الرأي

عودة مادة الخط العربي للتعليم

بسام فتيني
بعض القرارات لا أعلم من يقف خلفها، ولا أستوعب كيف يمكن أن تمر دون إعادة للبحث والنظر في مناقشتها، ولعل أبرز هذه القرارات في مجال التعليم، هو قرار إلغاء مادة الخط العربي قبل سنوات!حقيقة أنا وغيري نشعر بالاستياء الشديد من سوء خطوط أجيالنا اللاحقة، وقد يسخف البعض من فكرة حسن الخط والكتابة متحججا بأن الأطباء والصيادلة كتاباتهم عبارة عن «خرابيش» ومع ذلك هم من شاغلي المهن المحترمة والمرموقة!وهذه والله حجة بليدة ركيكة لا رجاحة ولا منطق في محاولة تمريرها، فالمسلمون والعرب بالتحديد كان ولازال تباهيهم باللغة العربية التي أنزل بها القرآن منبعا للاهتمام بجمال الخط العربي، ونظرة واحدة على القرآن الكريم ستجعلك تقول بينك وبين نفسك ما أجمل هذا الخط الذي ترجم حروف خالق الكون بخط جميل يدخل القلوب قبل الأسماع.وبالنظر للخطوط المكتوبة للبعض اليوم، ستشعر بالغثيان من سوء الخط، ولا يجيد الكتابة الجيدة إلا من حباه الله بحب الخط الجميل فاجتهد بنفسه لنفسه وتعلم وتدرب على أصول الخط العربي فكتبه وأتقنه، ولأني ابن جيل السبعينيات الميلادية، فلازلت أذكر جيدا مقرر (الخط العربي) وكتابه المميز المسطر والذي يختلف عن جميع كتب المقررات الدراسية في شكله وحجمه وهيئته، وكيف أننا تعلمنا من الصغر كيف نكتب الحروف والكلمات بمساعدة السطر الأعلى والأوسط والأسفل وكيف أن خط المعلم أصلا على (السبورة) كان لوحة فنية تسلب النظر وتسعد الفؤاد العليل من جمال نقش الحروف!أما اليوم فحدث ولا حرج، فبعض شباب هذا الجيل لا يعرف الفرق بين النسخ والرقعة وبين الكوفي والديواني ولا يفرق بين السين ذات الأسنان وسين الرقعة ولا حتى يجيدون التعبير فضلا عن كتابة الخط بجمال مقبول!كل هذا حصل بسبب قرار خاطيء يوما ما، رأى وقته أحدهم أن الخط مضيعة للوقت وأن التعبير فضفضة (بزارين) فخرج لنا جيل كامل بعضهم لا يجيد الكتابة ولا التعبير، ثم نستغرب كيف أن الفصاحة في أطفال شعوب غيرنا تفوق فصاحة أطفالنا!خاتمة، أعيدوا حصص الخط العربي قبل أن يفقد الجمال المكتوب للأبد ويحل الكيبورد محل القلم!