استطلاع: "تكاليف المعيشة" و"البطالة" أكبر مخاوف الشباب العربي.. و82% من السعوديين يثقون في إدارة بلادهم
الشباب الخليجي أكثر تفاؤلاً بشأن بدء أعمالهم الخاصة.. 59% منهم يرون الأمر سهلًا
الثلاثاء / 30 / ذو الحجة / 1444 هـ - 16:47 - الثلاثاء 18 يوليو 2023 16:47
كشف استطلاع رأي، عن عدم ثقة ثلثي الشباب العربي خارج منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، بقدرة حكوماتهم على معالجة أهم مشاكلهم مثل البطالة والفساد وارتفاع تكاليف المعيشة.
وأجري الاستطلاع خلال الفترة الممتدة من 27 مارس – 12 أبريل 2023، وتضمن 3,600 مقابلة شخصية مع شبان وشابات عرب تراوحت أعمارهم بين 18- 24 عاماً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وتوزعت عينة المشاركين، بالتساوي بين الجنسين في 53 مدينة ضمن 18 دولة عربية بما فيها جنوب السودان للمرة الأولى. وأجريت المقابلات بشكل شخصي وليس إلكتروني لضمان دقة البحث وتوضيح الفروق الدقيقة قدر الإمكان في آراء الشباب العربي عبر جميع أنحاء المنطقة.
وأوضح الاستطلاع، أن 54% من الشباب المشاركين يقولون إن قيادات بلدانهم لا تهتم لرأيهم، بانخفاض كبير بنسبة 19% عن عام 2022 من حيث عدد الشباب العرب الذين قالوا إن صوتهم مهم لقيادات بلدانهم. ولايزال هذا الشعور الأبرز على مر السنوات الخمس الماضية، مدفوعاً بشكل أساسي بآراء شباب دول شرق المتوسط وشمال أفريقيا، وفقًا لـ 'أصداء بي سي دبليو'.
•حكومات تنتهج السياسات الصحيحة
وأظهر الاستطلاع، أن أكثر من ثلاثة أرباع الشباب العربي في دول مجلس التعاون الخليجي بنسبة 78٪، يرون أن صوتهم مهم لقيادة بلادهم، وأجمع 87% منهم على أن حكوماتهم تمتلك السياسات المناسبة لمعالجة أهم مشكلاتهم.
وعن أبرز المشكلات التي يواجهونها، أشار الشباب العربي إلى البطالة، والفساد الحكومي، وارتفاع تكاليف المعيشة، وعدم الاستقرار الاقتصادي، والتغير المناخي. وأعرب الشباب الخليجي عن ثقتهم القوية بقدرة حكوماتهم على التعامل مع جميع تلك القضايا.
ويثق 70% من الشباب السعودي في قدرة حكومته على معالجة مشكلة البطالة، وتكررت نفس النظرة الإيجابية لمعظم الشباب الإماراتي حيث قال 98٪ إنهم يثقون في الأمر ذاته، واتفق معهم شباب سلطنة عمان بنسبة 67٪، وكذلك شباب الكويت بنسبة 67٪، والبحرين 61٪، بينما قال 20٪ فقط من الشباب الخليجي إنه من الصعب العثور على وظيفة في بلدانهم
وأعرب الشبان والشابات العرب في دول مجلس التعاون الخليجي أيضاً عن ثقتهم بقدرة حكوماتهم على معالجة الفساد، وكان هذا رأي 97٪ من الشباب في دولة الإمارات، و84٪ في سلطنة عمان، و82٪ في البحرين و69٪ في السعودية، و56٪ في الكويت.
وحول ثقة الشباب في قدرة حكومته على معالجة ارتفاع تكاليف المعيشة، ذكر قال 98٪ من الشباب الإماراتيين إنهم واثقون من ذلك، كما أشار 66٪ من الشباب في السعودية والبحرين، إلى الأمر ذاته، وكذلك 64٪ من شباب سلطنة عمان، و57٪ في الكويت. بينما قال 15٪ فقط من شباب دول مجلس التعاون الخليجي إنهم يكافحون لسداد كامل نفقاتهم، وأوضح 16٪ منهم إنهم مدينون وأبرز أسباب هذه الديون القروض الطلابية بنسبة 25٪، وقروض شراء السيارات بنسبة 15٪، وقروض الزواج بنسبة 11٪، والتسوق المفرط بنسبة 9٪.
ورصد الاستطلاع مستويات عالية من ثقة الشباب في الإدارة الاقتصادية للحكومات السعودية بنسبة 82٪، و الشباب في سلطنة عمان والكويت بنسبة 73٪ لكل منهما، والشباب في البحرين بنسبة 67%٪. ونفى أكثر من 52٪ شباب دول مجلس التعاون الخليجي وجود فساد حكومي في بلدانهم، فيما اعترف 44٪ بوجود 'بعض' الفساد.
وعن ثقة الشباب الخليجي في قدرة حكوماتهم على مواجهة التغير المناخي، أعرب 97٪ من الشباب في دولة الإمارات، و75٪ في السعودية، و80٪ في سلطنة عمان، و77٪ في البحرين، و66٪ في الكويت عن ثقتهم بسياسات المناخ التي تنتهجها بلدانهم. ما يعكس ذلك تفاؤلاً واسع النطاق حيال المستقبل، حيث قال 83٪ من الشباب الخليجيين إن بلادهم تسير في الاتجاه الصحيح.
•حكومات لا تستجيب لمطالب شبابها
أضاف الاستطلاع أن ثلث الشباب العربي المشاركين في الاستطلاع من منطقة دول شمال أفريقيا وشرق المتوسط يقولون إن صوتهم مهم لقيادة بلادهم، بينما قال 63٪ من المشاركين في شمال أفريقيا و66٪ من شباب شرق المتوسط إن حكوماتهم لا تمتلك السياسات المناسبة لمعالجة أهم مشاكلهم.
ولفت حوالي ثلثي أي 61٪ من الشباب العربي في شمال إفريقيا ونحو ثلاثة أرباع 71٪ شباب دول شرق المتوسط إن بلادهم تسير في الاتجاه الخاطئ. وأعرب أربعة فقط من كل عشر (38٪) شبان وشابات عرب في شمال أفريقيا عن ثقتهم بقدرة حكوماتهم على معالجة مشكلة البطالة.
أما في منطقة شرق المتوسط التي تضم أعلى مستويات بطالة الشباب في العالم، حيث قال الثلث فقط (32٪) إن حكومتهم قادرة على معالجة تلك المشكلة. بينما أقر! أكثر من نصف شباب دول شرق المتوسط (57٪) وشمال أفريقيا (50٪) بصعوبة العثور على وظيفة جديدة في بلدانهم. كما أعرب 41٪ من الشباب في شمال أفريقيا عن ثقتهم بقدرة حكوماتهم على تحقيق الاستقرار الاقتصادي، كان هذا رأي أقل من ثلث الشباب (31٪) في دول شرق المتوسط.
ويبدي شباب دول شمال أفريقيا وشرق المتوسط تشاؤماً مماثلاً بشأن قدرة حكوماتهم على معالجة مشكلة التضخم، حيث قال 41٪ من شباب شمال أفريقيا وثلث (33٪) شباب دول شرق المتوسط إنهم لا يثقون بقدرة حكوماتهم على معالجة ارتفاع تكاليف المعيشة. وأشار نصف شباب المنطقتين تقريباً إلى إنهم يكافحون لسداد نفقاتهم بالكامل، بينما قال ربع شباب (27٪) دول شرق المتوسط و19٪ من شباب دول شمال أفريقيا إنهم يعانون من الديون – وأغلبها قروض طلابية، وفواتير طبية، وفواتير بطاقات ائتمان، وقروض شراء السيارات.
فيما يخص التغير المناخي، قال 46٪ من شباب دول شمال أفريقيا و39٪ من شباب دول شرق المتوسط إنهم يثقون بقدرة حكوماتهم على معالجة هذه المشكلة. وعلى صعيد مكافحة الفساد، قال 40٪ من شباب شمال أفريقيا و28٪ من شباب شرق المتوسط إنهم يثقون بقدرة حكوماتهم على مكافحته.
ويعتبر الكسب غير المشروع مصدر قلق واضح للشباب العربي في المنطقة، حيث قال ثلث (33٪) المشاركين في الاستطلاع إن 'الفساد الحكومي متفشٍّ كثيراً' في بلدانهم. ويخيم هذا الشعور بشكل أكبر في دول شمال أفريقيا (87٪) وشرق المتوسط (89٪).
ومن جانبه، علق سونيل جون، رئيس 'بي سي دبليو' في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، على هذه النتائج، قائلًا: 'أبرز ما يميز استطلاع هذا العام هو الانقسام الحاد مجدداً بين الشباب الخليجي وأقرانهم في دول شمال أفريقيا وشرق المتوسط'، متابعًا أن الاستطلاع رصد على مدار الخمسة عشر عاماً الماضية آمال ومخاوف الشباب العربي خارج منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، ولا سيما فيما يخص القضايا المعيشية مثل الوظائف وارتفاع تكاليف المعيشة.
واستطرد: 'وحتى لا نخسر العائد الثمين للشباب العربي، لا بد من تمهيد الطريق أمامهم لتحقيق مستقبل أفضل، وهذا ليس بالأمر البسيط في ضوء اقتصاد دول مجلس التعاون الخليجي كدول منتجة للنفط، بينما لا تزال دول شمال أفريقيا وشرق المتوسط - وتحديداً لبنان والعراق وفلسطين وسوريا والسودان واليمن – تعاني من النزاعات وتحاول التعافي من سنوات الحرب الطويلة والمدمرة'.
وأردف جون: 'إن روح التفاؤل السائدة لدى الشباب الخليجي كشفت أن تحقيق مثل هذا المستقبل أمر ممكن. وأن يقول ثلاثة أرباع الشباب الخليجي إن صوتهم مهم لقيادات بلدانهم مقارنةً بثلث الشباب فقط في دول شمال أفريقيا وشرق المتوسط، فهذا يعني الكثير ويظهر أن حكومات دول مجلس التعاون الخليجي تتفهم نبض شبابها فعلاً'.
وفي استطلاع آخر تضمن عينة المبحوثين ذاتها، تبين أن العالم العربي يتمتع بفرص واعدة لتشجيع الشباب على ريادة الأعمال، حيث قال حوالي نصف الشباب العرب المشاركين في الاستطلاع إنهم يعتزمون بدء أعمالهم الخاصة خلال السنوات الخمس المقبلة. ويعكس هذا الحماس المتزايد تجاه ريادة الأعمال ميل الشباب للعمل في القطاع الخاص بدلاً من الوظائف الحكومية.
وقد سجلت المنطقة واحداً من أعلى معدلات بطالة الشباب في العالم، والذي يزيد عن 26٪ مع وجود حوالي واحد من كل ثلاثة شباب (32٪) تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً غير منخرطين بمجالات العمل أو التعليم أو التدريب، وفقاً لتقرير البنك الدولي. وأشارت الأمم المتحدة إلى ضرورة توفير المنطقة 33.3 ملايين فرصة عمل بحلول عام 2030 لاستيعاب العدد الكبير من الشباب الراغبين بالانخراط في سوق العمل، وهي مهمة ليست بالسهلة يجب على الحكومات أن تسرع فيها.
وفيما يخص مستقبلهم المهني، كشفت نتائج الاستطلاع أن 42٪ من الشبان والشابات العرب يرغبون ببدء أعمالهم الخاصة خلال السنوات الخمس المقبلة. وبدت هذه الرغبة أكثر وضوحاً في دول مجلس التعاون الخليجي (53٪)، تليها دول شرق المتوسط (39٪) وشمال أفريقيا (37٪).
كما كان الشباب الخليجي أكثر تفاؤلاً بشأن بدء أعمالهم الخاصة، حيث قال 58٪ منهم أن بدء الأعمال في بلدانهم 'سهل جداً وسهل إلى حدٍ ما'، مقابل 79٪ من شباب دول شرق المتوسط و73٪ من شباب شمال أفريقيا قالوا إن الأمر 'صعب جداً وصعب إلى حد ما' في بلدانهم.
ووفقاً لنتائج الدراسة، فإن الإعفاءات الضريبية وتخفيض الرسوم المفروضة على الشركات الناشئة، وتعزيز فرص التدريب والتعليم، وتقديم قروض بضمان الحكومة سيشجع المزيد من الشباب العرب على بدء أعمالهم الخاصة.
وفيما يخص قطاعات الأعمال التي يفضلونها، قال 15٪ من الشباب المشاركين في الاستطلاع إنهم يريدون بدء أعمالهم الخاصة في قطاع التكنولوجيا، يليه التجارة الإلكترونية (13٪)، و المجالات الإبداعية (11٪)، والتصنيع (11٪)، والعقارات (10٪)، والمطاعم وخدمات الطعام (9٪)، وقطاعات البيع بالتجزئة والضيافة والتعليم (7٪ لكل منها).
•ميل أكبر للعمل في القطاع الخاص
من أبرز التوجهات التي رصدها الاستطلاع على مر السنوات ميل الشباب العربي بشكل متزايد للعمل في القطاع الخاص بدلاً من الوظائف الحكومية.
وكان حوالي نصف المشاركين في استطلاع عام 2019 قالوا إنهم يفضلون العمل في القطاع الحكومي مقابل أقل من الثلث (30٪) هذا العام. كما قال ثلث الشباب العربي (33٪) إنهم يفضلون بدء أعمالهم الخاصة، بزيادة قدرها 13% عن نتائج استطلاع عام 2022.
ويقول واحد من كل أربعة بما يمثل 25% من الشباب العربي إنهم يريدون بدء أعمالهم الخاصة أو العمل لدى عائلاتهم، ويشكل ذلك انخفاضاً طفيفاً عن العام الماضي (28٪)، وزيادة بنسبة 6% عن عام 2019. وفي الوقت نفسه، قال 11٪ إنهم يفضلون العمل لدى منظمة غير ربحية.
وعقب 'جون'، على هذه النتائج، قائلًا: 'لا شك أن رغبة الشباب العربي ببدء أعمالهم الخاصة تعتبر بوادر مشجعة، ولكنها في الوقت ذاته نتيجة طبيعية لصعوبة إيجاد عمل مستقر في بعض الدول. ويتعين على صناع السياسات والشركات نفسها دعم جهود الشبان والشابات الذين يرغبون في تأسيس أعمالهم الخاصة'.
وأجري الاستطلاع خلال الفترة الممتدة من 27 مارس – 12 أبريل 2023، وتضمن 3,600 مقابلة شخصية مع شبان وشابات عرب تراوحت أعمارهم بين 18- 24 عاماً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وتوزعت عينة المشاركين، بالتساوي بين الجنسين في 53 مدينة ضمن 18 دولة عربية بما فيها جنوب السودان للمرة الأولى. وأجريت المقابلات بشكل شخصي وليس إلكتروني لضمان دقة البحث وتوضيح الفروق الدقيقة قدر الإمكان في آراء الشباب العربي عبر جميع أنحاء المنطقة.
وأوضح الاستطلاع، أن 54% من الشباب المشاركين يقولون إن قيادات بلدانهم لا تهتم لرأيهم، بانخفاض كبير بنسبة 19% عن عام 2022 من حيث عدد الشباب العرب الذين قالوا إن صوتهم مهم لقيادات بلدانهم. ولايزال هذا الشعور الأبرز على مر السنوات الخمس الماضية، مدفوعاً بشكل أساسي بآراء شباب دول شرق المتوسط وشمال أفريقيا، وفقًا لـ 'أصداء بي سي دبليو'.
•حكومات تنتهج السياسات الصحيحة
وأظهر الاستطلاع، أن أكثر من ثلاثة أرباع الشباب العربي في دول مجلس التعاون الخليجي بنسبة 78٪، يرون أن صوتهم مهم لقيادة بلادهم، وأجمع 87% منهم على أن حكوماتهم تمتلك السياسات المناسبة لمعالجة أهم مشكلاتهم.
وعن أبرز المشكلات التي يواجهونها، أشار الشباب العربي إلى البطالة، والفساد الحكومي، وارتفاع تكاليف المعيشة، وعدم الاستقرار الاقتصادي، والتغير المناخي. وأعرب الشباب الخليجي عن ثقتهم القوية بقدرة حكوماتهم على التعامل مع جميع تلك القضايا.
ويثق 70% من الشباب السعودي في قدرة حكومته على معالجة مشكلة البطالة، وتكررت نفس النظرة الإيجابية لمعظم الشباب الإماراتي حيث قال 98٪ إنهم يثقون في الأمر ذاته، واتفق معهم شباب سلطنة عمان بنسبة 67٪، وكذلك شباب الكويت بنسبة 67٪، والبحرين 61٪، بينما قال 20٪ فقط من الشباب الخليجي إنه من الصعب العثور على وظيفة في بلدانهم
وأعرب الشبان والشابات العرب في دول مجلس التعاون الخليجي أيضاً عن ثقتهم بقدرة حكوماتهم على معالجة الفساد، وكان هذا رأي 97٪ من الشباب في دولة الإمارات، و84٪ في سلطنة عمان، و82٪ في البحرين و69٪ في السعودية، و56٪ في الكويت.
وحول ثقة الشباب في قدرة حكومته على معالجة ارتفاع تكاليف المعيشة، ذكر قال 98٪ من الشباب الإماراتيين إنهم واثقون من ذلك، كما أشار 66٪ من الشباب في السعودية والبحرين، إلى الأمر ذاته، وكذلك 64٪ من شباب سلطنة عمان، و57٪ في الكويت. بينما قال 15٪ فقط من شباب دول مجلس التعاون الخليجي إنهم يكافحون لسداد كامل نفقاتهم، وأوضح 16٪ منهم إنهم مدينون وأبرز أسباب هذه الديون القروض الطلابية بنسبة 25٪، وقروض شراء السيارات بنسبة 15٪، وقروض الزواج بنسبة 11٪، والتسوق المفرط بنسبة 9٪.
ورصد الاستطلاع مستويات عالية من ثقة الشباب في الإدارة الاقتصادية للحكومات السعودية بنسبة 82٪، و الشباب في سلطنة عمان والكويت بنسبة 73٪ لكل منهما، والشباب في البحرين بنسبة 67%٪. ونفى أكثر من 52٪ شباب دول مجلس التعاون الخليجي وجود فساد حكومي في بلدانهم، فيما اعترف 44٪ بوجود 'بعض' الفساد.
وعن ثقة الشباب الخليجي في قدرة حكوماتهم على مواجهة التغير المناخي، أعرب 97٪ من الشباب في دولة الإمارات، و75٪ في السعودية، و80٪ في سلطنة عمان، و77٪ في البحرين، و66٪ في الكويت عن ثقتهم بسياسات المناخ التي تنتهجها بلدانهم. ما يعكس ذلك تفاؤلاً واسع النطاق حيال المستقبل، حيث قال 83٪ من الشباب الخليجيين إن بلادهم تسير في الاتجاه الصحيح.
•حكومات لا تستجيب لمطالب شبابها
أضاف الاستطلاع أن ثلث الشباب العربي المشاركين في الاستطلاع من منطقة دول شمال أفريقيا وشرق المتوسط يقولون إن صوتهم مهم لقيادة بلادهم، بينما قال 63٪ من المشاركين في شمال أفريقيا و66٪ من شباب شرق المتوسط إن حكوماتهم لا تمتلك السياسات المناسبة لمعالجة أهم مشاكلهم.
ولفت حوالي ثلثي أي 61٪ من الشباب العربي في شمال إفريقيا ونحو ثلاثة أرباع 71٪ شباب دول شرق المتوسط إن بلادهم تسير في الاتجاه الخاطئ. وأعرب أربعة فقط من كل عشر (38٪) شبان وشابات عرب في شمال أفريقيا عن ثقتهم بقدرة حكوماتهم على معالجة مشكلة البطالة.
أما في منطقة شرق المتوسط التي تضم أعلى مستويات بطالة الشباب في العالم، حيث قال الثلث فقط (32٪) إن حكومتهم قادرة على معالجة تلك المشكلة. بينما أقر! أكثر من نصف شباب دول شرق المتوسط (57٪) وشمال أفريقيا (50٪) بصعوبة العثور على وظيفة جديدة في بلدانهم. كما أعرب 41٪ من الشباب في شمال أفريقيا عن ثقتهم بقدرة حكوماتهم على تحقيق الاستقرار الاقتصادي، كان هذا رأي أقل من ثلث الشباب (31٪) في دول شرق المتوسط.
ويبدي شباب دول شمال أفريقيا وشرق المتوسط تشاؤماً مماثلاً بشأن قدرة حكوماتهم على معالجة مشكلة التضخم، حيث قال 41٪ من شباب شمال أفريقيا وثلث (33٪) شباب دول شرق المتوسط إنهم لا يثقون بقدرة حكوماتهم على معالجة ارتفاع تكاليف المعيشة. وأشار نصف شباب المنطقتين تقريباً إلى إنهم يكافحون لسداد نفقاتهم بالكامل، بينما قال ربع شباب (27٪) دول شرق المتوسط و19٪ من شباب دول شمال أفريقيا إنهم يعانون من الديون – وأغلبها قروض طلابية، وفواتير طبية، وفواتير بطاقات ائتمان، وقروض شراء السيارات.
فيما يخص التغير المناخي، قال 46٪ من شباب دول شمال أفريقيا و39٪ من شباب دول شرق المتوسط إنهم يثقون بقدرة حكوماتهم على معالجة هذه المشكلة. وعلى صعيد مكافحة الفساد، قال 40٪ من شباب شمال أفريقيا و28٪ من شباب شرق المتوسط إنهم يثقون بقدرة حكوماتهم على مكافحته.
ويعتبر الكسب غير المشروع مصدر قلق واضح للشباب العربي في المنطقة، حيث قال ثلث (33٪) المشاركين في الاستطلاع إن 'الفساد الحكومي متفشٍّ كثيراً' في بلدانهم. ويخيم هذا الشعور بشكل أكبر في دول شمال أفريقيا (87٪) وشرق المتوسط (89٪).
ومن جانبه، علق سونيل جون، رئيس 'بي سي دبليو' في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، على هذه النتائج، قائلًا: 'أبرز ما يميز استطلاع هذا العام هو الانقسام الحاد مجدداً بين الشباب الخليجي وأقرانهم في دول شمال أفريقيا وشرق المتوسط'، متابعًا أن الاستطلاع رصد على مدار الخمسة عشر عاماً الماضية آمال ومخاوف الشباب العربي خارج منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، ولا سيما فيما يخص القضايا المعيشية مثل الوظائف وارتفاع تكاليف المعيشة.
واستطرد: 'وحتى لا نخسر العائد الثمين للشباب العربي، لا بد من تمهيد الطريق أمامهم لتحقيق مستقبل أفضل، وهذا ليس بالأمر البسيط في ضوء اقتصاد دول مجلس التعاون الخليجي كدول منتجة للنفط، بينما لا تزال دول شمال أفريقيا وشرق المتوسط - وتحديداً لبنان والعراق وفلسطين وسوريا والسودان واليمن – تعاني من النزاعات وتحاول التعافي من سنوات الحرب الطويلة والمدمرة'.
وأردف جون: 'إن روح التفاؤل السائدة لدى الشباب الخليجي كشفت أن تحقيق مثل هذا المستقبل أمر ممكن. وأن يقول ثلاثة أرباع الشباب الخليجي إن صوتهم مهم لقيادات بلدانهم مقارنةً بثلث الشباب فقط في دول شمال أفريقيا وشرق المتوسط، فهذا يعني الكثير ويظهر أن حكومات دول مجلس التعاون الخليجي تتفهم نبض شبابها فعلاً'.
وفي استطلاع آخر تضمن عينة المبحوثين ذاتها، تبين أن العالم العربي يتمتع بفرص واعدة لتشجيع الشباب على ريادة الأعمال، حيث قال حوالي نصف الشباب العرب المشاركين في الاستطلاع إنهم يعتزمون بدء أعمالهم الخاصة خلال السنوات الخمس المقبلة. ويعكس هذا الحماس المتزايد تجاه ريادة الأعمال ميل الشباب للعمل في القطاع الخاص بدلاً من الوظائف الحكومية.
وقد سجلت المنطقة واحداً من أعلى معدلات بطالة الشباب في العالم، والذي يزيد عن 26٪ مع وجود حوالي واحد من كل ثلاثة شباب (32٪) تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً غير منخرطين بمجالات العمل أو التعليم أو التدريب، وفقاً لتقرير البنك الدولي. وأشارت الأمم المتحدة إلى ضرورة توفير المنطقة 33.3 ملايين فرصة عمل بحلول عام 2030 لاستيعاب العدد الكبير من الشباب الراغبين بالانخراط في سوق العمل، وهي مهمة ليست بالسهلة يجب على الحكومات أن تسرع فيها.
وفيما يخص مستقبلهم المهني، كشفت نتائج الاستطلاع أن 42٪ من الشبان والشابات العرب يرغبون ببدء أعمالهم الخاصة خلال السنوات الخمس المقبلة. وبدت هذه الرغبة أكثر وضوحاً في دول مجلس التعاون الخليجي (53٪)، تليها دول شرق المتوسط (39٪) وشمال أفريقيا (37٪).
كما كان الشباب الخليجي أكثر تفاؤلاً بشأن بدء أعمالهم الخاصة، حيث قال 58٪ منهم أن بدء الأعمال في بلدانهم 'سهل جداً وسهل إلى حدٍ ما'، مقابل 79٪ من شباب دول شرق المتوسط و73٪ من شباب شمال أفريقيا قالوا إن الأمر 'صعب جداً وصعب إلى حد ما' في بلدانهم.
ووفقاً لنتائج الدراسة، فإن الإعفاءات الضريبية وتخفيض الرسوم المفروضة على الشركات الناشئة، وتعزيز فرص التدريب والتعليم، وتقديم قروض بضمان الحكومة سيشجع المزيد من الشباب العرب على بدء أعمالهم الخاصة.
وفيما يخص قطاعات الأعمال التي يفضلونها، قال 15٪ من الشباب المشاركين في الاستطلاع إنهم يريدون بدء أعمالهم الخاصة في قطاع التكنولوجيا، يليه التجارة الإلكترونية (13٪)، و المجالات الإبداعية (11٪)، والتصنيع (11٪)، والعقارات (10٪)، والمطاعم وخدمات الطعام (9٪)، وقطاعات البيع بالتجزئة والضيافة والتعليم (7٪ لكل منها).
•ميل أكبر للعمل في القطاع الخاص
من أبرز التوجهات التي رصدها الاستطلاع على مر السنوات ميل الشباب العربي بشكل متزايد للعمل في القطاع الخاص بدلاً من الوظائف الحكومية.
وكان حوالي نصف المشاركين في استطلاع عام 2019 قالوا إنهم يفضلون العمل في القطاع الحكومي مقابل أقل من الثلث (30٪) هذا العام. كما قال ثلث الشباب العربي (33٪) إنهم يفضلون بدء أعمالهم الخاصة، بزيادة قدرها 13% عن نتائج استطلاع عام 2022.
ويقول واحد من كل أربعة بما يمثل 25% من الشباب العربي إنهم يريدون بدء أعمالهم الخاصة أو العمل لدى عائلاتهم، ويشكل ذلك انخفاضاً طفيفاً عن العام الماضي (28٪)، وزيادة بنسبة 6% عن عام 2019. وفي الوقت نفسه، قال 11٪ إنهم يفضلون العمل لدى منظمة غير ربحية.
وعقب 'جون'، على هذه النتائج، قائلًا: 'لا شك أن رغبة الشباب العربي ببدء أعمالهم الخاصة تعتبر بوادر مشجعة، ولكنها في الوقت ذاته نتيجة طبيعية لصعوبة إيجاد عمل مستقر في بعض الدول. ويتعين على صناع السياسات والشركات نفسها دعم جهود الشبان والشابات الذين يرغبون في تأسيس أعمالهم الخاصة'.