الرأي

قهوتك والاستركنين

نبيل عبدالحفيظ الحكمي
عزيزي القارئ أتمنى أن تكون حصلت على جرعتك اليوم من «الكافيين» المادة سحرية المفعول من كأسك المفضل من القهوة، وإذا لم تشرب قهوتك بعد أرجو منك أن تجهز كأس قهوتك قبل أن تكمل المقالة، بشرط ألا تشربها إلا إذا انتهيت من قراءة مقالة اليوم.

هل تعلم ما هي علاقة قهوتك بمادة «الاستركنين» (Strychnine)؟

قام رجل الأعمال والمؤلف الأمريكي «جيم رون» بالإجابة على هذا السؤال، ولكن قبل أن نذكر الإجابة دعنا نتحدث قليلا عن مادة «الاستركنين» أو بالأحرى ما هو هذا «السم»؟

«الاستركنين» هو سم قاتل عديم اللون وله الطعم مر ويستخلص من بذور بعض النباتات مثل شجرة «الستريكنوس نوكس فوميكا».

ويعتبر سما قويا جدا يؤثر على الجهاز العصبي المركزي، ويسبب تشنجات العضلات، وفي النهاية يؤدي إلى الموت بالاختناق.

تم استخدام «الاستركنين» في الماضي كمبيد للآفات، ولكن بسبب سميته الشديدة، تم حظر استخدامه في العديد من دول العالم.

وأذكر جيدا عندما كنت طالبا في كلية الصيدلة بجامعة الملك عبدالعزيز في السنة الثالثة خلال دراستي في برنامج «دكتور صيدلي» أننا قمنا بتجربة علمية، وذلك بحقن مادة «الاستركنين» في فئران التجارب، وذلك بهدف دراسة آثار هذه المادة على الجسم، فكان تأثيرها قويا جدا وخلال ثوان معدودات أدت إلى الوفاة.

وبالعودة إلى سؤال اليوم وهو: ما علاقة القهوة بهذه المادة السامة؟

تمكن هذه العلاقة بأهمية «حراسة عقلك».

ماذا لو قام أي شخص بوضع أي شيء في قهوتك وخاصة التي أعددتها قبل قليل ولم تقم بشربها إلى الآن؟ ماذا لو وضع أسوأ أعدائك «السكر» في قهوتك؟ ما الذي سوف يحدث لك إذا شربت هذه القهوة؟

الجواب لن يحدث أي شيء غير أنك سوف تحصل على قهوة حلوة المذاق ورائعة.

سؤال آخر: ماذا لو وضع أو أوقع أحد أفراد عائلتك، أو صديق، أو زميلك في العمل أو أقرب المقربين لك سواء بالقصد أو بالخطأ مادة «الاستركنين» في قهوتك؟ ماذا سوف يحدث لك؟

قد تكون حياتنا عبارة عن مزيج من «السكر» و«الاستركنين» القاتل.

لهذا السبب لا بد أن تحرص أشد الحرص على حراسة وحماية قهوتك دائما سواء من أقرب المقربين لك أو أشد أعدائك.

يؤكد «جيم رون» على أن علاقة قهوتك و«الاستركنين» تنعكس على مجمل جوانب حياتك المهنية والشخصية، حيث لا بد أن تكون حارسا لعقلك وعملك وحياتك من التأثيرات السلبية سواء بقصد أو غير قصد.

وإذا وقع التأثير السلبي فلن يفيد بعدها إذا كان عدوك أو صديقك، فالتأثير قد حدث.

ينبغي اختيار المعلومات التي نستقبلها بعناية، وأن نكون حذرين فيما يتعلق بالأشخاص الذين نسمح لهم بالتعامل معنا أو بالتأثير علينا.

كن حذرا في اختيار الأشخاص الذين تسمح لهم بالتأثير عليك، فالأشخاص الذين نقضي معهم الوقت لهم تأثير كبير على أفكارنا ومشاعرنا وسلوكياتنا، اختر الأشخاص الإيجابيين والمشجعين والداعمين.

قد يؤذيك أعز الأشخاص على قلبك أكثر بكثير جدا من أشد أعدائك حتى إذا كان من غير قصد.

من المهم أن تخصص وقتا للتفكير في أفكارك ومشاعرك وسلوكياتك. سيساعدك هذا على التعرف على أي تأثير سلبي سواء كانت أفعالا أو أقوالا أو أفكارا يمكن أن تؤثر على حياتك.

لذلك عزيزي القارئ تذكر دائما قبل شرب قهوتك اليومية.. علاقتها بمادة «الاستركنين».

nabilalhakamy@