فلسفة التدرج المعرفي
الخميس / 8 / صفر / 1445 هـ - 00:50 - الخميس 24 أغسطس 2023 00:50
في فلسفة المعرفة وإداراتها التي تعرف بتلك الأنشطة المتنوعة من الخبرات والتجارب والمهارات والتقنيات المتراكمة في المنظمة أو المؤسسة أو الشركة، والتي تعكس الإبداعات والابتكارات والأفكار الموصلة للمخترعات العامة والحلول المثلى والقرارات الناجحة، التي تخدم البشرية وتسد حاجاتها الإنسانية، هنالك ما يسمى بالهرم المعرفي في أبجديات إدارة المعرفة، وهو التدرج الذي يبدأ من القاعدة الهرمية العريضة من البيانات المختلفة، والتي تعد في مجملها أسماء أو أرقاما أو رموزا متفرقة في مجال معين، ولا يمكن الاستفادة منها.
على سبيل المثال: «خالد، 20، 40، 10، الموارد البشرية، شركة المولدات، مدينة جدة».
جميع تلك البيانات تعد خاما وعديمة الفائدة إذا ما تمت قراءتها بشكل مستقل.
أما إذا تم تجميعها فإنها ستعطي معلومة ذات قيمة يستفاد منها، مثل: (خالد يبلغ من العمر 40 عاما، وراتبه 20 ألف ريال، وخبرته 10 أعوام بمجال قطاع الموارد البشرية، في شركة المولدات، بمدينة جدة).
بعد ربط البيانات ترتقي تدريجيا وتصبح معلومات، فإذا اكتسب الموظف خالد الخبرة وزادت لديه المهارة في قطاع الموارد البشرية، يصبح ملمّا وبالتالي مؤهلا للإدارة القطاع، لأن لديه الكفاءة والجدارة والكيفية التخصصية نظريا وعمليا، ليتدرج في الهرم صعودا إلى ثالث مستوى وهي المعرفة، وخلال ممارسته العمل المهني المحترف وسداد الرأي في الاختيارات بين البدائل المتاحة، والحكمة في صناعة القرارات المناسبة، سينتقل إلى رابع مستوى في الهرم وهو الرشد، الذي يؤهله إلى التربع في قمة الهرم المعرفي.
إذا أسقطنا فلسفة التدرج المعرفي على فترة صدر الإسلام وصحابتنا الكرام، كان نبينا الكريم ـ عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ـ يختار في دعوته السرية المقربين منه، ويجمعهم في دار الأرقم بن أبي الأرقم، وكان عددهم آنذاك 22 من الصحابة، أمثال: أبوبكر الصديق، وعلي بن أبي طالب، وعثمان بن عفان، وياسر بن عامر، وابنه عمار، وبلال بن رباح، وغيرهم.
الدين الإسلامي في بدايته كان عبارة عن معطيات غير مترابطة لكثيرين في المجتمع المكي، مثل: «الرسول، الدين الواحد، الله الأحد، المساواة بين الجميع»، وهي تمثل البيانات في الهرم المعرفي.
حينما بدأت الدعوة الجهرية دخل كثيرون في الدين الإسلامي، وكان الخلفاء هم أقرب الصحابة للنبي الأمي، يسمعون ما يقوله ويطبقون ما يفعله، حتى اكتسبوا العلم والعمل أي المعرفة العميقة، وبعد وفاة النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ أصبح لديهم التصور الكامل بكيفية إدارة الدولة الإسلامية، وأخذ القرارات الصائبة بالخبرة الواعية، حتى وصلوا إلى قمة التدرج المعرفي بالحكمة، واستحقوا لقب الخلفاء الراشدين.
فلسفة التدرج المعرفي نستطيع إسقاطها على واقع حياتنا المجتمعية والإدارية والتنظيمية والرياضية، والعلمية والعملية والطبية والتدريبية وتصرفاتنا وسلوكياتنا، لنصل إلى الحكمة والرشد في الاختيار لاتخاذ قراراتنا الصحيحة التي تناسبنا.
Yos123Omar@
على سبيل المثال: «خالد، 20، 40، 10، الموارد البشرية، شركة المولدات، مدينة جدة».
جميع تلك البيانات تعد خاما وعديمة الفائدة إذا ما تمت قراءتها بشكل مستقل.
أما إذا تم تجميعها فإنها ستعطي معلومة ذات قيمة يستفاد منها، مثل: (خالد يبلغ من العمر 40 عاما، وراتبه 20 ألف ريال، وخبرته 10 أعوام بمجال قطاع الموارد البشرية، في شركة المولدات، بمدينة جدة).
بعد ربط البيانات ترتقي تدريجيا وتصبح معلومات، فإذا اكتسب الموظف خالد الخبرة وزادت لديه المهارة في قطاع الموارد البشرية، يصبح ملمّا وبالتالي مؤهلا للإدارة القطاع، لأن لديه الكفاءة والجدارة والكيفية التخصصية نظريا وعمليا، ليتدرج في الهرم صعودا إلى ثالث مستوى وهي المعرفة، وخلال ممارسته العمل المهني المحترف وسداد الرأي في الاختيارات بين البدائل المتاحة، والحكمة في صناعة القرارات المناسبة، سينتقل إلى رابع مستوى في الهرم وهو الرشد، الذي يؤهله إلى التربع في قمة الهرم المعرفي.
إذا أسقطنا فلسفة التدرج المعرفي على فترة صدر الإسلام وصحابتنا الكرام، كان نبينا الكريم ـ عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ـ يختار في دعوته السرية المقربين منه، ويجمعهم في دار الأرقم بن أبي الأرقم، وكان عددهم آنذاك 22 من الصحابة، أمثال: أبوبكر الصديق، وعلي بن أبي طالب، وعثمان بن عفان، وياسر بن عامر، وابنه عمار، وبلال بن رباح، وغيرهم.
الدين الإسلامي في بدايته كان عبارة عن معطيات غير مترابطة لكثيرين في المجتمع المكي، مثل: «الرسول، الدين الواحد، الله الأحد، المساواة بين الجميع»، وهي تمثل البيانات في الهرم المعرفي.
حينما بدأت الدعوة الجهرية دخل كثيرون في الدين الإسلامي، وكان الخلفاء هم أقرب الصحابة للنبي الأمي، يسمعون ما يقوله ويطبقون ما يفعله، حتى اكتسبوا العلم والعمل أي المعرفة العميقة، وبعد وفاة النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ أصبح لديهم التصور الكامل بكيفية إدارة الدولة الإسلامية، وأخذ القرارات الصائبة بالخبرة الواعية، حتى وصلوا إلى قمة التدرج المعرفي بالحكمة، واستحقوا لقب الخلفاء الراشدين.
فلسفة التدرج المعرفي نستطيع إسقاطها على واقع حياتنا المجتمعية والإدارية والتنظيمية والرياضية، والعلمية والعملية والطبية والتدريبية وتصرفاتنا وسلوكياتنا، لنصل إلى الحكمة والرشد في الاختيار لاتخاذ قراراتنا الصحيحة التي تناسبنا.
Yos123Omar@