العالم

مستنقع فساد يواجه حكومة أوكرانيا

وزارة الدفاع الأوكرانية تعاني من الفساد (مكة)
فيما يحاول بعض الساسة اليمينيين المتشددين في واشنطن تحقيق مكاسب سياسية من خلال اتهامات الفساد الموجهة إلى أوكرانيا، يدلل حدثان سياسيان كبيران في الآونة الأخيرة على أن كييف أصبحت أكثر استجابة لدعوات إدارة بايدن لمحاربة الفساد.ويقول المحلل الأمريكي ويسلي ألكسندر هيل، مدير البرنامج الدولي للطاقة والنمو والأمن بالمركز الدولي للضرائب والاستثمار في مقاله بموقع مجلة «ناشونال إنترست» الأمريكية، «إن الحدث الأول يتمثل في استبدال الرئيس فولوديمير زيلينسكي وزير دفاعه المجتهد أوليكسي ريزنيكوف وتعيين رستم عميروف، رئيس صندوق أملاك الدولة، وأحد الشخصيات التي تحارب الفساد، والذي يتحدر من تتار القرم.. وبغض النظر عن كون تعيينه طريقة خفية للإشارة مرة أخرى إلى أن شبه جزيرة القرم جزء من أوكرانيا، فهو محاولة لتنظيف مستنقع الفساد الذي تعاني منه حكومة أوكرانيا منذ ما قبل الحرب.وجاءت الضربة الثانية، عندما اعتقل جهاز الأمن الأوكراني إيغور كولومويسكي، الذي كان شريكا تجاريا ومعلما لزيلينسكي، بتهمة غسيل الأموال.. ويعد كولومويسكي أحد القلائل الذين فرضت عليهم عقوبات من قبل الولايات المتحدة، وهو متهم باحتيال قيمته 6 مليارات دولار من أموال المودعين لدى أحد البنوك التي كان يملكها.ورأى الكاتب أن هذه التحركات قد تكون إشارات إلى أن زيلينسكي جاد في مساعيه لمكافحة الفساد، وربما تكون بمثابة دعاية عملية قبل الانتخابات الرئاسية عام 2024.. ولكنها في كل الأحوال تتسم بأهمية حيوية بالنسبة لكل من العلاقات الأمريكية - الأوكرانية ومواصلة حرب أوكرانيا مع روسيا، وتكتسب النقطة الأولى أهمية واضحة، نظرا إلى محاولة بعض المحافظين البارزين مثل تاكر كارلسون، وغيره من العديد من الجمهوريين في الكونجرس، استخدام الفساد المستشري في أوكرانيا لتبرير قطع المساعدات العسكرية عن كييف.ودأبت الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية على الانتصار في الحملات العسكرية، لكنها كانت دائما تخسر السلام.. وتقف فيتنام والعراق وأفغانستان شاهدا صريحا على فشل عملية إعادة الإعمار والإخفاقات في بناء الدولة.ولفت الكاتب إلى أن الافتقار إلى الرؤية، والتصميم الثقافي الأمريكي، والكسب غير المشروع والفساد المحلي، والفشل في تفويض السلطة أو إدارتها مركزيا، أدت مجتمعة إلى فشل سياسات إعادة البناء التي أضرت في نهاية المطاف بالمصالح الوطنية الأمريكية.ومضى الكاتب يقول «إذا أردنا عدم تكرار هذه الأخطاء في أوكرانيا، على الولايات المتحدة وأعضاء الاتحاد الأوروبي وإدارة زيلينسكي البدء في التخطيط لإعادة الإعمار الآن، وذلك بهدف بناء القدرات لتحقيق النصر العسكري وإعادة الإعمار في وقت السلم».