاء القتال

جندي روسي في أوكرانيا (مكة)
«الحرب الروسية ـ الأوكرانية.. انتهت».. هذا ما أكده الكاتب والمحل السياسي الأمريكي جورج فريدمان، والذي يؤكد أن جميع الأطراف خسرت المعركة، لكن لا أحد يعرف كيف يمكن وقف القتال، الأمر الذي من شأنه أن يؤخر السلام المنشود.يرى أن الحرب لم تسر كما توقع الروس، حيث مر عام ونصف والجيش يتكبد خسائر بشرية دون أن يكونوا في وضع يسمح لهم بسحق الأوكرانيين، حيث كانوا يتوقعون حربا قصيرة يسحقون فيها الجيش الأوكراني، ويحطمون إرادته في المقاومة، وكانوا يعلمون أنهم لو فشلوا في ذلك فسرعان ما سيفيض الأمريكيون على أوكرانيا بالأسلحة، ما يهدد بإطالة أمد الصراع.في المقابل، يدافع الأوكرانيون عن وطنهم، وبالتالي تبدو معنوياتهم مرتفعة، واعتمدت استراتيجيتهم الأولى على خفة الحركة، حيث استخدموا وحدات صغيرة نسبيا لضرب القوات الروسية بطيئة الحركة.حرب مؤلمةوقال فريدمان في «جيوبولتيكال فيوتشرز» «كانت الحرب الأمريكية الروسية مختلفة من بعض النواحي عن الحرب الروسية الأوكرانية. تخشى روسيا إقدام قوة أمريكية على الحدود الأوكرانية على مهاجمة موسكو،على بعد حوالي 480 كلم».وأضاف «كان الأمريكيون يخشون أن يأتي سقوط أوكرانيا بالقوات الروسية إلى الخط الشرقي لدول ناتو، الأمر الذي يشعل فتيل الحرب الباردة من جديد، ومن هذا المنظور فإن الحرب لا علاقة لها بأوكرانيا، إلا بتدمير البلاد، وبدأت تنزلق إلى هوة حرب باردة مؤلمة وخطيرة».مخاوف أكبرويرى أن الغزو الروسي لأوكرانيا كان تحركا ضد الأمريكيين، ولم تكن الاستجابة الأمريكية لعرقلة هذه الخطوة فحسب، بل كانت تستهدف أيضا فتح الباب أمام إمكانية تحقق أكبر مخاوف روسيا، أي زحف القوات الأوكرانية، مدعومة بعتاد أمريكي، نحو الحدود الأكثر حساسية في روسيا. ربما لم يكن أي الجانبين ينوي الإتيان بهذه الأفعال، لكن أيا منهما لم يستطع استبعاد إقدام الآخر عليها.ونتيجة لذلك، انتقل الروس إلى مواقع دفاعية لا تقهر، وواصلوا شن عملياتهم الهجومية، لكنها افتقرت إلى القوة اللازمة لتحقيق غاياتها. وهكذا أصبحت الغاية الحقيقية دفاعية.وحاول الأوكرانيون شن عمليات هجومية، حيث نجحوا دوماً في صد القوات عند شن هجوم روسي مفاجئ.وتحدث كلاهما عن عمليات هجومية وشنا مثل هذه الهجمات، لكنهما آثرا استبقاء قوة كافية للمحافظة على دفاعاتهما.حرب مجمدةأصبح هناك ما يشبه حربا مجمدة يستحيل فيها الفوز بداعي الحاجة إلى الاحتفاظ بالمواقع، الدفع بقوة كافية لتحقيق الأهداف الأولية، وتتحول هذه الأنواع من الحروب إلى مستنقع سياسي في المقام الأول، حيث يخشى فيها الجانبان أن تكون لأي تحرك عواقب سياسية عند بدء محادثات السلام.وكان زيلينسكي يؤمن بأن التدخل الأمريكي لو لم يجهض مساعي الروس، فإنه على الأقل سيسمح لأوكرانيا بشن هجوم مضاد على نطاق واسع. لكن الولايات المتحدة منخرطة في صراع مختلف، لإبعاد روسيا عن ناتو.ما سيوفر قوة كافية لإبقاء الروس على مبعدة، لكنها غير كافية لسحقهم.وأبقت روسيا الولايات المتحدة بعيدة عن حدودها، ولم تفعل شيئا غير ذلك.واحتفظت أوكرانيا بالسيادة على جزء كبير من أراضيها. كما جعلت الولايات المتحدة تغلغل روسيا خارج أوكرانيا أمرا مستبعدا إلى حد كبير.نصر صغيرويؤكد الكاتب أن الولايات المتحدة حققت هدفها، أما روسيا وأوكرانيا فلم ولن تحققها، ومع ذلك فإن أيا منهما لم يسحق، فقد أصبحت أوكرانيا الآن بلدا مقسما، لكنها تسيطر على ما يكفي من أراضيها لإعلان النصر، أما روسيا فتجاوزت حدودها القديمة بما يكفي لإعلان نصر صغير، وبوسعهما إنهاء الحرب لأسباب إنسانية.لكن الآن يتسلل الموتى إلى المشهد، يقول فريدمان «ضحى الآلاف بحياتهم مقابل لاشيء سوى ادعاء النصر، وهكذا فبعد القتال والدفاع لإحراز تقدم على مدى عامين، باتت مسألة كيف تنتهي الحرب واضحة جدا».وتساءل الكاتب «كم من الوقت سيمضي قبل أن يعترف الزعماء بالواضح؟ خسر الجميع هذه الحرب، وفي الوقت المناسب سيخسر الزعماء أيضا، وهو ما سيؤخر السلام الحتمي».كيف انتهت الحرب؟
  • وصلت الحرب إلى طريق مسدود.. لا فائز ولا خاسر.
  • لم تحقق روسيا أهدافها التي بدأت من أجلها الحرب.
  • لم تنجح أوكرانيا في استرداد كل أرضها.
  • حققت أمريكا هدفها بإضعاف روسيا وتقسيم أوكرانيا.