العالم

خلافات الهند وكندا.. عاصفة لا تهدأ

جاستين ترودو
ألقى الاتهام الكندي للحكومة الهندية بتدبير اغتيال مواطن كندي، بظلال من الشك حول المسار المستقبلي للعلاقات الثنائية بين البلدين، وأثار عاصفة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وسط توقعات أن تشهد الفترة المقبلة مزيدا من التداعيات.وأعلن رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو الاثنين الماضي، أن أجهزة الأمن الكندية حصلت على أدلة موثوق بها، تفيد بأن هناك صلة للحكومة الهندية بقضية مقتل هارديب سينج نيجار، وهو مواطن كندي وأحد الدعاة البارزين لانفصال السيخ في الهند.وكان مهاجمان ملثمان أطلقا النار على نيجار، خارج معبد سيخي بمقاطعة كولومبيا البريطانية مطلع هذا العام، في هجوم تزعم كندا أن له صلة بـ»عملاء للهند»، ووصفت وزارة الخارجية الهندية الاتهامات بأنها «غير معقولة»، وتم بعد ذلك تبادل طرد دبلوماسيين كبار من أوتاوا ونيودلهي.ويقول ديلجادو، إنه من المرجح أن تكون التجارة هي المتضرر الرئيس الأول بسبب الخلاف، إذ سيتم تعليق المفاوضات الخاصة بالاتفاق التجاري، وأعلنت الدولتان وقف المحادثات التجارية بينهما مطلع هذا الشهر.كما أن انخفاض تدفق المهاجرين الهنود، والذي يمثل نحو خُمس عدد كل المهاجرين إلى كندا أخيرا، يمكن أن يكون أمرا أكثر تدميرا من مجرد تدهور في العلاقات التجارية.وفي الحقيقة يرجع النمو السكاني في كندا، والذي يعد الأسرع في مجموعة السبع، أساسا للهجرة: إذ إن 4 من بين كل 5 كنديين جدد في الفترة من 2016 إلى 2021 كانوا مهاجرين.ويقول ديلجادو، إنه إضافة إلى تأثر العلاقات الكندية الهندية، قد يؤدي الخلاف بين الدولتين إلى حدوث خلل في الاطار الجديد للمؤسسات والتحالفات الخاصة بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ.فالهند بقوتها الاقتصادية وإمكاناتها الأمنية، حظيت بالإشادة من جانب الولايات المتحدة والحلفاء الديمقراطيين، باعتبارها قوة إقليمية موازنة للصين.وتعد الخلافات بين الحلفاء أمرا شائعا، وينبغي توقعه في مجموعة الدول ذات الأجندات المختلفة، التي يضمها الهيكل الجديد لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ.فالحكومات تختلف فيما بينها من حين لآخر، بسبب السياسات التجارية، والممارسات البيئية، وغيرها من القضايا التي لا تمثل تهديدا لعلاقاتها الدبلوماسية.ولكن الخلاف بين كندا والهند فريد من نوعه في أن خطورة الاتهامات، والعلاقات الاقتصادية والديموغرافية بين الدولتين، والسياق الجغرافي السياسي الذي تكشف فيه الوضع أثار المخاطر لدى كل الأطراف، بما في ذلك الولايات المتحدة.