الرأي

أكثر من 26 تريليون ريال سعودي!

نبيل عبدالحفيظ الحكمي
في دراسة شملت أكبر 2300 شركة دوائية، بلغت أرباح الصناعات الدوائية والتقنية الحيوية في جميع دول العالم 5.4 تريليونات ريال سعودي فقط في 2021، وبمعدل نمو يجاوز 16% عن 2020.

وتشير الإحصاءات إلى أن حجم السوق الدوائي العالمي في 2021 تجاوز 26 تريليون ريال سعودي! وتدفع نمو هذه الصناعات عوامل عدة، بما في ذلك: زيادة نسبة الشيخوخة التي تؤدي إلى زيادة الطلب على منتجات وخدمات الرعاية الصحية، وتزايد الأمراض المزمنة مثل السرطان والسكري وأمراض القلب، مما يتطلب علاجا طويل الأمد.

وأيضا تطوير تقنيات جديدة، مثل العلاج الجيني، مما يوفر خيارات علاجية جديدة للمرضى.

وأيضا زيادة الاستثمار في البحث والتطوير من شركات الأدوية والتقنية الحيوية.

تسهم هذه الصناعات في نمو الاقتصاد العالمي إذ توظف ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم، وتولد مليارات الدولارات من الإيرادات.

كما أنها مصدر كبير للابتكار.

يتوقع أن يكون مستقبل الصناعات الدوائية والتقنية الحيوية مشرقا، إذ من المتوقع أن تستمر هذه الصناعات في النمو خلال السنوات المقبلة، وسيخلق هذا النمو فرصا جديدة، وسيساعد في تحسين صحة ورفاهية الإنسان في جميع أنحاء العالم.

عزيز القارئ، لا يخفى عليك أن تكلفة تطوير دواء جديد مبتكر مرتفعة جدا، وغالبا ما تبلغ مليارات الريالات، وذلك بسبب العملية الطويلة والمعقدة لاكتشاف والتطوير.

ورغم ذلك يتوقع أن يكون مستقبل الصناعات الدوائية والتقنية الحيوية مشرقا، إذ من المتوقع أن تستمر هذه الصناعات في النمو في السنوات المقبلة، بدفع من العوامل المذكورة أعلاه.

ويُقدّر حجم السوق الدوائي في المملكة العربية السعودية بأكثر من 30 مليار ريال سعودي، ومن المرجح أن ينمو بمعدل نمو سنوي مركب (CAGR) يبلغ 9.5% خلال فترة التوقعات (من 2022 إلى 2032).

وتدفع نمو الصناعات الدوائية في السعودية عوامل عدة، بما في ذلك: الاستثمار الحكومي والخاص المتزايد في الرعاية الصحية، وزيادة عدد السكان المملكة، وارتفاع انتشار الأمراض المزمنة في السعودية، والزيادة في الطلب على المنتجات والخدمات الدوائية الجديدة وعالية الجودة.

إذ تعد صناعة الأدوية في السعودية مسهما رئيسا في نمو الاقتصاد السعودي، وإن تطوير وتوطين هذه الصناعات الاستراتيجية من مستهدفات رؤية المملكة 2030، حيث توظف الآلاف وتخلق أسواقا جديدة، وتعود بمليارات الريالات من التصدير، إضافة إلى كونها مصدر كبير للابتكار.

إضافة إلى ما ذُكر سابقا، تقوم حكومتنا الرشيدة بجهود جبارة لدعم هذه الصناعات، منها زيادة الإنفاق على الرعاية الصحية وتوفير الخدمات الطبية عالية الجودة للمواطنين، وتزايد الاستثمارات في البحث والتطوير، وتحسين بيئة الأعمال، وتسهيل إجراءات التراخيص، ودعم تسجيل الشركات الدوائية الجديدة في المملكة.

لا يخفى عليكم أن السعودية تعد من أكبر الأسواق الصحية في المنطقة، وتشهد زيادة في الطلب على الأدوية والمنتجات الصحية، بفعل ارتفاع معدل السكان وزيادة الحوافز لتحسين الصحة والرفاهية.

ويتزايد اهتمام السعودية بالتقنية الحيوية والابتكار في مجال الأدوية والعلاجات المتطورة، وهذا يعزز الفرص لشركات الأدوية والتقنية الحيوية في السعودية لتطوير منتجات جديدة، وتلبية الاحتياجات المتزايدة للمرضى.

علاوة على ذلك تهدف الرؤية إلى تحويل المملكة إلى مركز عالمي للابتكار وتطوير هذه الصناعات، وتشجيع الاستثمار فيها.

بشكل عام، يمكن القول إن صناعة الأدوية في السعودية تتطور بشكل ملحوظ، وتشهدت تحسينات عدة في السنوات الأخيرة، ويتوقع أن تستمر هذه الصناعة في النمو والتطوير في المستقبل القريب والبعيد، وذلك بفضل الاستثمارات الحكومية والخاصة المستمرة في البحث والتطوير، وتحسين البيئة التشريعية والتنظيمية للصناعة.

وبالتالي، فإن صناعة الأدوية في السعودية تعد من الفرص المهمة للمستثمرين وللشركات الدوائية والتقنية الحيوية، للاستثمار والتوسع في هذا السوق الواعد.

nabilalhakamy@