الرأي

السعودية.. ودبلوماسية القمم

سعود الغربي
خلال فترة وجيزة قد لا تتجاوز الثلاثة أعوام، تمكنت المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، أن تفرض نفسها كدولة حاضنة للقمم، والعمل العالمي الدبلوماسي الرفيع، وأصبحت وجهة لكل قمة ولكل عمل دبلوماسي لمعالجة قضايا العالم الشائكة والصعبة، كدولة سلام تجمع ولا تفرق، وتقود حوارات الصلح على كل المستويات.

مملكة السلام والإنسانية، هذا المسمى الإنساني العميق، بدأ من وقت مبكر قد يصل لأكثر من عشرة أعوام، وقد يكون لهذه التسميات أسبابها الوجيهة نتيجة نجاحات المملكة كدولة رائدة وفريدة في العمل الإنساني والإغاثي وتقديم العون ومد يد المساعدات الإنسانية للبشرية في كل بقاع المعمورة.

ولكن هناك تطورات مذهلة يقودها سمو ولي العهد بتوجيه ورعاية من الملك حفظهما الله، لذلك العمل الدبلوماسي والحضور السياسي والاقتصادي تقدم بشكل كبير وأصبح سمة بارزة للمملكة العربية السعودية على الخريطة العالمية في كل الجوانب ولكل المحافل.

الرياض وجدة تودعان قمة وتستقبلان قمة، بكل الأشكال والمستويات، وكل ذلك يتم بأعلى مستويات التنظيم وكرم الضيافة وحنكة السياسة والإدارة وصناعة الفرصة وقيادة العالم نحو آفاق جديدة.

فإن أردت السلام فعليك بدولة القرار والريادة المملكة العربية السعودية، وإن أردت المشاريع الكبرى والتكتلات الاقتصادية الواعدة، فليس لك بد إلا أن تمر بالرياض وجدة، وكل هذا ربما خلال أشهر معدودة من دون أي كلل أو ملل، ومن خلال قدرات رفيعة المستوى وتخطيط محكم في كل تفاصيل البروتكول والتنظيم.

هذا الحضور الكبير للمملكة على كل الأصعدة وفي كل الملفات العالمية، سيكون نموذجا دبلوماسيا وإعلاميا وتنظيميا واقتصاديا، على كل المستويات، وستدرس التجربة السعودية (دبلوماسية القمم) لكل الباحثين عن المعايير الجديدة للدبلوماسية والتسويق السياسي والاقتصادي، وسيضرب بها المثل في كل مجالات التعلم المستقبلية والبرامج العلمية والمعرفية. ولا شك أن هذا العمل والنتائج العظيمة التي تتحقق، صنعت فارقا كبيرا للسعودية أمام كل دولة تحاول مجاراتها أو منافستها، أو تفكر أن تقديم نفسها كند لها، سواء على المستوى الدبلوماسي أو الاقتصادي. وقدمت صورة ذهنية رفيعة المستوى أمام النخب العالمية في مجالي السياسية والاقتصاد وبين القياديين حول العالم.

وكإعلاميين قد نعنى بشكل أكبر بالجوانب الإعلامية، فنشاهد كبرى المحطات التلفزيونية والمنصات الإخبارية أي كان شكلها، وكل مواقع البحث ومنصات التواصل المجتمعي، تتحدث على مدار الساعة عن السعودية، ومتابعة القمم والأحداث التي تستضيفها، وأصبحت صور المملكة وقيادتها ووزراؤها المؤثرون في قلب محتوى وأخبار ومنصات العالم، بحكم أنهم المصدر الأول للخبر وحجر الزاوية في الخريطة الإخبارية العالمية سواء المؤسسية أو حتى منصات الأفراد المؤثرين على منصات التواصل الشهيرة.

لذلك ستشهد صورة السعودية كدولة وأيضا كأفراد تغيرات كبيرة مؤثرة، وهذا بخلاف الأعمال الأخرى المؤثرة سواء في الرياضة أو غيرها، وآمل من الباحثين في مجال الإعلام أن يوجهون اهتمامهم لدراسة هذه الظواهر السعودية التي ستكون دروسا للعالم.