العالم

تجمع عالمي ينهي هيمنة أمريكا

8 دول عربية تتطلع للانضمام إلى مجموعة بريكس وبناء عالم متعدد الأقطاب

قادة دول بريكس (مكة)
«إنهاء الهيمنة الأمريكية».. شعار رفعه قادة مجموعة «بريكس» المكونة من الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، والتي بدأت اجتماعاتها في جوهاسنبرج أمس، وتستمر للغد.

يسعى التكتل الذي تقدمت 8 دول عربية للحصول على عضويته إلى توسيع نفوذه والدفع نحو سياسة عالمية متعددة الأقطاب، من خلال إيجاد توازن وبدائل اقتصادية ومالية للدول، حيث تمثل المجموعة 23% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، و42% من سكان العالم، وأكثر من 16% من التجارة العالمية.

ولا تزال دول المجموعة تضع نفسها بديلا للمنتديات المالية والسياسية الدولية القائمة خارج التيار الغربي، باعتبارها أسرع الاقتصادات نموا في العالم، ومن المتوقع أن تصوت المجموعة خلال القمة على اختيار أعضاء جدد.

إنهاء الهيمنة

يأتي الاجتماع وسط اهتمام دولي لافت بالتكتل الذي بات ينظر إليه كتجسيد لمساعي الكثير من القوى الدولية لبناء عالم متعدد الأقطاب، وإنهاء هيمنة الولايات المتحدة على قيادة العالم، ويقول الأستاذ في العلاقات الدولية، الدكتور رعد قاسم العزاوي «أهمية دول بريكس تتزايد، وتكون أقرب في تحقيق هدفها في مناصفة الولايات المتحدة وحلفائها في إدارة الاقتصاد العالمي»، لافتا إلى أن طلبات الانضمام لهذه المجموعة من قبل 22 دولة، والتي لها حضور وتأثير فاعلان في نشاطات الاقتصاد العالمي، سيجعل من الدور المتنامي لهذه المجموعة في الاقتصاد العالمي ينتج تحولا أكبر نحو نظام عالمي اقتصادي جديد».

ووفقا لتقارير اقتصادية، لا يزال يتعين على الدول الأعضاء الاتفاق على معايير القبول، كما لا يزال من غير الواضح متى ستدرج دول إضافية.

بناء تحالفات

ويرى الأستاذ في العلاقات الدولية، أن أمريكا وحلفاءها الغربيين يدركون جيدا أهمية إعادة بناء تحالفات جديدة لمواجهة واحتواء هذا التحدي العالمي، وتشهد اليوم منطقة الشرق الأوسط عملية كبيرة بهذا الصدد هدفها الجيوستراتيجي الأول بأن تجعل من العراق، ومنطقة الخليج العربي مصدا أوليا، وحاجزا منيعا لحماية مصالح التحالف الأوروبي الغربي مع الولايات المتحدة وحلفائهم التقليديين في العالم؛ لأن انهيار نفوذها هنا في منطقة الشرق الأوسط سيترتب عليه انهيار مصالحها في مناطق أخرى في العالم».

وأشار إلى أن عالم اليوم انقسم إلى محورين كل منهما يريد انتزاع المكانة الأكثر تأثيرا في السياسة الدولية عند ظهور النظام الدولي المرتقب بعد عام 2023»، مضيفا أن «هذا التحول يشكل فرصة تاريخية لمجموعة الدول العربية يجب أن تستغلها بشكل كبير وخلق أفضل إدارة استراتيجية لحماية أمن ومصالح شعوبها، وأن يكون خيارها سليما في الاصطفاف مع هذا المحور دون غيره، ويكون الخيار وفق معيار المصالح العربية الاقتصادية، وأمن شعوب منطقة الشرق الأوسط».

ضغط وإزعاج

ويرى المحلل السياسي عبدالعزيز سلطان المعمري، أن مجموعة بريكس واقع لا بد من التعامل معه، وأن على الغرب أن يعي ذلك»، موضحا أنه من الناحية الاقتصادية تعتبر مجموعة بريكس ثاني أكبر تجمع في العالم، ومن المتوقع أن يزداد عدد أعضاء المجموعة وهذا واضح من عدد طلبات الدول الراغبة بالانضمام، وبالتالي يزداد الضغط والإزعاج بالنسبة للدول الغربية».

وأضاف «الأحداث والتطورات العالمية فرضت على جميع الدول مراجعة أولوياتها وسياساتها بما يحقق مصالحها العليا، فالأزمات المالية على سبيل المثال رسخت الخوف من الارتباط المباشر بالدولار، مع العلم بأن منافسة الدولار مازالت صعبة والاقتصاد الأمريكي قوي على الرغم ما يعانيه، كذلك ازدواجية المعايير في الكثير من السياسات الغربية والآثار السلبية التي تعاني منها العديد من الدول بسبب النظام العالمي ذي القطب الواحد، شجع ظهور تحالفات وشراكات جديدة سواء اقتصادية أو سياسية».

بريكس.. لماذا؟

- اشتق اسم «بريكس» من الأحرف الأولى لأسماء دولها الأعضاء بالإنجليزية: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.

- تأسست المجموعة عام 2006 من قبل الدول الأربع الأولى، وكانت تسمى «بريك» على الأحرف الأولى من أسماء تلك الدول عندما اجتمع وزراء خارجيتها (البرازيل وروسيا والهند والصين) بمدينة نيويورك في سبتمبر (أيلول) 2006، على هامش المناقشة العامة لجمعية الأمم المتحدة، لكن أول قمة للمنظمة كانت عام 2009 في روسيا، وبعد عام واحد تغير اسمها إلى بريكس بعد انضمام جنوب إفريقيا للدول الأربع.

ومن المتوقع بحلول عام 2050 أن تنافس اقتصادات هذه الدول، اقتصاد أغنى الدول في العالم حاليا، بحسب غولدمان ساكس، والذي كان أول من استخدم هذا المصطلح في عام 2001.

دول بريكس:
  • الصين
  • روسيا
  • الهند
  • البرازيل
  • جنوب أفريقيا
البريكس في أرقام:
  • 5 دول أعضاء مؤسسة
  • 22 دولة تسعى للانضمام
  • 23% من الناتج المحلي للعالم
  • 42% من سكان العالم
  • 16% من التجارة العالمية
دول عربية طلبت الانضمام للبريكس:
  • السعودية
  • مصر
  • الإمارات
  • الكويت
  • البحرين
  • الجزائر
  • المغرب
  • فلسطين