أشاهد هذه الفترة توسعا كبيرا في العمران وانتشار البناء في الكثير من المدن الرئيسة.هذا التوسع صاحبه زيادة في الوعي والخبرة في البناء، حتى أصبح العديد يتحدث عن المراحل البناء وكأنه مقاول أبا عن جد.هذا الوعي جميل وأجده ضرورة حتى يتمكن الشخص من الحصول على منزل العمر بتكلفة أقل وجودة أفضل.ينقص هذا الحديث الوع الكاف عما بعد البناء، وهي التكاليف التشغيلية فيما بعد. من أهم تلك التكاليف قيمة فاتورة الكهرباء.إن تحسين كفاءة الطاقة في المباني، سواء التجارية أو السكنية هي من أهم الأمور التي نحتاج لمراعاتها في بيوت المستقبل.لذلك نجد أن هناك العديد من التقنيات التي يمكن استخدامها لتحسين كفاءة الطاقة في المباني التجارية والمنزلية.بعضها موجود الآن فعلا وإلزامي والآخر يحتاج دمجها للتقليل من استهلاك الطاقة، كالتالي:عزل المبنى: من أهم الطرق لتحسين كفاءة الطاقة في المبنى هو عزل الجدران والأسقف والأرضيات.يساعد العزل على منع الحرارة من الدخول إلى المبنى في الصيف ومن الخروج من المبنى في الشتاء. هنا نجد العديد من التقنيات ولعلي أتكلم عنها في مقال آخر.استخدام الأجهزة والأنظمة الموفرة للطاقة: عند شراء الأجهزة والأنظمة الجديدة للمبنى، من المهم اختيار الأجهزة والأنظمة الموفرة للطاقة. تحمل معظم الأجهزة والأنظمة ملصقا يوضح كفاءة الطاقة الخاصة بها.صيانة الأجهزة والأنظمة بانتظام: يجب صيانة الأجهزة والأنظمة في المبنى بانتظام لضمان عملها بكفاءة. يمكن أن تؤدي الأجهزة والأنظمة غير الصيانة إلى استهلاك المزيد من الطاقة.تغيير سلوكيات استخدام الطاقة: هناك العديد من سلوكيات استخدام الطاقة التي يمكن أن تسهم في تحسين كفاءة الطاقة في المبنى، مثل إطفاء الأنوار عند مغادرة الغرفة، وغسل الملابس بالماء البارد، وفتح النوافذ بدلا من تشغيل مكيف الهواء في الطقس المعتدل.قد تكون هذه الأمور مناسبة جدا كبداية في التوفير ولكن هناك النصائح الإضافية لتحسين كفاءة الطاقة في المباني التجارية والمنزلية خصوصا وتكلفة شراء تلك التقنيات يجب أن تؤخذ في الحسبان، كالتالي:استخدام الإضاءة الطبيعية: حاول الاستفادة من الإضاءة الطبيعية قدر الإمكان. يمكن أن يساعد ذلك في تقليل استهلاك الطاقة للإضاءة.وقد أبهرني المعماري أنطوني غاودي في تصميماته الرائعة في مدينة برشلونة الإسبانية.أعمال هذا العبقري الذي تعود إلى أكثر من 100 عام تستخدم فكرة الاعتماد على الإنارة الطبيعية بشكل كبير وهي فعلا الأجمل والأوفر.كما أن هناك مدرسة في ماليزيا تعتمد على الإنارة الطبيعية من الشمس بشكل لا يجعلها أقل من نظيرها الكهربائي في الفعالية.تظليل النوافذ: يمكن أن يساعد تظليل النوافذ في منع الحرارة من الدخول إلى المبنى في الصيف.الحقيقة الموضوع لا يرتبط في النوافذ من حيث التظليل فقط، وإنما التسريبات حول هذه النوافذ كبير جدا ولا تظهر بوضوح إلا حين هطول الأمطار. يوجد عدة طرق بسيطة للكشف عن هذه التسربات وقت البناء أو حتى بعدها ويمكن إصلاحها بأرخص الطرق.غرس الأشجار حول المبنى: يمكن أن تساعد الأشجار في تظليل المبنى وتبريد الهواء من حوله.استخدام الألوان الفاتحة على جدران وسقف المبنى: يمكن أن تساعد الألوان الفاتحة في عكس حرارة الشمس وتبريد المبنى.يذكرني هذا الموضوع عن سبب اختيارنا للون الأبيض لأثوابنا ودرس العلوم في الابتدائي.لا يمكن أن نحدد حلا فريدا من نوعه بعينه كمصدر وحيد لاستنزاف الاستهلاك الكهربائي، ولكن هذه الأجهزة تستخدم الكهرباء بشكل يعتمد على سلوكياتنا بشكل كبير. قد نجد بعض المنازل تعتمد على أجهزة الطبخ كثيرا خلال اليوم وبالتالي قد تتفوق على المكيفات في استهلاك الكهرباء.هنا أنصح بتركيب أجهزة مراقبة استهلاك الكهرباء اليومي لتحديد الأجهزة التي تستهلك الكهرباء بشكل أكبر مما يساعد على تركيز حلولنا على تلك الأجهزة وتحقيق التوفير الأمثل.HUSSAINBASSI @