الخونة الثمانية
الاثنين / 6 / محرم / 1445 هـ - 21:24 - الاثنين 24 يوليو 2023 21:24
قبل عدة سنوات أثار فضولي معرفة قصة اختراع قطعة الترانزستور. وهذا الترانزستور هو عبارة عن قطعة الكترونية صغيرة تستخدم للتحكم في تدفق التيار الكهربائي. وهي أحد أهم المكونات في الالكترونيات الحديثة، حيث تستخدم في العديد من الأجهزة مثل أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة والتلفزيونات والسيارات. باختصار لولاها لما وجدت الكمبيوترات وأجهزة الجوال والتطور الحاصل في الطيارات والسيارات وغيرها.
حينما تبحرت في القصة ووجدت أن هناك ثلاثة علماء توصلوا إلى هذا الاختراع وأهمهم هو العالم ويليام شوكلي، وقد حصل هذا الاختراع في عام 1947م على جائزة نوبل في الفيزياء.
سبب تركيزي على شوكلي هو أنه انتقل إلى منطقة وادي السيليكون Silicon Valley وحينها لم تكن موطن الاختراع والابتكار. عين فريق من الشباب الحاصلين على درجة الدكتوراه في تخصصات علمية متنوعة وهم كل من: جوليوس بلانك، فيكتور جرينش، جان هورني، يوجين كلاينر، جاي لاست، جوردون مور، روبرت نويس، وشيلدون روبرتس.
رغم أن شوكلي كان عالما حقيقيا ومتميزا وقد حصل على جائزة نوبل إلا أن طريقته في الإدارة كانت فاشلة جدا. استطاع بقدرته الهائلة في الفشل الإداري أن ينفر جميع هؤلاء العلماء المميزين لينشئوا شركتهم في نفس وادي السيليكون. ومن شدة غضبه منهم أطلق عليهم «الخونة الثمانية».
كان اسم تلك الشركة هي Fairchild Semiconductor وجميعهم كانوا تحت قيادة واحد منهم كان هو فعلا القائد بمعنى الكلمة، وهو روبرت نويس. هذا التحالف تحت رايته أنتج أحد أعظم اختراعات العالم وهو الدوائر المتكاملة IC في عام 1958.
كان فريق Fairchild Semiconductor يعمل على تطوير طريقة لتصنيع الدوائر المتكاملة، والتي هي دائرة كهربائية تم دمجها على شريحة واحدة من السيليكون، ونطلق عليها أحيانا Chip أو الشريحة. كانت الدوائر المتكاملة أصغر وأكثر كفاءة من الدوائر المتوازية (المستخدمة في ذلك الوقت).
كان اختراع الدوائر المتكاملة ثورة في عالم الالكترونيات، حيث أدى إلى تطوير أجهزة الكترونية جديدة وأكثر كفاءة وأصغر حجما وتكلفة أقل من أجهزة الالكترونيات السابقة. وقد ساعد اختراع الدوائر المتكاملة في تطوير العديد من التقنيات الحديثة، مثل أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة والتلفزيونات الرقمية.
لم تنته القصة هنا، بل قام هذا القائد الملهم روبرت نويس بإنشاء مجموعة أخرى من الشركات إحداها كانت شركة Intel المشهورة في صناعة المعالجات الذكية للحواسيب. بل إن بيل جيتس، أحد مؤسسي شركة أبل، كان يطارده في صغره كي يتعلم منه لدرجة أنه كان يقف على باب منزل روبرت نويس ينتظره كي «يحن عليه» ويخرج من بيته ليتكلم معه ويقوده للطريق الصحيح.
ليس كل من قرأ كتابا أو أخذ دورة (دورات) في القيادة أصبح قائدا. القائد الحقيقي لا يتصنع القيادة لأن هذا تمثيل سينمائي وأغلبه مفضوح وفاشل. تبدأ القيادة من داخل الشخص في حبه لنفسه (وهذه ليست أنانية) انتقالا إلى حب الناس حوله وبغي الخير لهم. بعد هذه الرغبة الصادقة تكون أدوات القيادة ناجحة وفعالة وتثمر بنتائجها الكبيرة على المدى القريب والبعيد.
HUSSAINBASSI @
حينما تبحرت في القصة ووجدت أن هناك ثلاثة علماء توصلوا إلى هذا الاختراع وأهمهم هو العالم ويليام شوكلي، وقد حصل هذا الاختراع في عام 1947م على جائزة نوبل في الفيزياء.
سبب تركيزي على شوكلي هو أنه انتقل إلى منطقة وادي السيليكون Silicon Valley وحينها لم تكن موطن الاختراع والابتكار. عين فريق من الشباب الحاصلين على درجة الدكتوراه في تخصصات علمية متنوعة وهم كل من: جوليوس بلانك، فيكتور جرينش، جان هورني، يوجين كلاينر، جاي لاست، جوردون مور، روبرت نويس، وشيلدون روبرتس.
رغم أن شوكلي كان عالما حقيقيا ومتميزا وقد حصل على جائزة نوبل إلا أن طريقته في الإدارة كانت فاشلة جدا. استطاع بقدرته الهائلة في الفشل الإداري أن ينفر جميع هؤلاء العلماء المميزين لينشئوا شركتهم في نفس وادي السيليكون. ومن شدة غضبه منهم أطلق عليهم «الخونة الثمانية».
كان اسم تلك الشركة هي Fairchild Semiconductor وجميعهم كانوا تحت قيادة واحد منهم كان هو فعلا القائد بمعنى الكلمة، وهو روبرت نويس. هذا التحالف تحت رايته أنتج أحد أعظم اختراعات العالم وهو الدوائر المتكاملة IC في عام 1958.
كان فريق Fairchild Semiconductor يعمل على تطوير طريقة لتصنيع الدوائر المتكاملة، والتي هي دائرة كهربائية تم دمجها على شريحة واحدة من السيليكون، ونطلق عليها أحيانا Chip أو الشريحة. كانت الدوائر المتكاملة أصغر وأكثر كفاءة من الدوائر المتوازية (المستخدمة في ذلك الوقت).
كان اختراع الدوائر المتكاملة ثورة في عالم الالكترونيات، حيث أدى إلى تطوير أجهزة الكترونية جديدة وأكثر كفاءة وأصغر حجما وتكلفة أقل من أجهزة الالكترونيات السابقة. وقد ساعد اختراع الدوائر المتكاملة في تطوير العديد من التقنيات الحديثة، مثل أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة والتلفزيونات الرقمية.
لم تنته القصة هنا، بل قام هذا القائد الملهم روبرت نويس بإنشاء مجموعة أخرى من الشركات إحداها كانت شركة Intel المشهورة في صناعة المعالجات الذكية للحواسيب. بل إن بيل جيتس، أحد مؤسسي شركة أبل، كان يطارده في صغره كي يتعلم منه لدرجة أنه كان يقف على باب منزل روبرت نويس ينتظره كي «يحن عليه» ويخرج من بيته ليتكلم معه ويقوده للطريق الصحيح.
ليس كل من قرأ كتابا أو أخذ دورة (دورات) في القيادة أصبح قائدا. القائد الحقيقي لا يتصنع القيادة لأن هذا تمثيل سينمائي وأغلبه مفضوح وفاشل. تبدأ القيادة من داخل الشخص في حبه لنفسه (وهذه ليست أنانية) انتقالا إلى حب الناس حوله وبغي الخير لهم. بعد هذه الرغبة الصادقة تكون أدوات القيادة ناجحة وفعالة وتثمر بنتائجها الكبيرة على المدى القريب والبعيد.
HUSSAINBASSI @