الرأي

هل 50% في درجات المادة مؤشر لتحقيق أهداف التعلم؟

شريف محمد الأتربي
ظهر أول نظام للتعليم في المملكة العربية السعودية بإنشاء مديرية المعارف عام 1344هـ (1926م)، والتي تعد بمثابة إرساء حجر الأساس لنظام التعليم في المملكة، ومنذ ذلك الحين والوزارة تبذل كل جهودها لتحقيق أهداف التعليم بما يتفق مع المعايير العالمية والإقليمية والمحلية.

وقد وضعت الوزارة عددا من الأهداف العامة التي يمكن من خلالها تحسين بيئة التعلم في المؤسسات التعليمية وخارجها إلى جانب مخرجات التعليم، وذلك تحقيقا لمبدأ التنافسية العالمية في التعليم والتطوير، ومن هذه الأهداف:

1 - تعزيز مشاركة الأسرة في التحضير لمستقبل أبنائهم.

2 - بناء رحلة تعليمية متكاملة.

3 - تحسين تكافؤ فرص الحصول على التعليم.

4 - تحسين مخرجات التعليم الأساسية.

5 - تحسين ترتيب المؤسسات التعليمية.

6 - توفير معارف نوعية للمتميزين في المجالات ذات الأولوية.

7 - ضمان المواءمة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل.

ويعد الهدف الرابع: تحسين مخرجات التعليم الأساسية، هو قاعدة تحسين جودة الحياة من خلال دعم ميدان العمل بكفاءات سعودية قادرة على تحمل مسؤولية الدولة والمشاركة الفاعلة في تحقيق أهداف رؤية 2030، حيث يشير الهدف إلى تحسين مخرجات التعليم الأساسية، والتي بناء عليها تبنى خطط الالتحاق بالجامعات وتحديد أعداد المتوقع التحاقهم بسوق العمل سنويا.

وخلال رحلة التعلم يجتاز الطالب المراحل الدراسية صفا بعد صف وبحد أدنى للنجاح في المواد الخاضعة للتقييم 50% وهي درجة تمثل (معيار مقبول)، وهذه النسبة هي نسبة موحدة للمقرر الدراسي كله بحيث لا تظهر من خلالها مدى قوة أو ضعف الطالب في تحقيق أهداف المقرر، حيث تكتفي أغلب المؤسسات التعليمية بتحقيق الطلبة للحد الأدنى للنجاح، ثم تبدأ في متابعة تقدمهم العلمي حسب النسب الأخرى التي تمثل باقي منحنى التعلم ابتداء من تقدير (مقبول) وانتهاء بتقدير (ممتاز).

وحتى يتم الحكم بدقة على مستوى التحصيل العلمي والمهاري والمعرفي لدى هؤلاء الطلبة الحاصلين على تقدير مقبول (50%) فنحن نحتاج إلى تحليل إحصائي لكل من: عناصر الاختبار، وإجابات هؤلاء الطلبة، حيث يمثل تحليل عناصر الاختبار ضمان تمثيله لكل أهداف المادة العلمية والوحدات والدروس المتضمنة بها، وبذلك نضمن تمثل كل الأهداف المطلوبة ضمن إطار هذا الاختبار، كذلك مدى صعوبة أسئلة الاختبار، ونوعيتها من حيث التفكير أو التحليل أو الحفظ.

أما فيما يتعلق بإجابات الطلبة فهي تمثل انعكاس أدائهم على أسئلة الاختبار بما يمثل مستوياتهم المعرفية والعلمية والمهارية تمثيلا دقيقا يمكن أن يتضح من خلاله الفجوات التعليمية الموجودة لديهم، وبالتالي يمكن وضع خطط علاجية لكل منهم لردم هذه الفجوات قبل الشروع في تدريس الصف الجديد حتى لا تزداد الفجوات تراكما ويؤدي في النهاية إلى حدوث فشل التعلم والانقطاع عن التعليم خاصة وأن أغلب المؤسسات التعليمية تضع عبء فشل الطالب عليه أولا ثم المعلم ثم أصدقاء السوء، وأخيرا المنزل.

إن تحقيق الطالب لنسبة 50% في مجمل تقويمه التعليمي ليس دليلا على تحقيقه للأهداف التعليمية المرجوة بنفس النسبة، ولكن هذه النسبة موزعة حسب ما اشتملت عليه المحكات التعليمية التي خضع لها خلال فترة تعليمية محددة؛ لذا فمن الواجب على المؤسسات التعليمية والجهات الحكومية المسؤولة العمل على وضع مصفوفات تعليمية تقيس بدقة أداء الطلبة ارتباطا بأهداف التعليم العامة وانتهاء بأهداف الدروس التعليمية.

@sherifelatrbi2