الرأي

ما هي شركات الأدوية الافتراضية؟

نبيل عبدالحفيظ الحكمي
سنتحدث اليوم عن شركات الأدوية الافتراضية، وهي نوع من الشركات الدوائية التي تستعين بالموارد والشركاء الخارجيين في كثير من جوانب تطوير الأدوية، بما في ذلك البحث والتطوير، والتجارب السريرية، والتصنيع، وغيرها.

شركات الأدوية الافتراضية هي نموذج عمل جديد نسبيا في صناعة الأدوية، ظهر هذا النموذج في التسعينات من القرن الماضي كاستجابة لتزايد تعقيد وتكلفة اكتشاف وتطوير الأدوية.

ويعد هذا النموذج مناسبا بشكل خاص للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم التي تفتقر إلى الموارد اللازمة لإجراء جميع جوانب تطوير الأدوية داخل الشركة.

وعادة ما تركز هذه الشركات الافتراضية على تطوير وتسويق الأدوية الجديدة والمبتكرة، بينما تعتمد بشكل كبير على الموارد الخارجية للأنشطة، مثل إدارة التجارب السريرية والشؤون التنظيمية وتصنيع الأدوية، وغيرها من الأمور، وذلك خلال تفويض هذه المهام لشركات خارجيه بما في ذلك منظمات البحوث التعاقدية (CROs)، سواء للدراسات السريرية أو ما قبل الدراسات السريرية من تجارب معملية، ومنظمات التصنيع التعاقدية (CMOs) لإنتاج الأدوية، ومستشاري الشؤون التنظيمية المتخصصة في الأعمال التنظيمية المعقدة، وغيرها من الأمور المتعلقة بالتطوير والتصنيع.

إذ تتميز هذه الشركات الافتراضية بتكاليف عامة أقل وبفريق عمل أصغر نسبيا من شركات الأدوية التقليدية، مما يسمح لها بأن تكون أكثر مرونة وتركيزا في التعامل مع التغييرات المتنوعة في مجال تطوير الأدوية وبالتركيز على المهارات الأساسية، مثل اكتشاف الأدوية وتطويرها، بينما يتم تفويض الوظائف الأخرى للشركاء الخارجيين الذين يمتلكون الخبرة المتخصصة. ويمكن ذلك أن يساعد على تسريع عملية تطوير الأدوية وخفض التكاليف.

وفي النقيض، غالبا ما تمتلك شركات الأدوية التقليدية أقساما داخلية للبحث والتطوير، إضافة إلى قدرات تصنيع وتوزيع شاملة. إذ تتمتع بمزايا مختلفة والتي تتعلق بالموارد والبنية التحتية.

يمكن أن يكون تطوير الأدوية داخل شركات الأدوية التقليدية مكلفا جدا، إذ يتطلب استثمارا كبيرا في البنية التحتية والمنشآت والعاملين.

ويمكن أن يكون لنموذج الشركات الافتراضية بعض العيوب المحتملة من حيث التكلفة والكفاءة. على سبيل المثال، يمكن أن يزيد التفويض للشركاء الخارجين للكثير من جوانب تطوير الأدوية من تعقيد التنسيق وإدارة المشاريع، مما يمكن أن يؤدي إلى التأخير وزيادة التكاليف.

إضافة إلى ذلك، يمكن أن يزيد الاعتماد على الشركاء الخارجيين لتطوير الأدوية من المخاطر وعدم اليقين في كفاءة عملية تطوير هذه الأدوية، إذ قد يكون لدى الشركات الافتراضية سيطرة أقل على جودة واتساق العمل الذي يقوم به شركاؤهم الخارجيون.

على الجانب الآخر، يمكن أن يوفر نموذج شركات الأدوية التقليدية مزيدا من السيطرة على عملية تطوير الأدوية، ويمكن أن يؤدي إلى تحسين التواصل والتنسيق بين الإدارات المختلفة.

ومع ذلك، قد يكون هذا النموذج أقل مرونة وقابلية للتكيف مع التغيرات في المنظومة الخاصة بتطوير الأدوية، ويمكن أن يكون أكثر تكلفة خاصة للحاجة إلى موارد داخلية وبنية تحتية واسعة.

وهنا عزيزي القارئ، نذكر أمثلة لبعض شركات الأدوية الافتراضية:

شركة «ألنيلام الدوائية» (Alnylam Pharmaceuticals): هي شركة تقنية حيوية تركز على تطوير العلاجات الحاقنة للحمض النووي التدخلي RNAi للأمراض الوراثية النادرة، وتقدر القيمة السوقية للشركة بحوالي 100 مليار ريال سعودي.

شركة «سايتو كاينيتكس» (Cytokinetics): هي شركة تقنية حيوية تركز على تطوير العلاجات الخاصة بأمراض القلب والأعصاب، وتقدر القيمة السوقية للشركة بحوالي 12 مليار ريال سعودي.

شركة «أرفيناس (Arvinas)»: هي شركة تقنية حيوية تركّز على تطوير الأدوية المركبة لعلاج مرض السرطان وغيره من الأمراض، وتقدر القيمة السوقية للشركة بحوالي 5 مليارات ريال سعودي.

عزيزي القارئ، إن الاختيار بين النموذج الافتراضي للبحث والتطوير والنموذج التقليدي داخل الشركة، يعتمد على مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك موارد وخبرات الشركة، وطبيعة الأدوية المطورة، والمنافسة في السوق والتكلفة والخبرة والمرونة وغيرها من العوامل.

لذلك يجب على الشركات تقييم المنافسة في السوق والموارد وقدرات منافسيهم.

nabilalhakamy@