الرأي

إكسبو المدينة المنورة النبوي

زيد الفضيل
حدثني ملهمي قائلا: لقد رسمت لوحة في خيالي للمدينة المنورة وأريد أن أشاركك إياها لعلها تصل لمسؤول فيستأنس بها؛ رأيت مدينة المصطفى عليه الصلاة والسلام وقد تحولت إلى مدينة نموذجية خضراء، أعيد إلى بساتينها الحياة بأشجار النخيل ومشاتل الورد؛ رأيتها وقد تزينت مبانيها بالعمارة الإسلامية، وتنورت بالقناديل الملونة؛ رأيتها وهي مرصوفة يتنقل فيها الزوار مشيا على الأقدام تحت ظلال وارفة، وفي ممرات مجهزة، وعلى جنباتهم تلك المشاتل والبساتين والدكاكين المتنوعة التي تم نثرها بترتيب، والتي تعرض مقتنيات تذكارية مرتبطة بآثار الحبيب المصطفى.أردف قائلا: نحن في شهر ربيع الأنوار، وهو الشهر الذي ولد فيه خير البشر، الذي أرسله الله هاديا وسراجا منيرا لكل الناس، فلو تزينت الطرقات، وتم الترتيب لإقامة معرض نبوي كبير، وكرنفال واسع، أشبه ما يكون بمعرض «الإكسبو» الدولي، ولكنه خاص بطيبة الطيبة، ولا يصلح أن يكون إلا فيها؛ لأنها وحدها من تشرفت بوجوده على أرضها، ويتم تسميته بـ«إكسبو المدينة المنورة»، الذي يقام بشكل سنوي في شهر ربيع الأول من كل سنة هجرية، حيث يستقطب العالم الإسلامي للمشاركة فيه، ويتلهف المحبون من كل مكان ليعيشوا في أجوائه تجربة فريدة وهم في أحضان هذا الإكسبو النبوي المشبع بسيرة المصطفى التي أسست للرحمة، وانطلقت من قيم نورانية وأخلاق ربانية، وكيف وقد كان خلقه القرآن، وزكاه الله جل جلاله بقوله: {وإنك لعلى خلق عظيم}.ما أجمل أن يحظى هذا الكرنفال النوراني بمسرح للضوء يحكي سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام، وبمسرح ينشد عليه أفضل المنشدين مدائحهم، ويصدح الشعراء بقصائدهم المادحة، ويتزامن معه معرض فني يرسم ويعرض التشكيليون فيه أجمل لوحاتهم المعبرة، ويعرض ويلتقط المصورون الضوئيون أفضل الذكريات وأجمل الصور للحرم النبوي الشريف والمآثر النبوية المتعددة، ولزوار الحبيب المصطفى الذين امتلأت قلوبهم بالنور فجاؤوا محبة وودا.وليس الأمر قاصرا على ما سبق، بل - والحديث لملهمي - أرجو أن يحتوي «الإكسبو النبوي» على مساحة واسعة تنتشر فيها المقاهي والمطاعم المبنية بالطراز العربي والإسلامي الذي يعكس ثقافات الشعوب وأنماط حضارتهم، ويكون المقهى والمطعم المديني والمكي متوسطا تلك الجوقة من المقاهي والمطاعم التي تحيط به وتتفرع عنه، مع أهمية أن يتم بيع الأكلات المتنوعة وبخاصة ما ارتبط منها بالفترة النبوية، ويلبس العاملون أزياء بلدهم التاريخية.هكذا أخذ ملهمي في الحديث بتلقائية وهو يجول ويصول بأفكاره، لألتقط الحديث منه في أول توقف عفوي وأقول له: حتما ستجد لوحتك قبولا في ذهن وقلب أمير سيدة البلدان فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز الذي ما فتئ يعمل على جعل طيبة الطيبة سيدة على كل البلدان، وكان أن استعادت المدينة المنورة بريقها من بعد أن جثم فكر متشدد عليها وقتا من الزمن، فاستشعرت طيبة الطيبة نفسها النبوي من جديد، ليأخذ سيد الشهداء موضعه الذي يجب؛ ويستعيد جبل أحد بريقه الذي لا يملكه أحد غيره من كل جبال الكون، فهو جبل بمشاعر عاطفية مصداقا لقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم؛ ويستعيد مسجد الفتح مكانته وهو الكائن بموضع الخندق، حيث كان يشرف النبي عليه الصلاة والسلام على أحداث المعركة، وتستعيد معه بقية المواضع التاريخية فيما يعرف بالسبعة مساجد؛ ثم ها هي جادة قباء تكتمل بحلتها القشيبة، ليمشي فيها الزائر متوسدا خطى النبي إلى مسجد قباء؛ وها هو متحف السيرة النبوية يضيء جنبات ساحة المسجد النبوي الشريف؛ إلى غير ذلك من الأعمال والمشاريع المهمة التي يشرف عليها باهتمام سمو أمير سيدة البلدان فيصل بن سلمان.كم هو رجائي كما هو رجاء ملهمي بأن تتبنى إمارة المدينة المنورة وأميرها يحفظه الله، فكرة إقامة معرض دولي سنوي في شهر ربيع الأول، ويكون اسمه «إكسبو المدينة المنورة»، وتتاح الفرصة فيه لمشاركة كل الدول العربية والإسلامية بوجه خاص، ومن أراد من مختلف دول العالم، بأجنحة وفعاليات مرتبطة بالسيرة النبوية وغاياتها الكبرى، تلك التي بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أجل تحقيقها، والتي تتمثل في إتمام مكارم الأخلاق. فهل إلى ذلك سبيل؟zash113@