الرأي

أرقام مذهلة عن التنمية الزراعية في الجوف

عبدالحليم البراك
لغة الأرقام عن الزراعة والثروة الحيوانية في الجوف مذهلة للغاية، وكأننا على أعتاب مستقبل زراعي جديد هناك، ففضلا عن ميزة نسبية، وهي اعتدال الأجواء في منطقة الجوف، فهناك استعدادات زراعية مذهلة وفق بنية تحتية يمكنها أن تحدث نقلة نوعية لو تم تبني استراتيجية زراعية وتسويقية منفتحة للجوف، ولا أدل على ذلك من كون زيت زيتون الجوف ماركة متميزة بالاسم، ومهما يكن من أمر فعودة للغة الأرقام ونقلا عن موقع جامعة الجوف نجد أن كمية المياه الجوفية بالمنطقة 28 مليون متر، فيما يبلغ عدد أشجار الزيتون في الجوف أكثر من 17 مليون شجرة من 30 نوعا، تنتج ما يزيد على 10 آلاف طن من الزيت و15 ألف كجم من زيتون المائدة.وأكثر من 1333 بيتا محميا للزراعة، تنتج ما يفوق 132 ألف طن من الخضراوات، و62 ألف طن من الحبوب، فيما بلغت مساحة المزارع العضوية بالمنطقة 10 آلاف هكتار، وقد بلغ إجمالي الإنتاج الزراعي للزراعة العضوية وتحت التحول 37948.77 طنا سنويا.أكثر من مليون نخلة بالمنطقة مع إنتاج يفوق 70 ألف طن من التمور مختلفة الأصناف.تحتوي المنطقة على 3500 مشروع زراعي إضافة إلى 8 شركات زراعية.الثروة الحيوانية بالمنطقة تجاوز عدد الأنعام فيها بمختلف أنواعها (3.393.232)، تحتوي المنطقة على نحو مليوني شجرة مثمرة، مثل الخوخ والمشمش والبرقوق والنكتارين والعنب والرمان والتفاح والكمثرى واللوز والفستق الحلبي والتين وغير ذلك من الأصناف، وبكميات كبيرة تغطي الأسواق المحلية والخليجية، تجاوزت كمية إنتاج المنطقة منها 170 ألف طن سنويا.مثل هذه الأرقام تحتاج لسياسة استراتيجية في توظيفها، المستقبل للجوف، متى ما استطعنا نعكس هذه الثروات الوطنية البكر إلى إنتاج يبهر العالم، ولا أدل على ذلك من تجربة الجوف في زيت الزيتون الذي ذهب يضاهي العلامات التجارية العالمية ويحتل الصفوف الأولى من رفوف المتاجر الشهيرة بالمملكة والخليج، برغم المنافسة الشرسة لوجود دول أخرى قد يزعم أنها تمتلك ميز نسبية أفضل من رخص اليد العاملة، لكن تفوق زيت الجوف بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بدعم المسؤولين في المنطقة وكذلك مصداقية الإنتاج في الجودة والعمل الكبير في قطاع تسويقه بطريقة جيدة وبما اكتسبته هذه المنطقة من سمعة أكثر من رائعة في هذا المجال، وهذا يعني أنها قادرة على أن تكرر التجربة في أكثر من منتج.حقيقة هذه الأرقام مذهلة للغاية، ويمكن القول إن مستقبل الزراعة سيكون في منطقة الجوف؛ فتطور الطرق السريعة حول المنطقة مؤخرا جعل من التسويق أمرا سهلا بالإضافة لقربها من نقاط التصدير على الأطراف، ويتوافق هذا التطور مع مستهدفات التنمية ورؤية المملكة 2030 المتمثلة في رفع الإيرادات غير النفطية وتطوير التنمية الزراعية بكافة مناطق المملكة، وخلق فرص عمل جديدة متمثلة في التطور الهائل في المنطقة وخلق تنمية مستدامة في المنطقة ويخدم هذه التنمية تكامل القطاعات الحكومية والقطاع الخاص في دعم هذه المستهدفات، المؤكد بأن هذا لا يمكن أن يتطور ويصل لما وصل إليه إلا بمتابعة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن نواف بن عبد العزيز أمير منطقة الجوف، ودعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز حفظهم الله جميعا.Halemalbaarrak@