العالم

عاصفة إرهاب تهب على أوروبا

داعش والقاعدة وتنظيمات متطرفة تدعو لاستغلال حرب أوكرانيا لضرب القارة العجوز

القبض على أحد الإرهابيين في ألمانيا (د ب أ)
هبت عاصفة إرهابية قوية على دول أوروبا، ففي حين أعلنت السلطات الألمانية والهولندية تفكيك خلية إرهابية واعتقال 9 أشخاص خلال يوليو الحالي للاشتباه في عزمهم شن هجمات تماشيا مع أيديولوجية تنظيم داعش، كشفت السلطات البريطانية عن استراتيجيتها الجديدة لمكافحة الإرهاب، مؤكدة أنه عاد بشكل غير مسبوق.

أثارت الأنباء المتداولة في دول القارة العجوز عددا من المخاوف بشأن تهديدات التنظيمات المتطرفة مجددا، وسط سيل من التقييمات الأمنية تتحدث عن «تطور ديناميكية تلك الأخطار وتنوعها وتعقيدها»، وفتحت الباب أمام البحث عن إجابات لتساؤلات متعلقة بقدرة التنظيمات المتطرفة على البقاء والعودة، ومدى تكيفها أمام الضربات المتلاحقة، وواقع قوتها.

أخطار إرهابية

ووفقا لتحليل جديد نشرته «أندبندنت عربية»، أوضح التقييم الأمني للأخطار الإرهابية على المملكة المتحدة أن أنواع التهديدات باتت أكثر تنوعا وديناميكية، مشيرا إلى أن التهديد الإرهابي يتطور ويتزايد، لذا يجب علينا أيضا أن نتطور لمواجهته.

وبحسب ما أعلنته وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان، في الاستراتيجية التي أطلق عليها اسم «كونتيست 2023» الثلاثاء الماضي، فإن الإرهاب الذي تمارسه الجماعات المتطرفة هو أكثر أشكال الإرهاب انتشارا في المملكة المتحدة، مشيرة إلى أن الخطر الذي يهدد بلادها مستمر في التنامي والاتساع.

ووفق ما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» عن الاستراتيجية، فإن التهديد المحلي الرئيس في المملكة المتحدة يأتي من التشدد، الذي كان مسؤولا عن نحو 67% من الهجمات التي وقعت في الأعوام الماضية، وكذلك كانت نحو ثلاثة أرباع التحقيقات النشطة وعمليات المراقبة التي قام بها جهاز الاستخبارات الداخلية، متعلقة بهذا النوع من الإرهاب، وارتبط نحو 64% من الأفراد المحتجزين بجرائم إرهابية.

تهديدات محتملة

ويؤكد التقرير أن التهديد الإرهابي المحلي أقل قابلية للتنبؤ به، ويصعب اكتشافه والتحقيق في أمره، مشيرا إلى أن هنالك تهديدا مستمرا ومتطورا قادما من الجماعات الإرهابية المتطرفة في الخارج. وعن دور التكنولوجيا رأت الاستراتيجية أن التطور التكنولوجي يوفر مناخا خصبا للنشاطات الإرهابية في وقت يمنح الفرصة أيضا لمكافحة هذه النشاطات.

وفيما يتعلق بالسجناء تقول الاستراتيجية إن أولئك المدانين بالإرهاب، أو بارتكاب جرائم ذات صلة، قد يستمرون في تشكيل تهديد، إذ أشارت إلى أن 4 من الهجمات الإرهابية التسع التي وقعت في المملكة المتحدة ارتكبت إما من سجناء سابقين أو ممن أطلق سراحهم في الفترة الأخيرة، ووفق صحيفة «التايمز» البريطانية فقد قال مسؤولون بوزارة الداخلية البريطانية إنهم يعملون على معالجة أي تهديد محتمل من عدد قياسي من مرتكبي الجرائم الإرهابية، الذين أطلق سراحهم من السجن هذا العام.

ضربة استباقية

لم يكن التحديث الجديد لاستراتيجية مكافحة الإرهاب في بريطانيا هو التحرك الوحيد في القارة العجوز الذي يتعاطى مع هذا الشأن، فخلال الأسبوع الأول من يوليو الحالي، كان صادما إعلان كل من السلطات الألمانية والهولندية تفكيك خلية إرهابية واعتقال 9 أشخاص من آسيا الوسطى، للاشتباه في تخطيطهم لتنفيذ هجمات تماشيا مع أيديولوجية تنظيم «داعش».

وقال ممثلو ادعاء فيدراليون ألمان «إن 7 رجال اعتقلوا في ألمانيا بتهمة بتأسيس جماعة متشددة ودعم تنظيم داعش.

أضافوا أن الجميع كانوا يعرفون بعضهم بعضا لفترة طويلة ولديهم آراء متطرفة، وجاؤوا إلى ألمانيا بشكل متزامن إلى حد ما من أوكرانيا بعد وقت قصير من شن روسيا حربها العام الماضي، وهو الأمر الذي عدته وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر ضربة مهمة ضد الإرهاب، مشيرة إلى أنه سيتم الاستمرار في استخدام هذا النهج الصارم، محذرة أن التهديد الناتج منهم لا يزال كبيرا، وقالت «لا تزال ألمانيا تقع في النطاق المستهدف المباشر للمنظمات الإرهابية وفرادى المجرمين الذين لديهم دوافع للتطرف».

صفيح ساخن

ووفق آراء المعلقين والباحثين المعنيين بشؤون الإرهاب في عدد من الدول الأوروبية، تنوعت الأسباب المتعلقة بعودة تهديدات الجماعات المتطرفة في أوروبا، لا سيما بعد التعقيدات الأمنية التي فرضتها الحرب الروسية - الأوكرانية، إضافة إلى إعادة مثل تلك التنظيمات تشكيل صفوفها انطلاقا من الأراضي الأفغانية إبان سيطرة حركة «طالبان» على الحكم في أعقاب الانسحاب الأمريكي في أغسطس 2021، وكذلك عودة صعود التيارات اليمينية في عدد من البلدان الأوروبية. وفي منتصف أبريل 2022، أي بعد نحو شهرين من الحرب الروسية - الأوكرانية، انتشر تسجيل صوتي منسوب إلى المتحدث باسم تنظيم داعش، دعا فيه إلى إطلاق حملة «ثأر» لمقتل زعيمه السابق أبو إبراهيم الهاشمي القرشي في غارة أمريكية في شمال سوريا في فبراير، وفي التسجيل نفسه، عول المتحدث باسم داعش على انشغال أوروبا بالحرب الدائرة في أوكرانيا، داعيا إلى استغلال الفرصة المتاحة، فأوروبا على صفيح ساخن لاستئناف شن عمليات فيها.

تزامنا، رأت مجلة تابعة لتنظيم «القاعدة» أن على أنصارها أن يجدوا طريقة للحصول على بعض من الأسلحة التي يجري تسليمها إلى المدنيين في أوكرانيا وبعد ذلك يستخدمونها لشن هجمات ضد البلدان الأوروبية.

أرقام الإرهاب:

423 شخصا يحاكمون بقضايا إرهاب في فرنسا

51 % من حوادث الإرهاب العالمية وقعت في 5 دول أفريقية

88 % من الهجمات الإرهابية وقعت في دول تعاني صراعات

3 حوادث إرهاب كبيرة شهدتها أوروبا خلال يوليو الحالي