الرأي

جاذبية الحلويات الملونة والمواد الحافظة

عبدالمعين عيد الأغا
ينجذب الأطفال بسرعة البرق نحو الحلويات الملونة والأطعمة المكيسة وغيرها المعلبة الجاهزة بكل محتوياتها وأصنافها كالشيبس والدونات والعصائر السكرية وغيرها.. وغيرها، وبالطبع جميعها تحتوي على المواد الحافظة والصبغات الملونة.وخلال العقدين الماضيين زاد استهلاك الأفراد والأطفال لأطعمة المواد الحافظة والمكيسة بشكل لافت للنظر في ظل ازدهار صناعة الأطعمة المعلبة والمكيسة وغيرها ذات الصبغات الملونة، مما جعل الأطعمة الغذائية الصحية تتراجع كثيرا وبشكل مؤثر مقابل تلك الجاهزة التي تتزين بها أرفف مراكز التموينات الغذائية.من الجانب الصحي فإن مخاطر المواد الحافظة والأخرى المصبغة قد تزداد أكثر عند الأطفال، لكونهم في هذه المرحلة يحتاجون إلى الأغذية الصحية التي تضمن لهم النمو الصحي، بعيدا عن المشاكل المترتبة على المواد الحافظة التي تستخدم لحفظ الأطعمة المعلبة أو الصبغات الملونة.المواد الحافظة هي المواد التي يتم إضافتها إلى الأطعمة للحفاظ عليها من التعرض للتلف ولبقائها طازجة لأطول فترة ممكنة، والمساعدة فى منع نمو الكائنات الدقيقة الضارة وحماية المنتجات من التلف أو التلوث، ولكنها -كما أشرت- تشكل خطورة على صحة الإنسان -على المدى البعيد- حيث إنها تحتوي على مواد كيميائية ضارة مثل نترات الصوديوم وبنزوات الصوديوم والدهون المتحولة وثاني أكسيد الكبريت، والتي لها العديد من التأثيرات السلبية على صحة الإنسان، وخصوصا على البنكرياس والقلب والسكري وفرط الحركة عند الأطفال.وأظهرت دراسة أن المواد الحافظة التي تتم إضافتها للأغذية قد تضر بالجهاز المناعي للإنسان، إذ أوضح الباحثون بمجموعة العمل البيئية الأمريكية أن المواد الحافظة قد ثبت أنها تضر بالجهاز المناعي فى كل من الاختبارات الحيوانية والاختبارات غير الحيوانية المعروفة باسم اختبار السموم في المختبر، كما أن نكهة المواد الحافظة تقل عن المأكولات الطازجة، وقد تزيد كلما زادت المواد الحافظة في المعلبات المصنوعة.كما نجد أن نسب المواد الحافظة التي يتم إضافتها على الطعام كالفواكه والخضراوات المجففة والتي تمنحهم لون جذاب ومميز تسبب في عدم امتصاص الجسم للعناصر الغذائية الموجودة في الطعام وبالأخص فيتامين ب الذي تحتوي عليه الفواكه المجففة وهو أحد الفيتامينات الهامة جدا لتطوير إمكانيات الجسم العقلية والجسدية.اما المواد الملونة (الصبغات) فهي الأخطر من بين المواد المضافة، إذ يتم إضافة هذه المواد إلى الأطعمة وخصوصا حلويات الأطفال؛ لأنها تحسن من لون الأطعمة ومن مظهرها وتجعلها أشهى للتناول، لكن في نفس الوقت يمكن أن تسبب تأثيرات جانبية عديدة تتمثل في الحساسية، الصداع، فرط النشاط، واضطرابات التعلم والانتباه، كما أظهرت العديد من الدراسات أن سلوك الأطفال قد تحسن بعد سحب المواد الملونة من الأطعمة التي يتناولونها، هذا يعني أن هذه المواد التي يتناولها الأطفال ذات ألوان جميلة يمكن أن تكون أضرارها وتأثيراتها أكبر بكبير مما نتخيل، وهناك العديد من الدراسات التي خرجت في الآونة الأخيرة، والتي ربطت بين تناول الملونات 'الصبغات' بالطعام وبين زيادة الحركة المفرطة لدى الأطفال.وأخيرا.. ينصح الجميع بالحد من تناول المعلبات والأطعمة المكيسة قدر الإمكان والتركيز على الأطعمة الصحية الطازجة التي تنعكس إيجابًا في قيمتها الغذائية على المستهلك، ويحب تحذير الأطفال بالحد من تناول الحلويات بكثرة لكون آثارها السلبية على الصحة أكثر من فوائدها، وعند شراء المعلبات ينصح بضرورة قراءة بطاقة المعلومات على المنتجات الغذائية والزراعية، خصوصا من الأشخاص الذين يعانون من بعض أنواع الحساسية لبعض المضافات الغذائية، بسبب مواد أو مضافات قد يكون لها تأثير سلبي على بعض المستهلكين.