الرأي

«الله يرحم أبو كشاف»

حسين باصي
خلال قراءاتي عن الطاقة واستخداماتها، وجدت أن الكثيرين يهتمون بكفاءة الطاقة على الأجهزة والمعدات الكبيرة والثقيلة. هذا أمر طبيعي، حيث إن هذه الأجهزة والمعدات ستستهلك الطاقة بشكل أكبر من الأجهزة الصغيرة، لكن القليل لم يحدق لهذه الأجهزة الصغيرة التي أصبح عددها كبيرا جدا.

نعم أتحدث عن الهواتف النقالة الذكية، أو الهواتف الخلوية أو كما نسميها في السعودية بالجوالات. أذكر في مرحلة دراستي للدكتوراه في مادة الاتصالات أن تسميتها بالخلوي هو بسبب أنه تم تقسيم كل منطقة جغرافيا حول برج اتصالات على شكل سداسي يشبه خلية النحل، وبالتالي أخذت المسمى خلوي «Cellular».

هذه الأجهزة أحدثت نقلة نوعية في عالم الاتصالات، لدرجة أن نصف أعمالنا أصبحت تدار من خلال رسائل «واتس أب» أو غيرها.

كما أن تلك اللحظات اللطيفة التي تتسابق فيها أغاني «بيبي شارك» إلى آذاننا عند جلوسنا في المطاعم والمطارات وغيرها لنجد أن هذه الأغاني تأتي من الجوالات أو الحاسوب اللوحي «بالعامي نطلق عليه التابلت» تكون أثقل من الأطفال الذين يحملونها.

هذه الكثرة في الاستخدام طبيعية وقد أدى إلى تضاعف استخدام الطاقة من قبل تقنيات المعلومات والاتصالات والالكترونيات الاستهلاكية بحلول عام 2022.

وقد يزداد ثلاث مرات بحلول عام 2030 ليصل إلى 1700 تيرا وات في الساعة (TWh).

كثرة هذه الأجهزة أشبهها بالنمل حين يجتمع ليصبح قوة رهيبة ويكون من شأنه أن يضر بجهود زيادة أمن الطاقة وخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

زيادة عدد الأجهزة الالكترونية التي يمتلكها الناس ليست هي المعضلة الوحيدة، بل أن هناك عدة أسباب لهذا الاستنزاف مثل زيادة استهلاك الطاقة لكل جهاز وزيادة في استخدام الأجهزة الالكترونية في الأنشطة التي تستهلك طاقة أكثر، مثل مشاهدة مقاطع الفيديو والألعاب.

قرأت تقريرا معد من Atos عن أنماط استخدام أجهزة الجوال واستهلاكها للطاقة. المفارقة الغريبة في هذا الموضوع أن أقل نشاط في استهلاك الطاقة عند استخدام الهاتف الخلوي هو المهاتفة أو الاتصال.

تخيل أنك تشتري سيارة لتستفيد من كل ما فيها من مميزات ماعدا استخدامها بمركبة تقودها لتوصلك إلى محطتك المنشودة، هذا هو حال الجوال الآن.

بينما يشير نفس المصدر بأن أكثر ثلاثة استخدامات للجوال هي الألعاب والتواصل الاجتماعي وتصفح الإنترنت.

طيب والمطلوب؟!

ولا شي طال عمرك واعتبر هذه المقالة بمثابة فقرات «هل تعلم» التي استفدنا منها في طوابير المدرسة صباحا. أنا عن نفسي أتفق كثيرا مع هذه الدراسة؛ لأن استخدامي للجوال هو بنفس هذا الوصف وهذا ليس عيبا أبدا.

استخدم جوالك بعافيتك فيما يرضي رب العالمين يا عزيزي لأنه أفضل من الحواسيب من حيث استهلاك الطاقة.

HUSSAINBASSI@