قصر القامة وإنجاز العلاج الأسبوعي
الأربعاء / 12 / ربيع الأول / 1445 هـ - 00:22 - الأربعاء 27 سبتمبر 2023 00:22
تشرفت وبحضور 1000 طبيب وطبيبة من كل أنحاء العالم في المؤتمر العالمي 61 لجمعية الغدد الصماء والذي اختتم جلساته مطلع هذا الأسبوع في مدينة هاك بهولندا أن أنقل خبرة السعودية في علاج الأطفال قصار القامة بهرمون النمو الأسبوعي، والذي انفردت به بلادنا الغالية كأول دولة تستخدم العلاج الجديد على المستوى العالمي بعد موافقة هيئة الغذاء والدواء السعودية، إذ بدأ استخدامه لدينا في يناير 2023، تلتها أمريكا في أبريل، واليابان في يونيو، فيما بدأت كندا والاتحاد الأوروبي باستخدامه في يوليو.لاشك أن علاج هرمون النمو الأسبوعي يعد ثورة علمية كبيرة للأطفال قصار القامة، ففي السابق كان العلاج عبر حقن هرمون النمو اليومي والذي بدأ استخدامه منذ عام 1985م فقط للحالات التي لديها مشكلة قصر القامة بسبب نقص الهرمون، ولكن مع التطور الكبير الذي شهده مجال علاج الأطفال قصار القامة بدأ الآن العلاج بالحقن الأسبوعية، وهذا الأمر بالطبع يساعد الأطفال كثيرا في تجنب المتاعب التي كانت ترهقهم بالحقن اليومي، كما يخفف العناء من عاتق الوالدين في متابعتهم، بجانب ضمان المزيد من فاعلية العلاج.وهرمون النمو هو هرمون مصنع عبر الهندسة الوراثية وهو تقريبا مثل الهرمون الطبيعي الذي يفرز من جسم الإنسان، ويعمل على بناء الغضاريف الموجودة في نهاية العظام، وبالتالي يزداد طول الطفل بمعدل مثلما لم يكن لديه أو لديها نقص في هرمون النمو، ويجب طمأنة الأهل إذا كان الهرمون ناقصا، فإن استخدام هرمون النمو ضروري جدا لتكملة نمو الطفل، وبدون علاج هرمون النمو يعجز الطفل أو الطفلة لبلوغ الهدف المتوقع من الطول لديهم، لذلك يجب عدم التردد في استخدام علاج هرمون النمو في حالات نقص الهرمون المفرز من الغدة النخامية، وكلما كان علاج الهرمون في وقت مبكر كانت النتائج أفضل بكثير من استخدامه في فترة ما بعد البلوغ أو بعد حدوث الدورة الشهرية للفتيات، لذلك ننصح جميع الأهالي عندما يلاحظون ضعفا في نمو طفلهم أو طفلتهم يبادرون سريعا إلى الطبيب المتخصص لفحص هرمون النمو لديهم وعمل التحليل المطلوب لتفادي التأخر في أخذ العلاج.ويعد قصر القامة مشكلة شائعة عالميا ويقدر حدوثها بنسبة خمسة أطفال لكل 100 طفل، وهناك أسباب عديدة لذلك منها بسبب التأخر الفسيولوجي للنمو وللبلوغ، اعتلال في الكروموسومات (الأمشاج) أو بسبب وجود متلازمات مرضية، مثل متلازمة «داون»، متلازمة «نونان» ، متلازمة «روسب سلفر»، متلازمة «برادر ويلي» ، متلازمة «سانجد سقطي»، أو بسبب قلة وزن الطفل عند الولادة، ضعف إفراز هرمون النمو، نقص هرمون الغدة الدرقية، زيادة إفراز الغدة الكظرية الفوق كلوية، إضافة إلى قصر القامة الناتج عن العامل النفسي أو نقص التغذية.ويتم تشخيص نقص هرمون النمو عند الأطفال بعدة تحاليل تسمى بتحليل هرمون النمو بالاستحثاث أقل من نسبة 10 نانو جرام/ مللتر، وفي الغالب يكون من الناحية الإكلينيكية، حيث يكون طول الطفل أقل من المعدل الطبيعي أو أقل من متوسط طول الأب والأم، وتكون تقاطيع وجههم أقل من عمرهم الحقيقي، فلربما يكون عمر الطفل الحقيقي 10 سنوات وتقاطيع وجهه تبدو وكأنه في السادسة أو السابعة من عمره.وأخيرا.. علاج هرمون النمو لحالات قصر القامة لا يوجد منه حبوب أو شراب في جميع أنحاء العالم، ولكنه متوفر عن طريق الإبر فقط وتعطى تحت الجلد، والتي أصبحت الآن بفضل الله والتطور العلمي حقنة أسبوعية بعد أن كانت يومية، وفي ذلك تخفيف لكثير من معاناة المرضى وأسرهم.