بضاعة مفلس
الاثنين / 20 / محرم / 1445 هـ - 21:31 - الاثنين 7 أغسطس 2023 21:31
ذات مساء صيفي يتسم بكونه فترة رائعة للاستمتاع بأجواء ليلة مبهجة ووسط لفيف من المدعوين إلى حفل زفاف، حضر أحدهم مبكرا ليحتل مكانا في صدر المجلس ومشى مسرعا ليتبوأ مقعدا في أوسطه قبل اكتمال النصاب الحضوري، رغبة منه في البروز وقد بدا على وجهه العبوس وعلته علامات الخيبة، إن مد يمينه للمصافحة فبأطراف أصابعه وإن رد السلام فبتباطؤ وتكلف رزانة وتصنع وقار وهو أهش من القش، يفعل ذلك من خلال البحث عن فرص سانحة وتحين أوقات ملائمة وتحري مواقف مناسبة والتفتيش عن ظروف مواتية وانتهازها لإحداث كسور في الخواطر وترك جروح في المشاعر على شكل كلمات تؤلم القلوب وعبارات تحبط النفوس وإيماءات تثبط العزائم وتكشيرات تصد عن الانبساط وتقطيب حاجبين يلفت الانتباه وهمز ولمز وغمز يعكس إعلان عدم الرضا بما يقوله الآخرون وعدم القبول بما يفعلونه وكأن الآخرين ليس لهم قيمة ولا يساوون شيئا.
لديه حب لإخراج الآخرين عن طورهم واستفزازهم ودفعهم إلى الغضب والانفعال والامتعاض وإثارة الغيظ في نفوسهم عبر الاستخفاف بهم والسخرية منهم والتهكم عليهم بل واستمالة من حوله من الحاضرين لتكوين أضحوكة جماعية من خلال الانضمام معه في استخفافاته بالآخرين واستهزاءاته بهم وسخرياته منهم؛ فهو يعلم ما هي الأشياء التي تثير غضبهم وتزيد كدرهم وتفاقم تبرمهم؛ فيبدأ بفعل تلك الأشياء وإيذاء من حوله بدافع الشعور بالفوقية المتغلغلة في نفسه ولما يعانيه من حالة سلوكية سلبية يعبر من خلالها عن سلوك عدواني هائل بداخله؛ فالحصول على ردة فعل منهم كنظرة تنم عن كل ما يخالج نفوسهم من ألم وانزعاج وعدم ارتياح أو جعلهم في حالة يتعذر معها الجواب أو رؤيتهم في حالة سخط وكمد وانفعال شديد يجعله يحصل على شعور زائف بالارتياح وإحساس كاذب بالاستمتاع.
وهو بذلك يعبر عن كل ما يدور في نفسه من خلال الاستهزاء بكل قول والاستهانة بكل فعل يقوم به غيره ورمي الكلام على الآخرين دون احترام أو تقدير لكي يقوم من خلال ذلك بإيصال فكرة إليهم وتكوين صورة ذهنية لديهم بأنهم أشخاص غير مرغوب فيهم وغير مرحب بهم غير عابئ بما يشعر به الآخرون من أحزان وغير مهتم بما يعانونه من آلام وغير مكترث بما يقاسونه من أوجاع، وهو بتلك التصرفات لا يعي الدوافع الحقيقية لما يقوم به تجاه الآخرين ولا يدرك الأسباب الرئيسة لسلوكياته نحوهم ولا يعلم أنها محصلة مشاكل داخل نفسه وناتجة عن ما يعانيه من إحساس داخلي بالخواء بالإضافة إلى أن عقله من العقول الفارغة التي تصطبغ بالفشل وتبدو عليها محدودية المدارك وتعاني من قلة الإنجاز وترتسم عليها دلائل العجز عن بلوغ الغايات وتظهر عليها علامات الفشل في تحقيق الأهداف.
في الحقيقة إن استصغار الآخرين وتوجيه نظرات الازدراء لهم والتقليل من شأنهم والحط من قدرهم والنيل من كرامتهم لا يصدر إلا من صاحب نفس ملوثة بجراثيم العُجب والإفراط في الاعتداد بالنفس والثقة الزائدة بها إلى حد الغرور والغطرسة؛ فهو يعمل على الإساءة إلى الآخرين والتطاول عليهم وإلحاق الضرر بمن حوله بسبب ما ينتابه من شعور مبالغ فيه بأهميته مع إحساس متغلغل في أعماقه بأنه متميز عن الآخرين وبأنه أعلى منهم وأنهم دونه، وذلك كله ما هو إلا بضاعة مفلس.
لديه حب لإخراج الآخرين عن طورهم واستفزازهم ودفعهم إلى الغضب والانفعال والامتعاض وإثارة الغيظ في نفوسهم عبر الاستخفاف بهم والسخرية منهم والتهكم عليهم بل واستمالة من حوله من الحاضرين لتكوين أضحوكة جماعية من خلال الانضمام معه في استخفافاته بالآخرين واستهزاءاته بهم وسخرياته منهم؛ فهو يعلم ما هي الأشياء التي تثير غضبهم وتزيد كدرهم وتفاقم تبرمهم؛ فيبدأ بفعل تلك الأشياء وإيذاء من حوله بدافع الشعور بالفوقية المتغلغلة في نفسه ولما يعانيه من حالة سلوكية سلبية يعبر من خلالها عن سلوك عدواني هائل بداخله؛ فالحصول على ردة فعل منهم كنظرة تنم عن كل ما يخالج نفوسهم من ألم وانزعاج وعدم ارتياح أو جعلهم في حالة يتعذر معها الجواب أو رؤيتهم في حالة سخط وكمد وانفعال شديد يجعله يحصل على شعور زائف بالارتياح وإحساس كاذب بالاستمتاع.
وهو بذلك يعبر عن كل ما يدور في نفسه من خلال الاستهزاء بكل قول والاستهانة بكل فعل يقوم به غيره ورمي الكلام على الآخرين دون احترام أو تقدير لكي يقوم من خلال ذلك بإيصال فكرة إليهم وتكوين صورة ذهنية لديهم بأنهم أشخاص غير مرغوب فيهم وغير مرحب بهم غير عابئ بما يشعر به الآخرون من أحزان وغير مهتم بما يعانونه من آلام وغير مكترث بما يقاسونه من أوجاع، وهو بتلك التصرفات لا يعي الدوافع الحقيقية لما يقوم به تجاه الآخرين ولا يدرك الأسباب الرئيسة لسلوكياته نحوهم ولا يعلم أنها محصلة مشاكل داخل نفسه وناتجة عن ما يعانيه من إحساس داخلي بالخواء بالإضافة إلى أن عقله من العقول الفارغة التي تصطبغ بالفشل وتبدو عليها محدودية المدارك وتعاني من قلة الإنجاز وترتسم عليها دلائل العجز عن بلوغ الغايات وتظهر عليها علامات الفشل في تحقيق الأهداف.
في الحقيقة إن استصغار الآخرين وتوجيه نظرات الازدراء لهم والتقليل من شأنهم والحط من قدرهم والنيل من كرامتهم لا يصدر إلا من صاحب نفس ملوثة بجراثيم العُجب والإفراط في الاعتداد بالنفس والثقة الزائدة بها إلى حد الغرور والغطرسة؛ فهو يعمل على الإساءة إلى الآخرين والتطاول عليهم وإلحاق الضرر بمن حوله بسبب ما ينتابه من شعور مبالغ فيه بأهميته مع إحساس متغلغل في أعماقه بأنه متميز عن الآخرين وبأنه أعلى منهم وأنهم دونه، وذلك كله ما هو إلا بضاعة مفلس.