مواقع التواصل الاجتماعي.. حرية كاملة تهدد الأجيال بلا رقيب
السبت / 24 / صفر / 1445 هـ - 23:35 - السبت 9 سبتمبر 2023 23:35
بينما قدمت مواقع التواصل الاجتماعي خدمات جليلة للكثير من الناس، وفتحت أمام بعضهم آفاقا كانت غائبة عنهم، إلا أنه ظهر لها الكثير من المساوئ وازداد خطرها بسبب الفوضى التي يمارسها مشاهير التواصل بعيدا عن الرقابة أو ضبط ما يقدمونه للجمهور، في حرية كاملة دون رقيب.وبات انحطاط بعض ما يقدم يشكل قلقا اجتماعيا واختبارا للأجيال لمواجهة هذا النوع من الإعلام الجديد، الذي فرض نفسه بحسنه وبقبحه، تاركا جهات الإعلام الرسمية أمام امتحان الصمود واستعادة الدور الطبيعي لها؛ فهي محل احترام وثقة المجتمع.حول هذا الموضوع «مكة» ترصد عددا من مشاركات الكتاب وأصحاب الرأي السعوديين.فوضوية المحتوى«مواقع التواصل الاجتماعي منصات للتواصل ووسيلة تعد -من وجهة نظري- النسخة الأكثر تحديثا وقوة لمفهوم السلطة الرابعة الذي احتكرته الصحافة وأربابها فترات زمنية طويلة.اليوم ما عاد الإعلام الرسمي يستطيع التأثير في المجتمعات، في ظل سطوة هذه الوسائل التي مكنت الناس البسطاء والمثقفين من تشكيل منصاتهم المختلفة وإرسال رسائلهم المتنوعة وفق طرائق تفكيرهم المتواصلة والمتصلة مع المجتمع وحراك الناس فيه.اليوم نعيش مرحلة فوضى خلاقة يمارسها أرباب هذه الوسائل والتي تزايد مستوى حضورها وحضور أصحابها وبشكل كبير.بعد الفوضى يأتي الترتيب وذلك بعد إعادة تقييم شاملة تقوم بها الجهات النافذة في المجتمعات، وقد يكون (التأطير) كمفهوم إعلامي راسخ وأصيل، المولود المهني القادم لهذه الوسائل ولكن بأسلوب عصري جديد يراعي التنوع والسرعة والتركيز.اليوم تطرح هذه الوسائل وعبر صناعها أساليب تأثير فردية، وغدا ستصبح هذه الوسائل الأكثر جرأة في تشكيل المجتمع والدفع به إلى كل الزوايا تبعا لمتغيرات الزمان والمكان».علي المطوعالتأثير على الأجيال«برامج التواصل الاجتماعي هي وسيلة «إعلام» أضافت لنا الكثير وأحدثت نقلة كبيرة، حيث دخلنا بمفهوم «التواصل»، وليس «الاتصال من جهة واحدة» والبقية متلقون. الجميع يشارك بالتواصل سواء بالكتابة في البرامج المختلفة أو التصوير والنشر. تحول الحدث أو الخبر بالوسائل السابقة من الوصول متأخرا، وأصبح آنيا، والجميع يشارك بنشر الخبر.لم تعد المادة فقط خبرا وحدثا، بل أصبحت معلومة يتم تناقلها، سؤال وجواب، وتسويق يتم نشره، ويمكن أن نقول إن برامج التواصل الاجتماعي أصبحت إحدى الدلالات على نقل معلومة طبية وتعليمية واجتماعية واقتصادية وسياسية، وغيرها البقية. لا شك أن وجود جميع القطاعات الحكومية متواصلة مع الجميع ربما تكون من أهم النقلات.الجانب السيئ من «التواصل الاجتماعي» أنه أصبح مصدرا للشائعات ونقل المعلومات المغلوطة ونقل المنشورات والمقاطع المرئية غير اللائقة، ولن أخطئ عندما أقول إن غالبه غير لائق، أو ربما بحد أدنى غير مفيد. الخطر الأكبر أن يبدأ تأثير الناشر السيئ وتأثير المواد السيئة على الأجيال فربما يرون المشين هو أحد الخيارات المتاحة للجميع».برجس حمود البرجسالقوة الإعلامية للجمهور«تعد أدوات التواصل الاجتماعي ثورة تكنولوجية في الاتصال أنتجت مجموعة من التطبيقات والمواقع الالكترونية لنشر المعلومات ومشاركة المحتويات، من إيجابياتها أنها منصات إعلامية اجتماعية حرة تعزز من إنتاجية الفرد العلمية وتسهيل التواصل عبر عقد اجتماعات افتراضية تحقق سرعة الاتصال وسرعة في الإنجاز وتقليل التكاليف، وتسمح بطرح العديد من القضايا المجتمعية ومناقشتها، وبشكل خاص تسمح لمجموعات من المستخدمين الذين يشتركون في نفس المجال ونفس الاهتمامات العلمية في مجالات شتى عبر العصف الذهني وترويض العقل مستثمرين معارفهم وخبراتهم يسهمون في زيادة الوعي بالقضايا المجتمعية، وهي بذلك قلبت منصات التواصل الاجتماعي كفة ميزان القوة الإعلامية السابقة لصالح الجمهور، وهو ما يصعب على منصات الإعلام التقليدية الالتحاق بها خصوصا إذا لم تتمكن من التوصل إلى ابتكارات تقلص الفجوة بينهما.أيضا تستخدم كمنصة في تعزيز القوة الاقتصادية فأصبحت منصة لتسويق كافة المنتجات نظرا لقلة التكلفة المالية، فتصبح أسعارها منافسة للتسويق التقليدي، تسهم أيضا في تقليص البطالة. بجانب هذه الجوانب الإيجابية هناك أيضا جوانب سلبية أحيانا فبعضها تصبح كمكب للنفايات خصوصا من قبل حسابات وهمية في بث الإشاعات والأخبار الكاذبة تديرها جهات استخباراتية عالمية لاستهداف بنية المجتمعات وتفكيك النسيج الاجتماعي عبر بث الطائفية والمناطقية والعصبية وبشكل خاص تستهدف فئة محددة من المجتمعات وهي فئة الشباب وعلى رأسها التشكيك في عقائدهم وبث الشبه والمتشابهات لزرع الشك والحيرة، ليس هذا فحسب بل تشجعهم على التمرد على الأسرة والمجتمع وعلى قادتهم عبر مغريات كاذبة، لذلك السعودية تهتم باليوم الوطني ويوم التأسيس لزرع حب الوطن في الشباب لتعريفهم بتضحيات المؤسس وبقية الملوك والالتفاف حول قادتهم وحكومتهم والمشاركة في التنمية الوطنية».عبدالحفيظ محبوبالشر يعم..«عندما تذكر الجدليات والفوضى، وعندما يذكر الصخب، وعندما تذكر الأوقات المهدرة بلا معنى حقيقي هنا يتبادر إلى ذهني مباشرة مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، ومن باب الإنصاف ليس في مجملها ولكن في أغلبها.دعونا نقسم مواقع التواصل الاجتماعي إلى قسمين: القسم الحسن، والقسم السيئ. ونبدأ أولا بالقسم الآخر السيئ ففي برنامج الواتس أب مثلا تجد شخصا أو أشخاصا ينقلون الخبر بدون مصدر رسمي وتتناقله مجموعة كبيرة من السذج ومن الممكن أن نسميها مجموعة (النسخ واللصق) وبدون تثبت فينتشر الخبر كذبا وفجورا حتى يصل إلى أعلى الآفاق، وقس على ذلك في وسائل التواصل الأخرى، أيضا حين يكون النقاش لفكرة جديرة بالحوار تجد أن المنطق غائب تماما عن معظم المناقشين بل تحضره كلمات سوقية غير مقبولة: (جلده، بطحه، دمره،...) فأي نقاش يرجى في حضور هذه العقليات؟والقسم الآخر المضيء وهو أقل نسبة في تقديري الشخصي، حيث لا يتجاوز 20% هنا تحديدا في هذه الفئة المحترمة تجد الخبر الصادق، والمعلومة الصحيحة، والنقاش الصحي، والبيانات الحقيقية، وهذه الفئة هي الأجدر بالمتابعة والاهتمام والدعم. ومن المفترض أن يكون متابعتها هي الخيار الأول ولكن..!على أي حال هذا النوع من الإعلام الجديد فرض نفسه بحسنه وبقبحه للأسف وليس أمام جهات الإعلام الرسمية إلا الصمود أولا، ومن ثم البحث عن وسائل حضور جديدة من حيث قوة الانتشار، واستعادة الدور الطبيعي لها فهي الأساس، وهي المصدر الآمن، وهي محل تقدير واحترام المجتمع».عبدالرحمن عبدالقادر الأحمديأنت تشاهد ما تختاره يدك«على الرغم من اختلاف آلية عمل كل منصة من منصات التواصل الاجتماعي عن الأخرى، إلا أن النتيجة النهائية «ما تشاهده هو حصاد ما تختاره». فإن اخترت أن تتابع مقدمي محتوى محترمين، فستتساقط عليك إنتاجاتهم من كل حدب وصوب.وإن فضلت «التوافه» و«الساقطين»، فلا تنتظر أن تجني العنب وأنت تزرع الحنظل.الأكيد أن مواقع التواصل قدمت خدمات جليلة للكثير من الناس، وفتحت أمام بعضهم آفاقا كانت غائبة عنهم، وأكسبت من يرغب في التعلم مهارات وأدوات ما كان يمكن الحصول عليها بسهولة لولاها، أو على الأقل الحصول عليها أو معرفتها، سيكون مكلفا وشاقا.لذلك لا أجد عذرا لأحد بالشكوى من محتوى منصات التواصل، إن أردت الاستفادة منها يمكنك ذلك، وإن رغبت عنها فستجد أمامك كل ما هو ساقط ولاقط.المزعج أن متلازمة «الترند» أصبحت هي المحرك لكل ما يظهر على مواقع التواصل.يدرك ذلك كل من اختار أن تكون «منصات التواصل» أحد أهم مصادر رزقه.رأينا ذلك من خلال تسابق آباء وأمهات بعرض محتوى خاص بأطفالهم لكسب إعجابات هنا وتفضيلات هناك، دون مراعاة لمشاعر هذا الصغير أو رغبته في الظهور بشكل قد يكون مذلا أو مخجلا.وتطور الأمر عند بعضهم الآخر بأن يقدم بناته للجمهور، كمن يعرض جاريته للبيع في سوق النخاسة، ليقبض ثمنها في نهاية اليوم «نجمة» أو «حوت» أو «أسد».الأدهى من ذلك، كبار السن ممن قبلوا على أنفسهم المهانة والذلة، وشاركوا في تحديات ومسابقات «حقيرة»، أسقطتهم من علوهم الشاهق وهوت بهم على الأرض.الأكيد أن المحتوى الهادف مكلف، ويحتاج لجهد ووقت كبيرين، وتقديمه بشكل لائق، ومفهوم لعموم الناس، دون انقطاع طويل، يتطلب مهارات وأدوات لا تتوفر لدى الكثير؛ لذلك إن لم تكن متسلحا بجميع الأسلحة التي تجعل من مهمتك ممكنة وقابلة للانتشار والقبول، فنصيحتي لك بألا تخوض هذه التجربة؛ لأنك ستجد نفسك سريعا بين كماشة «الترند» التي لا تنتظر غائبين أو متأخرين».موفق النويصرالصراع المعرفي«وسائل التواصل الاجتماعي هي عنصر محوري في (السلوك الاجتماعي).التنازع المعرفي - أحد أبرز السمات التي تصيب الأشخاص الذين يتنقلون كثيرا بين وسائل التواصل الاجتماعي، ويعرف بأنه حالة إدراكية غير مريحة، حيث يشعر المرء بالتناقض بين البنية المعرفية السابقة واللاحقة، فهناك علاقة طردية بين إدمان الفرد لهذه الوسائل وبين الصراع المعرفي.من الثابت أن حجر الأساس في السلوك البشري لأي فرد منا هو عقولنا، والمفاهيم الذهنية تمثل الأداة العقلية التي يستخدمها الإنسان لحل المشكلات واتخاذ القرارات وهي مبنية على المعتقدات والفرضيات والمواقف المسبقة، وحين يجد الشخص اختلافا كبيرا ولفترة مطولة بين مدركاته السابقة المختزنة وبين المعلومات الآنية المحسوسة في وسائل التواصل.. تتشوش لديه الصور الذهنية والخلفية المجازية ويحصل تحول في الوظائف الإدراكية والحالة العاطفية والمزاجية فيصيبه التوتر والقلق، ما لم يكن على وعي بالحال، وعادة ما يلجأ الفرد للخروج من نفق التناقض بتغيير مواقفه ووجهات نظره المتبناة وسلوكياته الحياتية حتى تكون أكثر انسجاما مع الحاضر الرقمي.إن تقدير تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على السلوك الاجتماعي لا يزال أمرا صعب المنال، والصعوبة تنبثق من كون الإنترنت ما زالت قصيرة العهد (30) سنة، كما أن هناك تباينا مجتمعيا لا يستهان به؛ فبعض الأجيال ولدت قبل الإنترنت أو عاصرت دخولها وأخرى ولدت في كنفها ولم تعرف هذا العالم بدونها أبدا!السؤال اليوم: كيف يمكن إرساء الوعي بهذا الصراع المعرفي في مناهج التعليم؟».ريما رباحهل الشهرة طريق للثراء؟«وسائل التواصل الاجتماعي ترتكز في مادتها على الفرد، لذلك كانت فرصة مثالية لكثير من الناس لإبراز ما لديهم، وفرصة كبرى لآخرين للظهور والشهرة، تلك الشهرة التي أصبح الكثير يسعى إليها بكل جد، خاصة بعد أن تحولت وسائل التواصل الاجتماعي إلى مصدر ثراء فاحش لمن نجحوا في الوصول إلى الشهرة بسبب حجم الإعلانات الضخم جدا. هوس البحث عن الإعلانات دفع إلى نشوء محتوى ركيك، وتحول وسائل التواصل الاجتماعي إلى شبح مخيف من المعلومات المغلوطة، وبث الشائعات، وتضاعف كمية التفاهة، والاستحواذ على الوقت، والتأثير في نمط التفكير.في المقابل فإن هناك إيجابيات لوسائل التواصل الاجتماعي منها سرعة التواصل المباشر مع الأفراد أو حتى الجهات الرسمية، والتعبير عن الأفكار، والوصول إلى شريحة كبرى من المتابعين، وتمكن الفرد من الوصول إلى المختصين، وتمكن المختصين من إثراء المحتوى النوعي بما يضخونه من معرفة في مجالات مختلفة.إذن ما يتبادر إلى ذهني بمجرد ذكر وسائل التواصل الاجتماعي: الفوضوية، كمية التفاهة الهائلة، هوس الشهرة، البحث عن الثراء الفاحش، ثم سرعة الخبر، سهولة التواصل مع المثقفين، والأدباء، والكتاب، والمبدعين. خليط ضخم متنوع من المحتوى والحضور، وعلى الفرد أن يحدد خياراته، وينتقي ما يتابعه.تبقى عملية الانتقاء خاضعة لمعايير الفرد، خاصة أن أغلبية رواد وسائل التواصل الاجتماعي من فئة الشباب المتلهف إلى البحث عن الترفيه، بذلك تهدر الأوقات في مساحات لا تسهم في النماء المعرفي والثقافي».ناصر الخيارياللهث خلف الشهرة«للإنترنت خصائص وميزات عديدة منها تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي التي يستمتع بها مستخدموها التي أصبحت واقعا ملموسا في المجتمع.وإذا اعتبرنا أن هذه البرامج معيارا لمقياس قوة العقل والثقافة لدى المستخدم فلقد أعطتنا النتائج الحقيقية بالأدلة الواضحة عن مدى الوعي الذاتي لديه. فهناك من صنع لنفسه عالما آخر بعيدا عن عالمه الحقيقي الذي يعيشه ليختلق شخصية افتراضية غير شخصيته الواقعية لكي يتخذ آراء ومواقف سياسية أو اجتماعية أو دينية لا يجرؤ على اتخاذها في الواقع، فيجد في عالمه الافتراضي ملجأ للتعبير عن تلك الآراء والمواقف.ونجد من استخف عقله بحثا عن الشهرة وجلب المتابعين دون مراعاة لشخصه بما ينشره من تلوث فكري من أكاذيب وإشاعات وشتم وذم.أتقدم بوافر الشكر والعرفان لهذه البرامج التي اكتشفت لنا عقولا نفخر ونعتز بها، حيث وجدنا الإبداع في اختيار المحتوى والمهارة في التقديم والتميز بالثقافة والعلم والأدب والأسلوب، وعلى الجانب الآخر كشفت لنا عقولا ضامرة سقطت على حقيقتها التي كانت تختفي خلف تلك الكلمات المنمقة والمصفوفة بأسلوب مستعار عبر الصحف والبرامج الإعلامية، ولكن عندما اختفى من أمامه مقص الرقيب ومراقبة المحتوى اتضح لنا حقيقة شخصيته ومعاناته من الأسلوب الركيك والثقافة الضحلة.أصدق مقياس للشخصية وفكرها وعلمها هو ما يطرحه الشخص في ظل الحرية الكاملة بالرأي والفكر دون رقيب يوجهك أو مقصا ينتظرك.إن التواصل ضروري في حياة الفرد والمجتمع عندما يكون وسيلة لنقل الأفكار والتجارب والمعارف بتفاعل إيجابي ووساطة تنم عن جوهر العلاقات الإنسانية والالتزام بالضوابط الشرعية والأخلاقية فعليك أن تختار بعقلك لا بقلبك».دخيل سليمان المحمديبين المنافع والأضرار«وسائل التواصل الاجتماعي قربت البعيد، وعزلت القريب فترى المستخدم لها يتواصل مع شخص في أقصى الأرض، ولا يحس أو يشعر بمن هو في جواره فتراه مبتلى بها غارق فيها، سواء في بيته وفي مقر عمله وفي مركبته، وعلى طعامه وفي سريره، بل ومن العجب ترى أفراد الأسرة يتواصلون فيما بينهم بالمراسلات وهم تحت سقف واحد.وكما لكل شيء مساوئ ومحاسن فكذلك وسائل التواصل الحديثة، إلا أن مساوئها أكثر وأضرارها أخطر مالم يتم التعامل معها بحكمة وعقلانية، وحسبك من أضرارها سرقة الأوقات ونشر التفاهات وإشهار الحمقى وتشويه العلم وتسطيح الثقافة، حتى أصبحت مرجعا لدى العامة بل وبعض الخاصة، فيتصدر أحدهم للكلام ويستشهد بمقطع رائج وعادة ما يكون مجتزأ ومشوها، أو يؤيد كلامه برسالة مصدرها مجهول، تأتي إليه عدة مرات من عدة مرسلين وفي كل مرة يختلف قائلها، وكم من نصب واحتيال وتخبيب وخداع جرته هذه الوسائل، وما أظن الإسرائيليات إلا نقطة في بحر ما يرد فيها.وعلى العاقل أن يقنن الوقت الممنوح لها وأن يستخدمها في التواصل لا مصدرا للتعلم، فهناك قنوات رقمية ومنصات موثوقة للتعليم وأخرى للأخبار، كما يجب أخذ الحيطة والحذر والعبرة والعظة مما يتداول في هذه الوسائل فكم من قضية في المحاكم وضحية في المستشفيات وقطيعة بين الأهل والجيران بسبب رسالة ملفقة أو وصفة طبية قاتلة.يجب ألا نعمم في القول فهناك استثناءات وجانب مضيء كانت فيه هذه الوسائل في غاية الأهمية لعبت دور المنفعة وحققت الكثير من المصالح وسهلت العديد من المهام فإن أسهبت في المضار فيجب ألا نغفل منافعها ونتجاهل إيجابياتها».عبدالله أحمد الزهرانيالرغبات الافتراضية«هي نوافذ اتصالية جعلت العالم قرية صغيرة، قد تجد فيها ما يسيء لك ولقيمك، وقد تجد ما يعزز من قيمك ومبادئك، نوافذ مليئة بالمحتوى العفوي والمصطنع، أظهرت لنا وجها قبيحا كنا نعتقد عدم وجوده، وكذلك ساعدتنا على رؤية عوالم مختلفة وقصص رائعة.هي لغة التواصل البشرية المتاحة اليوم، النجاة من مساؤها تحتاج أن تتحكم برغباتك، وألا تنجر خلف حسابات وهمية مهما كان محتواها جميلا، لا شيء يشبه النور والحديث تحت النور، الظلام يسكنه الجهل والوهم والمجاهيل، ومن أراد المعرفة عليه ألا ينساق خلف الوهم.من المهم كذلك ألا تشارك الآخرين كل شيء، حتى لا تقع فريسة ثقافة القطيع وتتجاوز المحظور قانونيا، استخدم هذه الوسائل للمعرفة أكثر منها كمنصات أحاديث مع الآخرين والمشاركة في نقاشات جدلية».أحمد الظفيري