العالم

كيف عاش أمير الحرب لحظاته الأخيرة؟

وول ستريت: سبائك ذهب من السودان.. آخر هدية تلقاها بريجوجين قبل تحطم طائرته في روسيا

آخر تغريدات فاجنر على منصة أكس
فيما انشغل العالم على مدار الأيام الماضية بقصة مقتل قائد جماعة فاجنر يفجيني بريجوجين في حادث تحطم طائرة غامض بروسيا، كشفت صحيفة «وول ستريت» في تحقيق مطول ماذا حدث في اللحظات الأخيرة للرجل الراحل الذي ظل على مدار عقدين «أمير الحرب» الأول في العالم.

قالت الصحيفة إن بريجوجين قضى أيامه الأخيرة في التخطيط للمستقبل، وكان يبحث عن المزيد من الذهب، حيث هبطت طائرته الخاصة قبل أيام بعاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى، في مهمة لإنقاذ واحدة من أولى الدول العميلة لجماعة فاجنر التي صارت إمبراطوريتها الأفريقية تضم حوالي 5000 رجل منتشرين في جميع أنحاء القارة.

وكشف التحقيق أن قائد الحرب الراحل أخبر الرئيس فوستين آركانج تواديرا في القصر الرئاسي على ضفاف النهر في العاصمة بانغي، أن تمرده المجهض في روسيا خلال يونيو الماضي لن يمنعه من جلب مقاتلين جدد واستثمارات لشركائه التجاريين في أفريقيا الوسطى، وفقا لثلاثة أشخاص مطلعين على الاجتماع.

سبائك السودان

ويروي التحقيق أن مروحية تابعة لفاجنر هبطت في مكان قريب، وعلى متنها 5 قادة من قوات الدعم السريع السودانية، وهي مجموعة شبه عسكرية تعتمد على مجموعة المرتزقة لشن حرب، وسافر الوفد إلى بانغي من إقليم دارفور المضطرب حاملا هدية لبريجوجين، عبارة عن سبائك ذهب من المناجم التي ساعد مرتزقته في تأمينها في غرب السودان الذي مزقته الحرب، ردا لجميل الرجل الذي زودهم بصواريخ أرض جو.

وعلى الجانب الآخر من الصحراء، كان منافسو بريجوجين في وزارة الدفاع الروسية يوصلون رسالة منافسة لعملاء فاجنر في ليبيا، وكان الكرملين يسيطر رسميا على شبكة الشركات مترامية الأطراف التي تجاوزت طموحاتها الرئيس فلاديمير بوتين، ترأس الوفد نائب وزير الدفاع يونس بك يفكوروف، وهو الرجل الذي وبخه بريجوجين علنا لاستخدامه كلمة «أنت» غير الرسمية لمخاطبته عندما استولى فاجنر على مقر المنطقة العسكرية الجنوبية في روستوف في 24 يونيو.

جولة وداع

عاد بريجوجين إلى روسيا في الوقت نفسه تقريبا، وتوقف في مالي، وشق طريقه عبر المجال الجوي للدول العميلة التي كان يحاول إنقاذها من سيطرة الكرملين، في جولة وداع لم يدرك قائد القوات شبه العسكرية البالغ من العمر 62 عاما أنه سيقوم بها.

تقول الصحيفة إنه عندما سقطت طائرة إمبراير ليغاسي 600 التي كانت تقل بريجوجين وكبار مساعديه الأربعاء الماضي على بعد 40 ميلا فقط من أحد مساكن بوتين على ضفاف بحيرة، أنهت المنافسة الدولية التي كانت تدور بهدوء على مدى شهرين بين الكرملين والأوليغارشي على النفوذ في الدول التي كانت تستعين بمرتزقة فاجنر.

عاش بريجوجين سنوات طويلة هاربا، يتنقل بين الشعر المستعار ليتنكر بشخصية ضباط عسكريين أثناء إعادة تزويد طائرته بالوقود في العدد المتضائل من المطارات التي تمنحه الإذن بالهبوط.

كانت مجموعة فاجنر التابعة له والشركات الوهمية التي يبلغ عددها حوالي 100 والتي كانت مرتبطة بها معروفة في الغالب بعمليات المرتزقة، ولكن في السنوات الأخيرة توسعت أيضا لتشمل التمويل والبناء والإمداد والخدمات اللوجستية والتعدين والموارد الطبيعية وحتى الخيول الأصيلة من خلال شركة تسيطر عليها ابنته بولينا.

الرحلة الأخيرة

بدأت رحلة بريجوجين الأخيرة في بانغي، حيث وافق تواديرا ورئيس استخباراته وانزيت لينغيسارا على مقابلته في القصر الرئاسي، وهو مجمع مطلي باللون الأبيض على ضفاف النهر.

ولم يستجب المتحدث باسم تواديرا لطلب التعليق، وقال متحدث باسم اتحاد الضباط، وهو فيلق من المدربين العسكريين الروس في بانغي يدعم بريجوجين، إنه ليس لديه معلومات دقيقة حول ما إذا كان موجودا في بانغي.

وفي الاجتماع قال بريجوجين إن فاجنر ستعزز وجودها لضمان الأمن وتسهيل الاستثمارات الجديدة في الزراعة، وفقا لشخص مطلع على الاجتماع.

وفي اليوم التالي كان بريجوجين يرحب بقادة قوات الدعم السريع من السودان، وبينما كانوا يسلمون الذهب المعبأ في صناديق خشبية من منجم سونجو في دارفور، قال أمير الحرب إنه يحتاج إلى المزيد من الذهب.

أين الذهب؟

قال بريجوجين لمسؤولي الدعم السريع ـ وفقا لمسؤول سوداني مطلع على المحادثة ـ «أحتاج إلى المزيد من الذهب»، ويؤكد المراقبون أن إمدادات فاجنر ساعدت المجموعة شبه العسكرية على تحقيق سلسلة من الانتصارات في ساحة المعركة ضد الحكومة العسكرية الرسمية في السودان، بما في ذلك الاستيلاء أخيرا على مصنع أسلحة وأكبر قاعدة للشرطة في الخرطوم، وأضاف «سأتأكد من هزيمتهم».

غادر بريجوجين بانغي وتوجه إلى باماكو - مالي، بناء على سجلات طيران طائرة خاصة كان يستخدمها كثيرا في عبور القارة، حيث وقف أمام شاحنات صغيرة تابعة للجيش المحلي في مقطع فيديو، قبل أن يعود إلى موسكو.

ماذا سيحدث بعد مقتل أمير الحرب؟
  • يترك مقتل بريجوجين غموضا حول مستقبل شركات فاجنر.
  • تسعى روسيا إلى تأمين شبكة كبيرة من ثروة بريجوجين الشخصية.
  • أعرب بوتين قبل يومين عن تعازيه لأولئك الذين لقوا حتفهم على متن الطائرة المنكوبة.
  • قال يوتين عنه «ارتكب بعض الأخطاء الجسيمة في الحياة.. كانت لديه قصة حياة معقدة».
  • توقع مراقبون أن تحاول فصائل مرتبطة بالجيش الروسي الاستيلاء على عقود فاجنر.