العالم

العالم يستنفر لمسح دموع المغرب

سباق مع الزمن للعثور على ناجين من الزلزال

الأهالي يبحثون عن أقاربهم تحت الأنقاض (مكة)
استنفر العالم قواه لمسح دموع المغرب الذي يعيش تحت وطأة زلزال عنيف ضرب عددا كبيرا من مدنه، وتسبب فيما يقارب من 2500 قتيل، وتسبب في تشريد ما يزيد على 300 ألف شخص، وأصاب البلد كله بالخوف والهلع.ويسابق رجال الإنقاذ المغاربة الزمن، بدعم من فرق أجنبية للعثور على ناجين وتقديم المساعدة لمئات المشردين الذين دمرت منازلهم بعد أكثر من 72 ساعة على الزلزال المدمر. وفيما أمرت السعودية بتسيير جسر جوي للمغرب لتقديم المساعدات الأغاثية، بدأت السلطات المغربية في نصب الخيام بالأطلس الكبير، حيث دمرت قرى بكاملها جراء الزلزال.ويعمل مسعفون ومتطوعون وأفراد من القوات المسلحة من أجل العثور على ناجين وانتشال جثث من تحت الأنقاض، خصوصا في قرى إقليم الحوز مركز الزلزال جنوب مدينة مراكش السياحية في وسط البلاد.استنفار دوليوسيجري إرسال فريق البحث والإنقاذ السعودي من المديرية العامة للدفاع المدني، وفرق من هيئة الهلال الأحمر السعودي، بقيادة مركز الملك سلمان للإغاثة، للمشاركة في الأعمال الإغاثية والإنسانية، وإنقاذ المحتجزين والمتضررين من الزلزال.وأعلن المغرب أنه استجاب لأربعة عروض مساعدة قدمتها بريطانيا وإسبانيا وقطر والإمارات لمواجهة تداعيات الزلزال، وأشار بيان وزارة الداخلية إلى إمكان «اللجوء لعروض الدعم المقدمة من دول أخرى صديقة» إذا لزم الأمر.وأعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا تقديم مساعدة بقيمة خمسة ملايين يورو للمنظمات غير الحكومية المشاركة حاليا في عمليات الإغاثة، وذكرت وسائل إعلام رسمية صينية أن جمعية الصليب الأحمر الصينية ستمنح الهلال الأحمر المغربي 200 ألف دولار مساعدات إنسانية طارئة بعد الزلزال.البحث يتواصلويكابد ناجون من أعنف زلزال يتعرض له المغرب منذ أكثر من ستة عقود للحصول على الطعام والماء والمأوى، بينما يستمر البحث عن المفقودين في القرى التي يصعب الوصول إليها.ويستعد كثيرون لقضاء ليلتهم الرابعة في العراء، ويواجه عمال الإغاثة تحديا للوصول إلى القرى الأكثر تضررا في منطقة الأطلس الكبير، وهي سلسلة جبال وعرة غالبا ما تكون المناطق السكنية فيها نائية، انهار كثير من المنازل بها.وذكرت وسائل إعلام مغربية أن مسجدا تاريخيا يعود للقرن ال 12 انهار، مما يسلط الضوء على الأضرار التي قد يتعرض لها الإرث الثقافي للبلاد بسبب الزلزال، كما ألحق الزلزال أضرارا أيضا بأجزاء من مدينة مراكش القديمة، وهي ضمن مواقع التراث العالمي لمنظمة التربية والعلم والثقافة (يونيسكو).انهيار المنازلوفي قرية أمزميز التي تضررت بشدة من الكارثة، وقف سكان يتابعون فرق إنقاذ، وهي تستخدم حفارا عند منزل منهار.وقال عامل بناء متقاعد يدعى حسن «يبحثون عن رجل وابنه، ربما أحدهما لا يزال على قيد الحياة»، لكن الفريق لم ينتشل إلا بعض الجثث.وحشد الجيش جهوده للمساعدة في الإغاثة وأقام مخيما لمن شردتهم الكارثة، ومع تضرر أو إغلاق غالب المتاجر يواجه السكان صعوبات جمة في الحصول على الأغذية وغيرها من المستلزمات الضرورية.وقال العامل محمد نجار بينما كان يحاول تجهيز مأوى موقت «ما زلنا بانتظار الخيام، لم نحصل على شيء بعد.قدم لي رجل قلي ال من الطعام، وهذا كل شيء منذ الزلزال، لا يمكن أن ترى متجرا واحدا مفتوحا والناس يخشون دخول أية بناية خشية انهيار السقف .تحت الأنقاضوفي مولاي إبراهيم، وهي قرية قريبة من مركز الزلزال تبعد نحو 40 كلم إلى الجنوب من مراكش، وصف السكان كيف أخرجوا المتوفين من بين الحطام بأيديهم فقط.وفي تل مطل على القرية دفن السكان سيدة تبلغ من العمر 45 سنة توفيت هي وابنها البالغ من العمر 18 سنة في الكارثة، بينما انتحبت امرأة لدى إنزال الجثمان إلى القبر.وقال ساكن يدعى حسين وهو يحاول استعادة بعض أغراضه من بيته المتهدم إنه يعتقد أن كثرا لا يزالون تحت الأنقاض قرب منزله، وأضاف «لم يحصلوا على الإنقاذ الذي احتاجوا إليه فماتوا. أنقذت أطفالي وأحاول أن أحصل على أغطية لهم أو أي ملابس يرتدونها من المنزل».ضحايا زلزال المغرب:
  • 2421 قتيلا حتى ظهر أمس
  • 1405 بحالة حرجة
  • 300 ألف مشرد