في معرض رحلة الكتابة والخط بالرياض "انتقال" يرصد قصص الهروب إلى المنفى
الأربعاء / 22 / محرم / 1445 هـ - 11:37 - الأربعاء 9 أغسطس 2023 11:37
رصد الفنان الجزائري صادق رحيم قصص ومعاناة مهاجري شمال أفريقيا غير النظاميين الذين يركبون البحر في سبيل الانتقال من ديارهم إلى بلدان أخرى؛ بحثاً عن فرص قد تكون أفضل من الظروف التي يعيشونها في وطنهم، وذلك عبر عمله الفني 'انتقال' الذي يشارك به في معرض رحلة الكتابة والخط 'دروب الروح' بمستشفى عرقة بالرياض.
العمل المكون من ثلاث قطع منفصلة امتلأت تفاصيلها بالحكايات المأساوية التي توثق رحلة أولئك المتراصة مناكبهم في مساحة ضيقة، وأعينهم جائلة تبحث عن ضوء الأمل المتمثل في المهجر، وهم يسعون وراءه بعد أن غادروا بلدانهم هرباً من الظروف القاسية؛ ففيهم من يلاحق رغد العيش الكريم وفرص العمل الوفيرة، ومنهم من فر من حكمٍ قضائي أو دين أذله، مرتحلين ناحية يابسة مؤمنين بأنهم سيولدون عليها مجدداً من ضيق الحياة الذي جرعهم الأمرين، كما تتعاظم أمنياتهم على ظهر زورقٍ يتشبثون به، وأحلامهم تتقاذف مع كل موجة تلتطم به، غير مستبعدين أن تتسبب في تناثرهم في المحيط بلمح البصر، أو أن تكبل خفر السواحل أحلامهم.
واختصر الفنان رحيم تلك الرحلة المأسوية بكل ما تحمله من قصص إنسانية، بسجادة 196x306 سم تمثل الأرض والوطن، كُتب عليها 'انتقال' باستخدام الحرق؛ في إشارة منه إلى المهاجرين غير الشرعيين والمعروفين بجماعة 'الحراقة' نظراً لقيامهم بحرق مستنداتهم الثبوتية عند هجرتهم عبر البحر؛بهدف الحصول على اللجوء في الدول الأوروبية، فيما يقابل السجادة طاولة وضع عليها جهاز تحديد المواقع من طراز 'غارمن 73'، الذي يستخدمه عادة قائدي الزوارق لمعرفة مساراتهم وسط البحر؛ فيما يعتمد عليه بشكل كبير المهاجرون غير النظاميين.
تميز عمل 'انتقال' رغم تفاصيله القليلة؛ بأفكار عميقة عن العبور من مكان إلى آخر، والتحول من الحياة إلى الموت، والهجرة إلى النهاية، والهروب من النظام، والسعي إلى المنفى، وإنعاش الحلم بعد أن توقف نبض المشاعر.
يذكر أن معرض رحلة الكتابة والخط -الذي يستمر في الرياض حتى 2 سبتمبر القادم لينتقل إلى المدينة المنوّرة خلال الفترة من 15 أكتوبر إلى 23 ديسمبر 2023م- يتضمن أربعة أقسام رئيسية، هي: النور، والحَرف، والمساحة، والشعر؛ ويسلط الضوء على القوة الروحية -التي تغمُر فكر الخطّاطين والفنّانين، وتتجلّى في تقنيّاتهم وممارساتهم- والعاطفية التي يُثيرها الخط العربي في نفس القارئ والمُتأمِّل؛ فيما يشارك في المعرض 34 خطّاطاً من 11 دولة من بينهم 12 خطّاطاً سعوديّاً، بالإضافة إلى 19 فناّناً ومصمّماً معاصراً من 12 دولة من بينهم أربعة فنانين سعوديين معاصرين.