العالم

أكاديمي أمريكي يدعو بلاده للتحالف مع جيران روسيا

روسي: دول كازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان تعرضت للإهمال

لقاء سابق بين ترمب والرئيس الكازاخستاني (مكة)
دعا أكاديمي أمريكي بلاده إلى التحالف مع جيران روسيا، والتكيف مع المشهد العالمي الجديد متعدد الأقطاب، والتواصل الدبلوماسي عبر الأطلسي، في ظل التوسع الوشيك لمجموعة «بريكس» التي ضمت أعضاء جددا من أفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية.وفي هذا السياق، فإن منطقة آسيا الوسطى التي تضم كازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان هي منطقة تعرضت للإهمال لفترة طويلة في حسابات السياسة الخارجية الأمريكية.وقال الأكاديمي الأمريكي مايكل روسي المحاضر في العلوم السياسية في جامعة روتجرز في ولاية نيوجيرسي والأستاذ الزائر في جامعة ويبستر في طشقند في تقرير نشرته مجلة ناشونال انتريست الأمريكية، «إنه حتى انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان في عام 2021، كانت واشنطن تنظر إلى آسيا الوسطى كممر لوجيستي لعملياتها العسكرية، إلا أن هذه الرؤية الضيقة، فشلت في إدارك الأهمية الجيوسياسية الأوسع للمنطقة».مفترق طرقورأى روسي أنه نظرا لأن آسيا الوسطى لها حدود مع روسيا والصين وإيران، تستطيع الولايات المتحدة أن تصبح شريكا إضافيا لهذه المنطقة لتحقيق التعاون الاقتصادي والتنمية، وهذا سيمنح الولايات المتحدة نفوذا استراتيجيا في منطقة محاطة بمنافسين جيوسياسيين.وتعد دول آسيا الوسطى، التي كانت تعتبر لفترات طويلة بمثابة مفترق طرق للتجارة، لاعبين أساسيين في العديد من المشروعات الدولية والمبادرات بقيادة الصين وروسيا والهند وإيران وتركيا.وتنبع هذه الأهمية من الموقع المركزي للمنطقة في أوراسيا ومواردها الطبيعية الوفيرة، بما في ذلك الهيدروكربونات والمعادن الثمينة، وسوف يكون عدم تعميق العلاقات مع دول آسيا الوسطى في الوق الذي تواجه فيه المنطقة تحديات اقتصادية فرصة ضائعة بالنسبة للولايات المتحدة.توافق كازاخستانوأشار روسي إلى أن كازاخستان، أكبر دولة في آسيا الوسطى، أظهرت اهتماما ملحوظا بتعميق علاقاتها مع الولايات المتحدة.وعلى الرغم من علاقاتها الاقتصادية والتجارية واسعة النطاق مع روسيا، رفضت كازاخستان دعم غزو جارتها روسيا لأوكرانيا.ويتوافق هذا الموقف مع التزام كازاخستان بميثاق الأمم المتحدة وسياستها الخارجية «متعددة الاتجاهات» والتي تستهدف تحقيق توازن في العلاقات مع القوى المتعددة.وأعرب الرئيس الكازاخي قاسم جومارات توكاييف، في مناسبات عديدة، بشكل علني موقف بلاده من الحرب، وجدد التأكيد أنه على الرغم من احتفاظ كازاخستان بعلاقات إيجابية مع روسيا، فإنها لن تتجاهل العقوبات الغربية، ويسلط هذا الموقف الضوء على إمكانات كازاخستان كشريك استراتيجي للولايات المتحدة في المنطقة.القوى الناعمةوأوضح روسي أن واشنطن ستكسب الكثير من خلال توسيع تأثير قوتها الناعمة في كازاخستان وتعزيز علاقات سياسة واقتصادية أوثق مع مختلف دول آسيا الوسطى.ويرى أن أول المكاسب هو أن التعاون مع آسيا الوسطى يسمح للولايات المتحدة بتنويع ملفها الجيوسياسي، ويمكن أن تكون المنطقة وسيطا استراتيجيا في محادثات مع دول بعيدة بشكل تقليدي عن نطاق نفوذ أمريكا.وفي ظل المشهد المتغير بسبب الحرب في أوكرانيا وتوسع مجموعة «بريكس»، تعتبر واشنطن متخلفة في تحقيق تقدم دبلوماسي في العالم النامي، خاصة بالمقارنة مع بكين وموسكو.مكاسب عديدةوفي ظل تعرض التحالفات التقليدية للضغوط وظهور تحديات عالمية جديدة، ينبغي على الولايات المتحدة أن تنظر إلى ما هو أبعد من شركائها التاريخيين لتنويع علاقاتها الاستراتيجية، وفي هذا السياق، تمثل آسيا الوسطى مخزونا من الإمكانات غير المستغلة التي يمكن أن تكون محورية لتحقيق أهداف السياسة الخارجية الأمريكية.وأشار روسي إلى أن ثاني المكاسب هو أن الولايات المتحدة لديها مصلحة استراتيجية في تعزيز التواصل الإقليمي وتبسيط سلاسل الإمداد وتحسين طرق الطاقة في آسيا الوسطى.وهناك مزايا مباشرة بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها، خاصة في طرق التجارة التي لا تمر بروسيا.تحديات عالميةوالمكسب الثالث هو أن الولايات المتحدة تستطيع التعاون مع دول آسيا الوسطى بشأن التحديات العالمية، التي تتراوح بين الاستقرار الإقليمي وتغير المناخ وبين الأمن العالمي. على سبيل المثال، يمكن أن تذهب الجهد المنسق بين الولايات المتحدة وآسيا الوسطى بعيدا في تخفيف تهديدات مثل التشدد والإرهاب، وكذلك وضع حد لتجارة المخدرات التي مصدرها أفغانستان.وبالنسبة لدول آسيا الوسطى، فإن التعاون الأوثق مع واشنطن سيسمح لها بتعميق العلاقات مع قوة عالمية، ستكون قيمة بشكل خاص في مجالات مثل تبادل التكنولوجيا وقدرات الدفاع والتنمية الاقتصادية، مما يجعلها علاقة تحقق المكاسب لكل الأطراف المعنية.مكاسب أمريكا من التحالفات مع دول آسيا:
  • تعزيز التجارة مع بعض الدول المجاورة لروسيا.
  • تحسين طرق الطاقة في آسيا الوسطى.
  • التواصل الإقليمي وتبسيط سلاسل الإمداد.
  • تنويع العلاقات الاستراتيجية مع شركاء جدد.
  • تمثل مخزونا من الإمكانات غير المستغلة.