مجلس الشورى وروح 2030
الاحد / 16 / ربيع الأول / 1445 هـ - 21:44 - الاحد 1 أكتوبر 2023 21:44
منذ أن عانقت أحلام رؤية 2030 أرواح السعوديين بقيادة ملك عظيم وولي عهد شاب طموح، كان ولا زال القفز على حواجز الإنجاز هواية مفضلة لجميع السعوديين، أرقام تتحقق وإنجازات تلو الإنجازات، تطور في الأنظمة، وتعديل في القرارات، ومواكبة لكل جديد مستحدث، ومكافحة بقبضة قوية للفساد وتمكين للمرأة، صورة ذهنية قوية بدأت تتشكل عالميا وإقليميا بأننا قادمون وبقوة؛ لتكون لنا بصمة وموضع قدم في المشهد الدولي؛ لنكون في مصاف درجات العالم الأول.كل هذا يحدث أمام أعيننا ولله الحمد.مع ذلك لا زالت بعض الجهات لا تواكب مسارعة الخطى نحو المستقبل بنفس سرعة الرؤية وأذرعتها، وهناك عدة جهات فيها هذا البطء وقد أتحدث عنها لاحقا، لكن اليوم أوجه سهام نقد حبي إلى مجلس عريق كان له صولات وجولات في أزمنة مضت وكان بعض الأعضاء فيه صوتا حقيقيا للمواطن، ناقلا لشكواه تارة، ومستجوبا لوزير تارة أخرى، نعم كان طلب حضور بعض الشخصيات للمجلس وتحت قبة الشورى أشبه للاستجواب المؤدب حين تقصر جهة ما فيتم مواجهة رأس الهرم فيها بما يقوله الناس، لكن أين مجلس الشورى اليوم؟ ولماذا خفت صوته لدرجة أننا ننسى أحيانا دوره؟لماذا لا يتم ضخ دماء جديدة في هذا المجلس؟ بل ولماذا لا يتم تغيير فكرة الاختيار أصلا؛ ليكون مجلس شورى يضم بين جنباته صوتا للشباب والشابات جنبا بجنب مع رجال الدولة العظماء ممن يتواجدون في المجلس بعد انتهاء بعض مهامهم في قطاعات أخرى أو بعد تسليمهم لحقيبة عمل لمن بعدهم؟هذا المجلس يجب أن يواكب تطور وسائل الاستفتاءات واستطلاعات الرأي عن طريق الحلول التقنية، وأحيانا أقول بيني وبين نفسي، لماذا لا يطرح المجلس سؤالا عاما لقياس رأي العامة في موضوع ما؟ ويكون التصويت برقم الهوية عن طريق نظام أبشر أو توكلنا خدمات؟ ماذا لو كانت الملفات التي تطرح للتصويت والنقاش تحت قبة المجلس متاحة كذلك للتصويت عليها الكترونيا للناس؟ أليس سماع الآراء والاستطلاعات كنزا خفيا لمن يريدون التشاور حول قرار ما أو طرح مشروع ما أو اقتراح تعديل ما لنظام ما؟هذه فكرة من مئات الأفكار التي يمكن أن تسهم في تطور المجلس وحتى ذلك الحين، أتمنى أن أرى المجلس أكثر تطورا وقربا من الناس.bassam_fatiny@