الرأي

تملك أم إيجار؟

إياد طلال عطار
يظل تملك المنزل للعائلة أمرا هاما للكثير ويعتبر أحد أكبر إنجازات الحياة في حين قد يبدو الأمر صعبا في بعض الأحيان، إلا أن هناك العديد من الفوائد التي تأتي مع امتلاك المنزل، فعلى المدى القصير، يمكن أن يكون الإيجار طريقة رائعة للسكن مما يتيح لك فرصة للصرف بأريحية ودون تضييق للعائلة وأخذ قروض سكنية وتمويل شخصي وديون لاحصر لها.

فيبقى الشاب البادئ لحياته الزوجية في حيرة من أمره هل يستأجر ويعيش في رغد أم يبدأ مشوار التملك في شقة أو منزل خاص، ولكل منه عيوب وميزات ولكن يظل تملك المنزل المعقول الحل الأمثل، فمثلا تملك المنزل قد يرفع القيمة السوقية لمنزلك وفيه استقرار معيشي، أما بالنسبة للإيجار يكون وضع العائلة في يد المالك، الذي قد يقرر أنه لم يعد يرغب في تأجير ممتلكاته، مما يعني الانتقال إلى المنزل مكلف وغير مريح ولكن مع امتلاك المنزل يكون قرار الانتقال بيد العائلة.

الحرية الكاملة للعائلة تكون عند التملك المنزل الخاص، حيث يمكن أن تقرر تجديد الحمام بالكامل وبأعلى المواصفات وأفضل التصاميم، أو طلاء الجدران بألوان زاهية دون القلق بشأن إعادة المنزل إلى حالته الأساسية، وأي تحسينات في المنزل تؤدي إلى زيادة قيمة العقار، كما أن عند الاستئجار، قد يتم زيادة الإيجار بشكل منتظم.

ونسمع بين الحين والآخر بأن الأفضل أن يتم الاستئجار واستثمار المبلغ المتبقي من الراتب ولكن هناك مخاطرة كبيرة للعائلة في استمرار توفير حياة مستقرة بشكل دائم، وقد ينجح ذلك في الغرب الذي لا يوجد فيه تكافل اجتماعي للأسرة كفله الدين الإسلامي بوجوب تكفل رب الأسرة بوالديه وإخوته وغير ذلك ولكن يواجه صعوبة في مجتمعاتنا المتماسكة.

وفي إحدى الدراسات التي تمت على 15 ألف شخص أعمارهم ما بين 18-63 توضح أن التملك والإيجار عبارة عن ثقافة مجتمعية عبر السنوات فمثلا سويسرا وألمانيا تعتبر مجتمعات إيجارية راسخة، حيث لم يمتلك حوالي الثلثين منازلهم في 2020/2021، وعلى النقيض في الصين وروسيا تعتبر ملكية العقارات هي القاعدة إلى حد كبير - قال 83 و 87% من البالغين الذين شملهم الاستطلاع من قبل إنهم يمتلكون منازلهم الحالية.