د. عبد الله مصري: "الجوائز الثقافية الوطنية" ضامن لاستدامة الإبداع الإنساني
الثلاثاء / 4 / ربيع الأول / 1445 هـ - 18:05 - الثلاثاء 19 سبتمبر 2023 18:05
أكد الباحث الدكتور عبد الله حسن مصري الفائز بـ 'جائزة التراث' أن المبدعين في المملكة ومن خلال العديد من المبادرات الداعمة للمنتج الثقافي والأدبي والفني، أصبحوا ينتظرون تواتراً سريعاً لمجالات الثقافة والفنون والأدب في مختلف الميادين التي تشملها مبادرة 'الجوائز الثقافية الوطنية' والتي تنظمها وزارة الثقافة سنوياً.
وأشار الدكتور مصري -صاحب العديد من دراسات آثار الجزيرة العربية- إلى أن التكريم والاحتفاء بالمنجزين في المجتمعات الراقية يُعد عنصراً هاماً لاستدامة الإبداع الإنساني لجميع مناحي الإنتاج الملموس وخلافه..
• تحتفي وزارة الثقافة كل عام بصُنّاع الإبداع في رسالة تقدير لإسهاماتهم الوطنية، حدثنا ماذا يعني لك هذا التكريم؟- أود أن أشكر جميع القائمين على هذا المبادرة الوطنية الرائعة والذي تأتي برعاية سامية من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، حيث لمست شخصياًالاهتمام الكبير الذي تحظى به هذه المبادرة من قِبل سمو وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، ولذا فإنني أعتبره تكريماً بارزاً أفتخر به للجهد الذي بذلته والمسيرة الطويلة التي قضيتها مع الكثير من زملائي الأفاضل في بناء قواعد وأساسات متينة من عناصر الاهتمام بالآثار والمعالم التاريخية والمتاحف حفظاً، ورعاية، وبحثاً، وصيانةً، ونشراًللوعي عنها في الوسط الاجتماعي.
• كيف ترى انعكاس مبادرة الجوائز الثقافية على الجيل الثقافي الواعد، والمتخصصين في علم الآثار للوصول إلى أعلى معايير الجودة؟
- في كل المجتمعات الراقية يمثل التكريم ومنح الجوائز عنصراً هاماً لدعم تواصل الإبداع الإنساني في جميع مناحي الإنتاج الملموس وخلافه. ولا أظن أننا نمثل استثناءً من هذه القاعدة في مجتمعنا المتطور والمتحفز لبلوغ الآفاق العالمية التي ترسمها خطط وبرامج رؤية السعودية 2030 الطموحة، لذا ننتظر تواتراً سريعا للإبداع في مختلف الميادين التي ترعاها هذه الجوائز الوطنية الرائعة.
• تُسلط المبادرة الضوء على الموهوبين والرواد المبدعين في الوطن، وتسعى لإبراز نتاجهم الثقافي، بماذا تنصح من هم في طور المشاركة في الجوائز القادمة؟
- المهم في الإنتاج والإبداع الإنساني الثقة في النفس والإخلاص في العمل دون انتظار أو توقع الحصول على ثناء أو حفاوة من هنا أو جائزة وتكريم من هناك.
الشغف بالعمل أو التخصص الذي يقوم به الإنسان مع وجود الخبرة هو المحرك الأساسي لبذل الجهود حيث يمكن الوصول إلى أعلى مستوى من جودة النتائج وتطويرها.
• كيف ترى انعكاس الجوائز الثقافية على واقع القطاع الثقافي محلياً وعالمياً، خصوصاً بعد إضافة جائزة 'التميز الثقافي الدولي'؟- نحن نعيش في مجتمع محفز حقاً بوجود قيادة لديها طموحات عالية للنهوض والارتقاء بالإنسان والوطن، ومن الطبيعي أن تلتفت مبادرة 'الجوائز الثقافية الوطنية' لدعم الثقافة الدولية من خلال جائزة 'التميز الثقافي الدولي' باعتبار أن الثقافة جهد إنساني مشترك بين مختلف المجتمعات، وهو ما سيجعلنا نرى انعكاساً إيجابيا لهذه المبادرة على صعيد المنافسات الدولية في المجالات الأدبية والفنية عموماً.
• في رأيك ... هل يتوقف مشوار المثقف عند الحصول على الجوائزوالتكريم؟
- كما أسلفت في إجابتي أعلاه فإن المثقف الحقيقي لا ينتظر لإنتاجه تكريماًمتوقعاً، أو أن يحظى بجائزة، طالما أن الدافع الأساسي لديه هو شغف ذاتي مع خبرة وعلم مكتسب بجدارة.
لذا من الطبيعي أن يستمر عطاء المثقف والمبدع في مجاله بعد الجائزة، مع أن الأخيرة لا شك أنها توفر مناخاً محفزاً ومشجعاً للفرد ليكون عند حسن ظن مجتمعه به، وأن يكون وفياً للتقدير الذي تمنحه الجائزة.