روسيا تراهن على التنين في معركة الغرب
كوروستيكوف: هناك تنازلات مذلة وأحادية الجانب.. وبكين تستخدم نفوذها بقوة
الاثنين / 22 / ذو الحجة / 1444 هـ - 22:29 - الاثنين 10 يوليو 2023 22:29
يرى المحلل الروسي ميخائيل كوروستيكوف أنه منذ بداية الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا، زاد التعاون الصيني الروسي في كل الاتجاهات، ولم تخف موسكو حقيقة أنها تراهن على التنين الصيني في المواجهة مع الغرب، معتبرة بكين مركز قوة بديلا له مصالح وقيم مشابهة لمصالحها وقيمها.
وزاد حجم التجارة بين الدولتين، والذي وصل إلى رقم قياسي العام الماضي بلغ 190 مليار دولار، بنسبة أخرى بلغت 39% في الربع الأول من العام الحالي مقارنة بالفترة نفسها عام 2022، وارتفعت بشكل كبير صادرات روسيا من المواد الخام إلى الصين ووارداتها من البضائع الصينية.
وقال كوروستيكوف، وهو محلل متمرس بالنسبة لسياسات الحكومات فيما يتعلق بالتمويل الأخضر، الاقتصاد والسياسة الخارجية وأجندة التنمية، إنه مما لا يثير الدهشة، إن كل هذا قد أثار أقاويل بأن بكين تستخدم نفوذها الاقتصادي والقطيعة بين روسيا والغرب لتحويل موسكو إلى دمية مطيعة سهلة الانقياد، مما يفرض عليها التنازلات المذلة وأحادية الجانب.
صقور الحرب
وأضاف كوروستيكوف في التقرير الذي نشره معهد كارنيجي للسلام الدولي، أن هذه المخاوف تساور كلا من أشد المنتقدين للنظام الروسي في الغرب، والصقور المؤيدين للحرب داخل روسيا على السواء.
وقد أدى الفرق البالغ أكثر من عشرة أضعاف في حجم الاقتصادين الروسي والصيني إلى تحويل التعبير «الاعتماد القائم على التبعية» إلى شيء ما يقترب من الحكمة المقبولة.
غير أن كوروستيكوف أضاف، بأنه عند التدقيق الشديد يصبح واضحا أن هذا الاعتماد ليس أحادي الجانب بشكل كبير ، لأن روسيا لا يزال لديها هي الأخرى كثير من النفوذ.
وتعد الصين حاليا الشريك التجاري الأكبر لنحو 120 دولة، كثير منها أكثر اعتمادا من الناحية الاقتصادية عليها من روسيا، ولا يمنع هذا الاختلال في التوازن هذه الدول من إبرام اتفاقيات للاستثمار، والدخول في نزاعات حدودية منذ عقود مع بكين، أو أن تصبح حلفاء للولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي.
تحذيرات غربية
في حالة روسيا هناك تحذير يتعلق بصادرات الغاز، إذ تحد البنية التحتية من المرونة، غير أنه عندما يتعلق الأمر بالنفط، فإن خيار روسيا للشركاء أوسع نطاقا بكثير.
وحتى الآن، فإن حجم صادرات روسيا النفطية إلى الهند (1.7 مليون برميل في اليوم )، ودول نامية أصغر (1.6 مليون برميل في اليوم)، بالمقارنة بالصادرات للصين (7.2 ملايين برميل في اليوم).
وبالنسبة للواردات الروسية، ليس الصين فحسب، ولكن أيضا عددا من الدول الأخرى (تركيا والإمارات والهند ودول آسيا الوسطى)، بدأت تصبح مراكز للتجارة الموازية، إذ تعيد بيع البضائع المحظورة بموجب العقوبات إلى روسيا، وهذه الدول قادرة تماما على أن تضمن على الأقل بعض التدفق للبضائع الضرورية إلى السوق الروسية، إذا توترت علاقات موسكو مع بكين.
عملاء الاستخبارات
رغم كل الحديث عن الاعتماد القائم على التبعية، لم تنضم روسيا حتى الآن إلى مشروع الصين الرئيس، وهو مبادرة الحزام والطريق، أو تعترف بمطالب الصين في بحر الصين الجنوبي. كما أن موسكو ليست في عجلة من أمرها لإبرام اتفاقيات الامتيازات القاسية الجائرة مع الصين، أو حتى تعديل تشريع لهذه الغرض.
وبعد مرور قرابة عام ونصف على الغزو الواسع النطاق، تتبع العلاقة بين روسيا والصين بشكل كبير القواعد نفسها كما كان من قبل، وزادت استثمارات الصين في روسيا بنسبة 150% في 2022، ولكنها ما زالت نسبة صغيرة نسبيا، وذلك من ناحية لأن موسكو ليست مستعدة لقبول الاستثمار الصيني بدون قيود معينة.
وعلاوة على ذلك، أكدت موسكو على نحو غير مباشر استقلالها خلال سجن عملاء للاستخبارات الصينية، وأعلنت الأجهزة الروسية الخاصة عمدا عن هذه الحالات، رغم أنه كان من السهل للغاية التزام الصمت لتجنب إثارة غضب بكين.
مقاومة العقوبات
في حال محاولة حقيقية من جانب الصين لجعل روسيا دولة تابعة، فإن من المرجح تفضيل القيادة الروسية حرمان الروس من البضائع الصينية عن الخضوع لبكين.
وأخيرا، لم تؤد الحرب إلى تقوية موقف الصين في علاقاتها مع روسيا فحسب، بل إنها عادت على بكين بكثير من المزايا المهمة، أبرزها المعلومات عن مقاومة العقوبات وعن القتال في حرب ضد نظم الأسلحة الغربية، والتي لا تستطيع الصين الحصول عليها من أي مكان آخر غير موسكو.
وعدت بكين منذ أمد طويل المواجهة الآخذة في التصعيد مع الغرب أمرا حتميا، وأن هذا الموقف ليس دون سبب، وإذ إن بكين ليس لديها أي نية لتغيير نهجها، فإن فرض عقوبات جديدة ضد الصين يبدو فقط مسألة وقت.
ويسمح التعاون الوثيق مع الكرملين وهيئات روسية رسمية آخري لبكين، بأن تفهم الكيفية التي تؤثر بها العقوبات على الاقتصاد، وما الوسائل الموجودة للالتفاف عليها، والكيفية التي سيعمل بها النظام المالي، وما إجراءات الحماية الفعالة، وما الإجراءات غير الفعالة.
اختبار الأسلحة
تعد الخبرة التي يكتسبها حاليا الجيش الروسي في أوكرانيا أكثر إثارة للاهتمام بالنسبة لبكين، وجزء كبير من الأسلحة الصينية إما يتم شراؤها من روسيا، أو تم تطويرها من نماذج روسية أو سوفيتية.
وفي أوكرانيا ، يتم اختبار قوة هذه الأسلحة وقدرتها على الاستمرار على نطاق واسع ضد نظيرتها الغربية، وفي ظروف حرب حقيقية، ومن المؤكد أن هذه الخبرة ربما لا يتم تطبيقها بالكامل في حال شن هجوم على تايوان، ولكن حتى عُشر هذه المعلومات كان سيتعين أن تحصل عليه الصين نظير ثمن، وهو دماء الجنود إذا قررت التحرك للحصول عليها بنفسها. وبدلا من ذلك، فإن التعاون العسكري الراسخ بين الدولتين يعطي الصين حرية الوصول إلى المعلومات دون تكاليف كبيرة.
وختم كوروستيكوف تقريره بالقول، إنه ليس لدى الصين في إطار هذه التفاعل فرصة مؤكدة لتحويل روسيا إلى دولة تابعة، ولكن الأمر المهم للغاية، أنه ليس لديها أسباب ملحة لعمل ذلك، ومن غير المحتمل أن يتغير ذلك الموقف في غضون السنوات الخمس أو العشر المقبلة.
الصين وروسيا
وزاد حجم التجارة بين الدولتين، والذي وصل إلى رقم قياسي العام الماضي بلغ 190 مليار دولار، بنسبة أخرى بلغت 39% في الربع الأول من العام الحالي مقارنة بالفترة نفسها عام 2022، وارتفعت بشكل كبير صادرات روسيا من المواد الخام إلى الصين ووارداتها من البضائع الصينية.
وقال كوروستيكوف، وهو محلل متمرس بالنسبة لسياسات الحكومات فيما يتعلق بالتمويل الأخضر، الاقتصاد والسياسة الخارجية وأجندة التنمية، إنه مما لا يثير الدهشة، إن كل هذا قد أثار أقاويل بأن بكين تستخدم نفوذها الاقتصادي والقطيعة بين روسيا والغرب لتحويل موسكو إلى دمية مطيعة سهلة الانقياد، مما يفرض عليها التنازلات المذلة وأحادية الجانب.
صقور الحرب
وأضاف كوروستيكوف في التقرير الذي نشره معهد كارنيجي للسلام الدولي، أن هذه المخاوف تساور كلا من أشد المنتقدين للنظام الروسي في الغرب، والصقور المؤيدين للحرب داخل روسيا على السواء.
وقد أدى الفرق البالغ أكثر من عشرة أضعاف في حجم الاقتصادين الروسي والصيني إلى تحويل التعبير «الاعتماد القائم على التبعية» إلى شيء ما يقترب من الحكمة المقبولة.
غير أن كوروستيكوف أضاف، بأنه عند التدقيق الشديد يصبح واضحا أن هذا الاعتماد ليس أحادي الجانب بشكل كبير ، لأن روسيا لا يزال لديها هي الأخرى كثير من النفوذ.
وتعد الصين حاليا الشريك التجاري الأكبر لنحو 120 دولة، كثير منها أكثر اعتمادا من الناحية الاقتصادية عليها من روسيا، ولا يمنع هذا الاختلال في التوازن هذه الدول من إبرام اتفاقيات للاستثمار، والدخول في نزاعات حدودية منذ عقود مع بكين، أو أن تصبح حلفاء للولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي.
تحذيرات غربية
في حالة روسيا هناك تحذير يتعلق بصادرات الغاز، إذ تحد البنية التحتية من المرونة، غير أنه عندما يتعلق الأمر بالنفط، فإن خيار روسيا للشركاء أوسع نطاقا بكثير.
وحتى الآن، فإن حجم صادرات روسيا النفطية إلى الهند (1.7 مليون برميل في اليوم )، ودول نامية أصغر (1.6 مليون برميل في اليوم)، بالمقارنة بالصادرات للصين (7.2 ملايين برميل في اليوم).
وبالنسبة للواردات الروسية، ليس الصين فحسب، ولكن أيضا عددا من الدول الأخرى (تركيا والإمارات والهند ودول آسيا الوسطى)، بدأت تصبح مراكز للتجارة الموازية، إذ تعيد بيع البضائع المحظورة بموجب العقوبات إلى روسيا، وهذه الدول قادرة تماما على أن تضمن على الأقل بعض التدفق للبضائع الضرورية إلى السوق الروسية، إذا توترت علاقات موسكو مع بكين.
عملاء الاستخبارات
رغم كل الحديث عن الاعتماد القائم على التبعية، لم تنضم روسيا حتى الآن إلى مشروع الصين الرئيس، وهو مبادرة الحزام والطريق، أو تعترف بمطالب الصين في بحر الصين الجنوبي. كما أن موسكو ليست في عجلة من أمرها لإبرام اتفاقيات الامتيازات القاسية الجائرة مع الصين، أو حتى تعديل تشريع لهذه الغرض.
وبعد مرور قرابة عام ونصف على الغزو الواسع النطاق، تتبع العلاقة بين روسيا والصين بشكل كبير القواعد نفسها كما كان من قبل، وزادت استثمارات الصين في روسيا بنسبة 150% في 2022، ولكنها ما زالت نسبة صغيرة نسبيا، وذلك من ناحية لأن موسكو ليست مستعدة لقبول الاستثمار الصيني بدون قيود معينة.
وعلاوة على ذلك، أكدت موسكو على نحو غير مباشر استقلالها خلال سجن عملاء للاستخبارات الصينية، وأعلنت الأجهزة الروسية الخاصة عمدا عن هذه الحالات، رغم أنه كان من السهل للغاية التزام الصمت لتجنب إثارة غضب بكين.
مقاومة العقوبات
في حال محاولة حقيقية من جانب الصين لجعل روسيا دولة تابعة، فإن من المرجح تفضيل القيادة الروسية حرمان الروس من البضائع الصينية عن الخضوع لبكين.
وأخيرا، لم تؤد الحرب إلى تقوية موقف الصين في علاقاتها مع روسيا فحسب، بل إنها عادت على بكين بكثير من المزايا المهمة، أبرزها المعلومات عن مقاومة العقوبات وعن القتال في حرب ضد نظم الأسلحة الغربية، والتي لا تستطيع الصين الحصول عليها من أي مكان آخر غير موسكو.
وعدت بكين منذ أمد طويل المواجهة الآخذة في التصعيد مع الغرب أمرا حتميا، وأن هذا الموقف ليس دون سبب، وإذ إن بكين ليس لديها أي نية لتغيير نهجها، فإن فرض عقوبات جديدة ضد الصين يبدو فقط مسألة وقت.
ويسمح التعاون الوثيق مع الكرملين وهيئات روسية رسمية آخري لبكين، بأن تفهم الكيفية التي تؤثر بها العقوبات على الاقتصاد، وما الوسائل الموجودة للالتفاف عليها، والكيفية التي سيعمل بها النظام المالي، وما إجراءات الحماية الفعالة، وما الإجراءات غير الفعالة.
اختبار الأسلحة
تعد الخبرة التي يكتسبها حاليا الجيش الروسي في أوكرانيا أكثر إثارة للاهتمام بالنسبة لبكين، وجزء كبير من الأسلحة الصينية إما يتم شراؤها من روسيا، أو تم تطويرها من نماذج روسية أو سوفيتية.
وفي أوكرانيا ، يتم اختبار قوة هذه الأسلحة وقدرتها على الاستمرار على نطاق واسع ضد نظيرتها الغربية، وفي ظروف حرب حقيقية، ومن المؤكد أن هذه الخبرة ربما لا يتم تطبيقها بالكامل في حال شن هجوم على تايوان، ولكن حتى عُشر هذه المعلومات كان سيتعين أن تحصل عليه الصين نظير ثمن، وهو دماء الجنود إذا قررت التحرك للحصول عليها بنفسها. وبدلا من ذلك، فإن التعاون العسكري الراسخ بين الدولتين يعطي الصين حرية الوصول إلى المعلومات دون تكاليف كبيرة.
وختم كوروستيكوف تقريره بالقول، إنه ليس لدى الصين في إطار هذه التفاعل فرصة مؤكدة لتحويل روسيا إلى دولة تابعة، ولكن الأمر المهم للغاية، أنه ليس لديها أسباب ملحة لعمل ذلك، ومن غير المحتمل أن يتغير ذلك الموقف في غضون السنوات الخمس أو العشر المقبلة.
الصين وروسيا
- 190 مليار دولار حجم التجارة بين البلدين
- %60 وأكثر من حجم التبادل لصالح بكين
- 120 دولة شريكة تجارية للصين أبرزها روسيا
- 7.2 ملايين برميل يوميا صادرت روسيا للصين
- %150 زيادة للاستثمارات الصينية في روسيا