الرأي

الصحة النفسية داخل المؤسسات.. هل تغيرت الأمور؟

حنان درويش عابد
تشتهر بعض المؤسسات في القطاع الخاص بالاهتمام بصحة ورفاهية موظفيها والمدراء، بما في ذلك الصحة النفسية.يدرك الكثير من أصحاب الأعمال أن الاهتمام بالصحة النفسية للموظفين ليس فقط أمرا إنسانيا، ولكنه أيضا يؤثر على الإنتاجية والأداء العام للفريق.تتباين جهود المؤسسات في تحقيق الصحة النفسية لموظفيها ومدرائها.بعض الممارسات الشائعة التي تتبعها المؤسسات لتحقيق الصحة النفسية تشمل برامج الرفاهية والصحة، حيث تقدم بعض المؤسسات برامج للموظفين تشمل الرعاية النفسية والعاطفية، مثل جلسات التدريب على إدارة الضغوط والتوجيه النفسي.تشمل البرامج أيضا التوعية والتثقيف، حيث تعمل بعض المؤسسات على توفير موارد ومعلومات لموظفيها حول الصحة النفسية وكيفية التعامل مع الضغوط والتحديات النفسية في مكان العمل.من ناحية أخرى، تحرص المؤسسات المهتمة بالصحة النفسية للموظفين على توفير بيئة العمل الداعمة، حيث تحرص تلك المؤسسات على توفير بيئة عمل صحية وداعمة تطبق فيها سياسات تعزز التوازن بين العمل والحياة الشخصية وتعزز التعاون والدعم بين الفرق المختلفة داخل المؤسسة. بالإضافة لذلك، توفر تلك المؤسسات برامج إدارة الضغوط والتوتر، حيث تستثمر تلك المؤسسات في برامج تعليمية وتدريبية تهدف إلى مساعدة الموظفين في إدارة الضغوط العملية وتقليل التوتر.أما عنصر توفير إجازات وعطلات إضافية، فمن خلال هذا العنصر تسعى بعض المؤسسات لتشجيع الموظفين على اتخاذ إجازات وعطلات منتظمة للاسترخاء واستعادة النشاط والتركيز. ويعمل بعض المدراء في تلك المؤسسات على تعزيز التواصل الفعال وفتح قنوات للتحدث والتعبير عن المشاعر والاحتياجات والمخاوف داخل المؤسسة.مع ذلك، يجب الإشارة إلى أن هذه الممارسات تختلف من مؤسسة لأخرى، ولا يمكن القول بأن جميع المؤسسات في القطاع الخاص تحقق بنفس القدر المطلوب والحد المعقول من الصحة النفسية للموظفين. يعتمد تحقيق هذا المستهدف الأخلاقي المهم على القيم والثقافة الداخلية لكل مؤسسة والتزامها برفاهية موظفيها.مؤسسات القطاع الخاص تختلف في الطريقة التي تحقق بها الصحة النفسية للموظفين، لكن إذا كانت الصحة النفسية ورفاهية الموظفين جزءا مهما من الثقافة المؤسسية، فمن المرجح أن تكون المؤسسة تهتم بتحقيق الصحة النفسية لموظفيها.إذا تم تشجيع التحدث عن الصحة النفسية وتقديم الدعم والموارد الملائمة داخل المؤسسة، فسيزداد اهتمام المؤسسة بهذا الجانب، قد توفر بعض المؤسسات برامج وسياسات محددة تستهدف الصحة النفسية للموظفين، مثل الاستشارة النفسية المجانية، أو الاجتماعات الدورية لمناقشة الضغوط العملية، أو توفير المزيد من الوقت للاسترخاء والاستجمام، وهذا بحد ذاته جيد ولكن لا تزال هناك فجوة تطبيقية كبيرة داخل أغلب مؤسسات القطاع الخاص في هذا الإطار.hananabid10@