الاحتباس الحراري بين المخاطر والمبادرات
الاحد / 19 / محرم / 1445 هـ - 20:37 - الاحد 6 أغسطس 2023 20:37
في صيف كل عام يتجدد الحديث حول موضوع المناخ والاحتباس الحراري أو القاتل الصامت، كما يصفه علماء البيئة، نظرا لما تشهده المدن العالمية من غليان في درجات الحرارة غير المسبوقة، مما يدق ناقوس الخطر تجاه هذه القضية.
ومما يزيد الأمر تعقيدا في وسائل الإعلام، ذلك التباين والاختلاف بين آراء العلماء والمختصين حول هذا الإشكال.
البعض يرى أنها مجرد دورة طبيعية للمناخ، وما نراه اليوم من سخونة الأجواء ما هو إلا حالة قد تعرضت لها الأرض قبل ملايين السنين، بينما يرى الطرف الآخر أن الكوكب الأرضي يتعرض بالفعل لكارثة خطرة تهدد مستقبل ووجود الإنسان!.
تؤكد بعض الدراسات أن زيادة درجة الحرارة بمقدار درجة أو درجتين عن المعدل الطبيعي لا يعد بالأمر السهل، فهذه الزيادة الطفيفة قد تحدث خللا في النظام البيئي بأكمله، فقد يتولد عنها مزيد من الأعاصير المدمرة وحرائق الغابات، وجفاف الأنهار والمسطحات المائية، إضافة إلى خطر ذوبان القارة المتجمدة الجنوبية في مياه المحيطات، وما يترتب على ذلك من زيادة منسوب مياه البحار، وغرق كثير من الموانئ والمدن الساحلية المنخفضة.
ففي هذا العام ضربت درجات الحرارة مستوى الخمسين درجة مئوية، وهي نسبة يصفها بعض المتحمسين لقضايا المناخ في الولايات المتحدة بالدرجة الأعلى في تاريخ الكوكب الأرضي.
بينما أعلنت بعض الدول كالجزائر وتونس واليونان عن وفيات لهذا العام بسبب هذا التغير المناخي.
خلافات الأقطاب الكبار كالولايات المتحدة والصين أسهمت أيضا في تعميق مشكلة المناخ والاحتباس الحراري، ولا سيما ما يتعلق بالتكلفة، وهذا جعل أنصار قضية المناخ يقولون إن الأداء العالمي في التعامل مع مشكلة المناخ غير كاف.
فتتصدر الصين ـ مثلا ـ الرقم الأضخم عالميا في عدد المصانع والمعامل التي تغذي أسواق التجارة العالمية، وبالتالي فهي تعاني من نسبة تلوث كبيرة في الهواء، وهي تعاني أيضا من نضوب المياه الجوفية، ولكنها في الوقت نفسه الدولة الأكثر إنتاجا للطاقة النظيفة حول العالم، فهي المورد الأساس للألواح الشمسية وملحقاتها من قطع الغيار، مثل البطاريات المخصصة لها.
أيضا جفاف الأنهار أصبح ظاهرة عالمية، في الولايات المتحدة والصين وأوربا والعراق وتركيا وأفريقيا.
ففي المغرب مثلا، جفت مياه نهر ملوية الشهير إلى حد بلغ عجزه عن الوصول إلى مصبه في البحر المتوسط، وقد سبقه إلى الجفاف نهر ايناون الذي توقف جريانه للمرة الأولى قبل أربعين عاما.
وحسب بعض الخبراء البيئيين في المغرب، فقد انخفض الحجم الفعلي للمياه المخزنة في السدود الرئيسة في البلاد خلال السنوات العشر الماضية، وهذا سيكون له تأثير طويل الأجل في منسوب مياه الأنهار على مستوى الأحواض المائية.
هذه نماذج بسيطة مما يعانيه الكوكب الأرضي من تأثيرات الاحتباس الحراري، وهنا لا بد من النظرة الإيجابية المتفائلة بدلا من رؤية التشاؤم.
فمثلا بعض شركات الغذاء العالمية اعتبرت أن الاحتباس الحراري أمر واقع لا مناص منه، وعلى العالم التكيف مع هذا الوضع الجديد، فبعد الأعاصير المدمرة والرياح العاتية التي ضربت مزارع الغذاء وسط الولايات المتحدة، وأفسدت المحاصيل الزراعية، ركزت شركة فايزر العملاقة جهودها البحثية على إنتاج ذرة قصيرة وذات ساق قوي يتمتع بالصمود أمام حركة الرياح العنيفة، وأطلقت عليها مسمى «سمارت كورن» أي الذرة الذكية.
وفي منطقتنا العربية، أعلن سمو ولي العهد مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وهي عبارة عن مشروع استراتيجي ضخم تموله المملكة، ويؤكد التزامها بجهود الاستدامة الدولية.
كما يسهم في زيادة قدرات المنطقة على حماية كوكب الأرض خلال وضع خارطة طريق طموحة ذات معالم واضحة، تعمل على تحقيق جميع المستهدفات العالمية.
خاتمة القول.. الاحتباس الحراري ينذر بمخاطر تهدد الكوكب الأرضي، والمبادرات الشجاعة والإيجابية هي الحل في مواجهة هذا الخطر القادم.
albakry1814@
ومما يزيد الأمر تعقيدا في وسائل الإعلام، ذلك التباين والاختلاف بين آراء العلماء والمختصين حول هذا الإشكال.
البعض يرى أنها مجرد دورة طبيعية للمناخ، وما نراه اليوم من سخونة الأجواء ما هو إلا حالة قد تعرضت لها الأرض قبل ملايين السنين، بينما يرى الطرف الآخر أن الكوكب الأرضي يتعرض بالفعل لكارثة خطرة تهدد مستقبل ووجود الإنسان!.
تؤكد بعض الدراسات أن زيادة درجة الحرارة بمقدار درجة أو درجتين عن المعدل الطبيعي لا يعد بالأمر السهل، فهذه الزيادة الطفيفة قد تحدث خللا في النظام البيئي بأكمله، فقد يتولد عنها مزيد من الأعاصير المدمرة وحرائق الغابات، وجفاف الأنهار والمسطحات المائية، إضافة إلى خطر ذوبان القارة المتجمدة الجنوبية في مياه المحيطات، وما يترتب على ذلك من زيادة منسوب مياه البحار، وغرق كثير من الموانئ والمدن الساحلية المنخفضة.
ففي هذا العام ضربت درجات الحرارة مستوى الخمسين درجة مئوية، وهي نسبة يصفها بعض المتحمسين لقضايا المناخ في الولايات المتحدة بالدرجة الأعلى في تاريخ الكوكب الأرضي.
بينما أعلنت بعض الدول كالجزائر وتونس واليونان عن وفيات لهذا العام بسبب هذا التغير المناخي.
خلافات الأقطاب الكبار كالولايات المتحدة والصين أسهمت أيضا في تعميق مشكلة المناخ والاحتباس الحراري، ولا سيما ما يتعلق بالتكلفة، وهذا جعل أنصار قضية المناخ يقولون إن الأداء العالمي في التعامل مع مشكلة المناخ غير كاف.
فتتصدر الصين ـ مثلا ـ الرقم الأضخم عالميا في عدد المصانع والمعامل التي تغذي أسواق التجارة العالمية، وبالتالي فهي تعاني من نسبة تلوث كبيرة في الهواء، وهي تعاني أيضا من نضوب المياه الجوفية، ولكنها في الوقت نفسه الدولة الأكثر إنتاجا للطاقة النظيفة حول العالم، فهي المورد الأساس للألواح الشمسية وملحقاتها من قطع الغيار، مثل البطاريات المخصصة لها.
أيضا جفاف الأنهار أصبح ظاهرة عالمية، في الولايات المتحدة والصين وأوربا والعراق وتركيا وأفريقيا.
ففي المغرب مثلا، جفت مياه نهر ملوية الشهير إلى حد بلغ عجزه عن الوصول إلى مصبه في البحر المتوسط، وقد سبقه إلى الجفاف نهر ايناون الذي توقف جريانه للمرة الأولى قبل أربعين عاما.
وحسب بعض الخبراء البيئيين في المغرب، فقد انخفض الحجم الفعلي للمياه المخزنة في السدود الرئيسة في البلاد خلال السنوات العشر الماضية، وهذا سيكون له تأثير طويل الأجل في منسوب مياه الأنهار على مستوى الأحواض المائية.
هذه نماذج بسيطة مما يعانيه الكوكب الأرضي من تأثيرات الاحتباس الحراري، وهنا لا بد من النظرة الإيجابية المتفائلة بدلا من رؤية التشاؤم.
فمثلا بعض شركات الغذاء العالمية اعتبرت أن الاحتباس الحراري أمر واقع لا مناص منه، وعلى العالم التكيف مع هذا الوضع الجديد، فبعد الأعاصير المدمرة والرياح العاتية التي ضربت مزارع الغذاء وسط الولايات المتحدة، وأفسدت المحاصيل الزراعية، ركزت شركة فايزر العملاقة جهودها البحثية على إنتاج ذرة قصيرة وذات ساق قوي يتمتع بالصمود أمام حركة الرياح العنيفة، وأطلقت عليها مسمى «سمارت كورن» أي الذرة الذكية.
وفي منطقتنا العربية، أعلن سمو ولي العهد مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وهي عبارة عن مشروع استراتيجي ضخم تموله المملكة، ويؤكد التزامها بجهود الاستدامة الدولية.
كما يسهم في زيادة قدرات المنطقة على حماية كوكب الأرض خلال وضع خارطة طريق طموحة ذات معالم واضحة، تعمل على تحقيق جميع المستهدفات العالمية.
خاتمة القول.. الاحتباس الحراري ينذر بمخاطر تهدد الكوكب الأرضي، والمبادرات الشجاعة والإيجابية هي الحل في مواجهة هذا الخطر القادم.
albakry1814@