العالم

تقارب جورجيا من روسيا.. لعب بالنار

أفدالياني: تبليسي رفضت الانضمام إلى عقوبات الغرب ضد موسكو

مظاهرات في جورجيا تعاطفا مع أوكرانيا (مكة)
يقول المحلل السياسي الدكتور إميل أفدالياني، أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأوروبية، ومدير دراسات الشرق الأوسط بمركز أبحاث جيوكيس في جورجيا، إنه منذ بدء غزو روسيا واسع النطاق لأوكرانيا، ترفض جورجيا الانضمام للعقوبات ضد موسكو، ولم تنتقدها علانية رغم تصرفاتها في أوكرانيا، وكان رد فعل روسيا إزاء ذلك الإعلان في مايو الماضي استئناف الرحلات المباشرة بين الدولتين وإلغاء متطلبات التأشيرات المفروضة على مواطني جورجيا.

ويرى في تقرير نشره موقع مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي أن تقارب البلدين لعب بالنار، مشيرا أن تصرفات جورجيا تبدو غير منطقية بوجه خاص باعتبار أن العلاقات بين الدولتين لم تكن سهلة منذ مطلع تسعينات القرن الماضي، خاصة بعد عام 2008، عندما غزت روسيا أراضيها، واحتفظت موسكو بالفعل بالسيطرة على أكثر من 20% من أراضي جورجيا منذ ذلك الحين، مع إقامة قواعد عسكرية في منطقتي أبخازا وأوسيتيا الجنوبية الانفصاليتين عن جورجيا.

ويأتي هذا التقدم في العلاقات مع روسيا في الوقت الذي ساءت فيه علاقات تبليسي مع شركائها الغربيين التقليديين، وتشهد الانتقادات المتبادلة تزايدا، وهناك شكوك حول تقدم جورجيا بالنسبة لمعظم التوصيات الـ12 التي حددها الاتحاد الأوروبي كي تنال وضع دولة مرشحة للانضمام للاتحاد الأوروبي.

ويقول أفدالياني إن دوافع حكومة جورجيا وراء هذا التحسن في العلاقات مع موسكو متنوعة، لكن أحد العوامل الرئيسية يتمثل في الأهمية الإقليمية المتزايدة لجورجيا، فالحرب المطولة في أوكرانيا أرغمت الاتحاد الأوروبي على إعادة تقييم اعتماده على روسيا في الحصول على الطاقة، وفي مجال التجارة، ودفعته إلى البحث عن طرق بديلة يمكنه من خلالها الوصول إلى الصين ووسط آسيا. ويبدو أن طريق الممر الأوسط الذي يمر عبر جورجيا هو الخيار الأكثر ملاءمة.

وتعتمد تقديرات تبليسي على إدراك أن لدى جورجيا الآن ما يمكن أن تقدمه لروسيا أكثر مما كانت تفعل قبل 2022، مما يزيد من قيمتها ونفوذها لدى موسكو، ومن مصلحة روسيا أن تظل الحدود مع جورجيا مفتوحة، حيث يساعد ذلك في توفير طريق لروسيا إلى تركيا وأرمينيا. وثانيا يعني تحسين العلاقات مع جورجيا بالنسبة لروسيا أن العلاقات بين جورجيا والاتحاد الأوروبي يمكن أن تزداد ركودا: وهو ما سيؤدي إلى تضاؤل النفوذ الغربي في المنطقة. وثالثا يمكن أن تلعب جورجيا بورقة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، من خلال اضمحلال طلب الانضمام لعضويته.

وهناك اعتبار آخر، وهو أن تبليسي ترى أن المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا تبدو غير كافية لإنهاء الحرب، بينما نجحت روسيا في الاحتفاظ بسيطرتها على أجزاء كبيرة من البلاد. ويعتقد المسؤولون في جورجيا أن ميزان القوة يتحول لصالح روسيا، وأن توسع الناتو هو الذي أدى إلى اندلاع الحرب في أوكرانيا. ومع ذلك فإن هذه الحسابات الجيوسياسية محفوفة أيضا بخطر احتمال أن تكون خاطئة، مما سيكون له تأثيرات دائمة على جورجيا ورعاتها في الغرب.

واختتم أفدالياني تقريره بالقول إن أي تطبيع للعلاقات بين تبليسي وموسكو سوف يفضي في نهاية المطاف إلى قضية وحدة أراضي جورجيا، ومن المعروف أن روسيا أعربت على الدوام عن عدم استعدادها لتقديم أي تنازلات في هذا الصدد، كما أنها ليست مستعدة للتنازل طواعية عن أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية حال هزيمتها في أوكرانيا.

العلاقات التجارية بين البلدين في 2022
  • 652 مليون دولار زيادة في صادرات جورجيا لروسيا
  • 1.8 مليار دولار ارتفاع في حجم الواردات
  • 6.8 % نسبة زيادة صادرات جورجيا
  • 79 % زيادة في حجم الواردات لجورجيا