العالم

سودانيون هربوا من النهب فلاحقتهم الأسلحة الثقيلة

أطفال هاربون من الحرب (مكة)
اتسع نطاق الحرب الدائرة في السودان بصورة غير مسبوقة، لتصل إلى مدينتين كبريين، هما «الفاشر» عاصمة ولاية شمال دارفور، و«الفولة» عاصمة ولاية غرب كردفان.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن شهود عيان أن أعمال العنف اندلعت فى «الفاشر» قبل يومين، وأفاد أحدهم بسماع دوى معارك بالأسلحة الثقيلة قادمة من شرق المدينة، ويثير الوضع القلق بصورة خاصة في المدينة، حيث توقفت المعارك منذ نحو شهرين لأن كثيرا من العائلات لجأت إلى المنطقة، هربا من عمليات النهب والاغتصاب والقصف والإعدامات خارج نطاق القضاء، الجارية فى باقى أنحاء دارفور.

وقال مدير مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة «يال» الأمريكية، ناتانيال ريموند، إنه أكبر تجمع لنازحين مدنيين مع لجوء 600 ألف شخص إلى «الفاشر»، ووصلت المعارك أيضا إلى مدينة الفولة الواقعة على مسافة نحو 800 كلم غرب الخرطوم، وأفاد أحد السكان بأن عناصر الجيش والاحتياطى المركزى اشتبكوا مع قوات الدعم السريع، وأحرقت خلال المعارك مقار حكومية، لافتا إلى سقوط عدد من القتلى من الطرفين لم يتم حصرهم بسبب استمرار القتال، إلى جانب عمليات سلب ونهب للمحلات التجارية بسوق المدينة.

واتسعت رقعة القتال، فإضافة إلى الخرطوم وما حولها وولايات دارفور الـ5، دخلت مناطق جديدة فى كردفان والنيل الأزرق والجزيرة دائرة المعارك خلال اليومين الماضيين، ما أثار مخاوف من سيناريو الحرب الشاملة، وأسفر القتال حتى الوقت الجاري عن مقتل أكثر من 4 آلاف شخص، وتشريد 4 ملايين فى السودان، منهم نحو 700 ألف عبروا الحدود إلى دول مجاورة.

ويُعد إقليم كردفان من أكثر المناطق التى تأثرت بالقتال فى السودان، فمنذ الأيام الأولى لاندلاع الصراع ظلت مدينة الأبيض، كبرى مدن الإقليم، تشهد معارك عنيفة، ولا تزال تشهد كرّا وفرّا وتبادلا فى السيطرة بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع، وخلال الساعات القليلة الماضية، وقعت اضطرابات كبيرة فى عدد من مدن الإقليم، خاصة النهود وكادوقلى.