بايدن أم شي.. من يحكم العالم؟
الاحد / 9 / ربيع الأول / 1445 هـ - 22:15 - الاحد 24 سبتمبر 2023 22:15
من يحكم العالم.. هل هو الرئيس الأمريكي جو بايدن، أم الرئيس الصيني شي جين بينغ؟سؤال طرحة معلق الشؤون الخارجية في صحيفة «غارديان» سايمون تيسدال، في ظل الحراك اللافت الذي يشهده العالم، حيث تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى تعزيز العلاقات الأمنية مع الهند ومجموعة متنوعة من الزعماء في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، فيما تتودد الصين للدول الأفريقية والعربية والجنوب العالمي بمغريات لعالم جديد متعدد الأقطاب ومجموعة بريكس موسعة، وتتشبث روسيا باستماتة أكثر من أي وقت مضى ببكين.نظام عالمييقول تيسدال «لنرحب بالنظام العالمي الجديد الذي يتمثل في إعادة بناء مستمرة من الجذور للبنية الاستراتيجية والقانونية والمالية العالمية القائمة، إعادة بناء سمتها الفوضى والارتباك والمخاطر الجسيمة والشكوك والغموض والتناقضات».ويضيف في تحليله للصحيفة البريطانية «وداعا لإجماع ما بعد عام 1945 الذي أفرز مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية والهياكل التي يقودها الغرب كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ودول مجموعة السبع الغنية التي تسيطر على مجريات الأحداث العالمية».صراع ثلاثيويرى أن العالم يشهد مسابقة ثلاثية يتصارع فيها النظام الراسخ بقيادة الولايات المتحدة (الديمقراطي المتحرر والفاقد للمصداقية) مع نظام عالمي ناشئ تديره الصين، والنظام الثالث الأقل منافسة الذي تفضله عموما الدول المتذبذبة سريعة النمو مثل نيجيريا والبرازيل وإندونيسيا، هو تعددية الأطراف المنصبة ركيزتها على الأمم المتحدة والذي يضمن تكافؤ الفرص، خاصة للبلدان الأكثر فقرا والأقل نموا.ويتابع الكاتب «لم تحسم المنافسة بعد، وما زال غير معروف كيف سيدار القرن الحادي والعشرين ومن سيتولى إدارته.. نحن أمام تهافت شديد من الحكومات إما على إنشاء هيكلية أمنية وائتلافات وتكتلات اقتصادية ومالية وتجارية تناسب الاحتياجات والمخاوف والأولويات، وإما الانضمام إلى تلك التحالفات أو توسيع نطاقها».استقطاب تحالفاتوكتب جون إيكنبيري الأستاذ في جامعة برنستون ما مفاده أن هجوم روسيا على أوكرانيا فتح الطريق أمام التهافت الذي نراه من قبل القوى العظمى وشجع عليه نوعا ما.. ونجاح السياسة الخارجية أو فشلها يرتهن بقدرة المرء على استقطاب تحالفات كبيرة من الدول إلى جانبه. وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي للأمم المتحدة الأسبوع الماضي «العالم بصدد الانتقال إلى نظام دولي جديد.. فقد باء مشروع أمركة العالم بالفشل».وبحسب التوقعات، استجاب الاتحاد الأوروبي لحالة التفكك بمزيد من التكامل، فالحديث دائر حاليا في «الدوائر الداخلية» للاتحاد عن استيعاب ست دول في منطقة البلقان، فضلا عن أوكرانيا ومولدوفا، وعن إصلاحات داخلية شاملة.. والدافع وراء هذه الاستجابة القلق حيال تمدد النفوذ الروسي والصيني.اضطراب الناتووقال ألكسندر شالينبرغ وزير الخارجية النمساوي «إن التوسع ليس مسعى بيروقراطيا، فالأمر يتعلق بتصدير وحماية نموذج محدد لحياة الديمقراطيات الغربية الحرة المنفتحة على الآخر.. والحقيقة هي أن الدعوة العاجلة التي وجهتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين لتوسيع رقعة الاتحاد الأوروبي، تعكس اضطرابا آخر يتمثل في ناتو موسع».وضم الاتحاد الأوروبي مؤخرا فنلندا والسويد.. وما زالت أوكرانيا ومولدوفا والبوسنة وجورجيا تنتظر، وقد تزداد الضغوط الرامية إلى ضم دول أخرى محايدة من خارج حظيرة حلف شمال الأطلسي مثل أيرلندا.نظام فوضويوترفض الولايات المتحدة إقامة «حلف شمال آسيوي»، لكنها عززت علاقاتها الأمنية مع اليابان وكوريا الجنوبية والفلبين، وضخت حياة جديدة في المجموعة الرباعية المكونة من الولايات المتحدة والهند وأستراليا واليابان، وأبرمت اتفاقية «أوكوس» مع لندن وكانبيرا، واقترحت ضم بريطانيا إلى المجموعة الرباعية. ويكشف تودد بايدن لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، واجتماعه الأخير بالشيوعيين في فيتنام، وسعيه لإيجاد أرضية مشتركة مع إيران إثر تبادل الرهائن الأسبوع الماضي، وتعاملاته البراغماتية عن أنه عازم على الإطاحة بـ «النظام اللاعالمي» الفوضوي لدونالد ترمب وإحكام السيطرة على الصين.كتل وتحالفاتويرى الكاتب أن هناك حاجة إلى تغيير هيكلي، فمنظومة الأمم المتحدة تتداعى.. ومجلس الأمن يكاد يحتضر، ومؤسسات مثل منظمة الصحة العالمية باتت ساحات معارك سياسيةـ ولكن هذا التعديل التنافسي للأوضاع الجيوسياسية يتعلق بخلق عالم أفضل وأكثر أمانا أو ضمان تكافؤ الفرص للجميع. وأضاف «من المؤسف أن العالم الذي أمسى متشظيا أكثر من أي وقت مضى إلى كتل وتحالفات متعارضة، سيكون أقل تأهبا لمواجهة التحديات الجماعية والوجودية المتمثلة في تغير المناخ والفقر والاستدامة والأزمات الصحية».وحذر رئيس الوزراء البريطاني السابق غوردون براون من أن الشقوق التي تسري في النظام العالمي تتحول إلى أخاديد، «لأننا نفشل في ابتكار حلول عالمية للتحديات العالمية.. وفي غياب تعددية جديدة، يبدو أن عقدا من الفوضى العالمية ينتظرنا لا محالة».رؤية الصين البديلة:
- تروج لنفسها على أنها البطل المحب للسلام.
- تعزز تحالفها الاستراتيجي مع روسيا.
- تدعم عالم متعدد الأقطاب لا يخضع لهيمنة الغرب.
- استطاعت توسيع نطاق مجموعة بريكس.
- تسعى إلى إعادة تشكيل البنية المالية العالمية.