makkahnew

الرأي

منظمات ما يطلبه المستمعون!

منظمات ما يطلبه المستمعون! منظمات ما يطلبه المستمعون!
ريما رباح
أمن المملكة خط أحمر، ويأتي أولا، فالحفاظ على أمن الوطن وأمانه ومقدراته هو على رأس قائمة الأولويات، والمملكة ستفعل كل شيء لحماية الوطن والمواطنين، وهذا يوجب حماية الحدود من أي دخول غير شرعي وأيما خطر، كالمجرمين والمخربين والمهربين والمتسللين، مع التشديد في المناطق المتوترة، فالأمن القومي حق سيادي تكفله الأعراف الدولية.. فما الخبر؟حملة خبيثة تشنها فجأة منظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومن رايتس ووتش) على المملكة، وتتهم فيها حرس الحدود بقتل المهاجرين الإثيوبيين على الحدود مع اليمن.. فما سر الحملة وما سر التوقيت؟!المشهد.. في أول حج يشهد عودة كاملة لضيوف الرحمن بعد الجائحة نجحت المملكة نجاحا استثنائيا فريدا، وأكثر من 25 مليون حاج ومعتمر أدوا المناسك الدينية في روحانية وطمأنينة.ودوري (روشن) أصبح حديث الكرة الأرضية مع استقطابات نجوم العالم وعلى رؤوس الأشهاد. وعدد السياح فاق 70 مليون سائح.مع كل هذه القفزات القياسية التي تنقش في صفحات التاريخ - أو حسبنا أن نترك في سلام؟! أبدا.. فكلما حققت المملكة تفوقا جديدا غضبت المنظمات الدولية وسخطت وانتقت من أرشيفها ملفات مجهزة مسبقا.. كيف؟هذه المنظمة (هيومن رايتس ووتش) التي تعرف نفسها كمنظمة حقوقية محايدة وأنها ذات سجل حافل في توثيق انتهاكات حقوق الإنسان عليها علامات استفهام كبيرة، فمنذ عقود تتهمها عدة دول عظمى كالصين وروسيا بالتحيز السياسي من خلال تقارير منحازة وأدلة ملفقة للضغط على الدول المستهدفة سواء أكان لإصدار قرارات ومواقف محددة أو التراجع عنها.. فما الحال هنا؟الجالية الإثيوبية وعلى الرغم من أنها شكلت خطرا عاليا في عالمالجرائم الشنيعة فلا تزال متواجدة بواقع 350 ألف شخص في المملكة وتحظى بالوظائف بل وتمتعت بالتعامل المساوي للمواطن في الجائحة وتم إعادة فتح الاستقدام لها من مطلع هذا العام، وفي العقدين الأخيرين قدم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أكثر من 96 مليار دولار أمريكي كمساعدات إنسانية وإغاثية إلى 167 دولة حول العالم، نعم.. المملكة قائدة العالم الإسلامي وليست في وارد من يرشدها إلى طريق الإنسانية.. فماذا يحدث؟التاريخ الحديث حول العالم مملوء بالعنف والقتل غير المبررولم نشاهد استبسالا متساويا من هذه المنظمة ضده.. ففي الضفة الأمريكية قتلت الشرطة شابا أمريكيا (فلويد) بسبب لون بشرته ومعتقل (غوانتانامو) سيئ الذكر يمثل صفحة سوداء في تاريخ الإنسانية جمعاء، وفي الضفة الأوروبية شهد العالم كله الغضب الشعبي العارم بعد مقتل الشاب الفرنسي (رايان) بسبب أصوله الأفريقية فقد غدا التمييز العنصري ضد فئة من المواطنين تقليدا شائعا، فماذا فعلت هذه المنظمة الإنسانية؟الإجابة أصدرت تقريرا خجولا (استخدام القوة المفرطة) فقط! وفي الضفة الإسرائيلية حدثت اشتباكات عنيفة مؤخرا بين طالبي اللجوء الإرتيريين والشرطة الإسرائيلية.. فأين جرعة الإنسانية التي قدمتها لهم المنظمة؟!المعلوم أن العالم محكوم بمجموعة متكاملة من القواعد القانونية المركزة في كل من (القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان) بما يضمن حماية أرواح الأفراد وصحتهم وكرامتهم وفي هذا المضمار وإذ تتماهى المملكة دوما مع التزاماتها الدولية فإن من حقها قانونا الطعن في الاتهامات المنحازة غير العادلة؛ فالقاعدة القانونية في المقاضاة مبنية على افتراض البراءة للخصم وعبء الإثبات يقع على عاتق الادعاء لإثبات أنه مذنب وبما لا يدع مجالا للشك إذا تعثر الخصم في تقديم الدفوع المقنعة، نعم.. هذا الاتهام هو الإجحاف بعينه فهو انتهاك صارخ لقانون حقوق الإنسان أساسا.إذن قطعا وحسما وجزما من حق المملكة صون وضمان سمعتها الدولية والطعن بالتقرير عبر الآليات القانونية المحلية والدولية والتدقيق في صحة ومصداقية الأدلة المزعومة ونقض التهم الملفقة بأن المهاجرين الذين قتلوا تم إطلاق النار عليهم من مسافة قريبة دون مبرر، فهنا تبرز تساؤلات صارخة.. فماذا لو كان هؤلاء المهاجرون ليسوا في حدود المملكة بل في منطقة الحوثيين كما هو السائد ومنذ زمن؟أو ماذا لو كان إطلاق النار من مسافة بعيدة لمنع التسلل؟ وماذا لو أن المهاجرين لم يقتلوا على يد حرس الحدود السعوديين ولكن على يد قوات أخرى مثل المتمردين الحوثيين؟ وماذا إذا كان البعض يرتدي نفس الزي للتمويه؟ أو ماذا لو كانوا أحياء يرزقون؟!بكل تأكيد لن تتوانى المملكة عن حماية حقوقها بكل الطرق المشروعة محليا ودوليا كتقديم شكوى إلى (اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان أو المحاكم الدولية) بما ترتئيه القيادة الحكيمة، ومن واجب كل مكاتب القانون الدولي وضع دراسة دقيقة لآليات الاحتكام القضائي والأدلة المرجح أن تقدمها المنظمة مع المرافعات اللازمة للرد عليها بعناية ومتابعة القضية بما يكفل سير العدالة، نعم لعبة الابتزاز السياسي البدائية لم تعد مجدية!الحياة هي القيمة العليا للإنسانية - حكما.. ولا يغيب عن المراقب أن الدول الغربية درجت على رفض التهم مهما كانت محقة فحتى لو كان المسؤولون يقرون ضمنا بأنها صحيحة إلا أنهم يتخذون هذا المنحى تجنبا لاتخاذ إجراءات غير مناسبة لأهل السياسة، فالحق هنا مغيب ولا عزاء للمطالب، وهذا الفشل من الدول التي تتشدق بإعلاء قيمة الحياة وكرامة الإنسان يمثل مشكلة خطيرة ويبعث برسالة مفادها أن هذه الحكومات ليست ملتزمة باحترام حقوق الإنسان.. فبماذا أسعفت المنظمة كل هؤلاء المظلومين وكيف تغاضت عن كل الانتهاكات الحقوقية الدولية؟ فهل قيمة حياة الإنسان تتغير حسب الدولة المستهدفة؟!ختاما، المملكة ذات ثقل عالمي وهي قائدة للعالم سياسيا واقتصاديا منذ زمن بعيد فلماذا تكثيف الدعاية السلبية الآن تحديدا؟ هل انبرت تلك المنظمة إلى هذا التصعيد العتيد عبثا؟ يحتار العاقل ويتساءل ما الأسباب المحتملة؟ فهل يكون تفوقها (رياضيا) مؤخرا هو الأخطر؟ أو أن (استعادة الزخم في العلاقة الوثيقة العتيقة بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية) هو الثقل المرهق للبعض يا ترى؟ أم أن منظمة هيومن رايتس ووتش رفعت الوتيرة والعقيرة حسب ما يطلبه المستمعون؛ لصعوبة الاعتراف بتبوء السعودية العظمى سدة القرار العالمي، وبشكل لم يعد يقبل الجدل وبكل حكمة وعزة وفخر واقتدار؟!!