أخبار للموقع

"معراج" الكويت يدهش زوار "رحلة الكتابة والخطّ"

وفَد الخطاط جاسم معراج من الكويت إلى معرض 'رحلة الكتابة والخطّ' في نسخته الثانية بمستشفى عرقة في مدينة الرياض الذي تنظمه وزارة الثقافة من 11 يونيو حتى 2 سبتمبر؛ ومِقلَمته تمتلئ بباقة من الأحبار ومخطوطاته الوارفة تلتمع أحرفها؛ ليخطف انتباه الزوار وتأملاتهم الطويلة بعملين قدمهما خلال المعرض.

بسط معراج جماليات العملين وسط امتلاء جدر وأروقة المعرض؛ بلوحات الخطاطين البهية وبخبرته في فن الخط العربي وارتباطه الوثيق معه وجدانياً وروحياً، جاء عمله الأول على شكل لفافة تحاكي طرازاً موجوداً وقديماً على حد قوله، حيث يحوي عدة أنواع من الخطوط المنسجمة مع بعضها؛ والمتضادة من حيث صفاتها الفنية، ولذا أوجد بها الخط المحقق والرقاع والكوفي المربع.

فيما صاغت مشاركته الثانية أحاسيسه المتوهجة تجاه حرف 'الهاء'، إذ حوّله إلى مجسم معبّراً بذلك عن فلسفته تجاه الخط، فباعتقاده أن لدى الخط القابلية على تجاوز البعد الثُنائي؛ واستخدامه في فن المجسمات والمنحوتات عبر مواد مختلفة كالحديد والطين والنحاس. وقد أقام في 2020م معرضاً شخصياً غار به في دهشة 'الهاء' منطلقاً من 'الوحدة في التنوع'، ليرسم عدة دلالات ورموز بتصوير أشكال مختلفة من الحرف.

واستهل معراج علاقته مع الخط وهو في السادسة من عمره، وقتما كان نظره يجول في الكتب والصحف متمعناً في الخطوط، وفي عام 2002م؛ تتلمذ منهجياً على يدّ الخطاط الشهير حسن جلبي، الذي تشرف بالخطّ في الروضة الشريفة بالمسجد النبوي عام 1982م، وبطول 100 متر نقش سورة الملك وسورة الجمعة على جدرانه، كما شارك في كتابة شرائط الخط على امتداد 1400 متر في القبة والمحراب بمسجد قباء.

واستطاع الخطاط الكويتي جاسم معراج سبك مهاراته ليتحصل على الإجازة في فن الخط العربي، وهي استحقاق يمكّن الخطاط من التوقيع تحت أعماله، بجانب تعليم وتلقين هذا الفن للراغبين، وقد تحصل عليها في خطَّي الثلث والنسخ، إلا أنه بالسنوات الخمس الأخيرة التفتَ إلى خطوط لم تُدرس بشكل كافٍ، مثل خط التوقيع والرقاع وبعض أنواع الكوفي، وانكبّ باحثاً على المخطوطات القديمة والمصاحف ونقوش العمارة؛ يرجع إليها للاستفادة والتزوّد المعرفي باعتبارها منابع أصيلة.

يُذكر أن معرض 'رحلة الكتابة والخط' يُعد أحد الفعاليات الرئيسية التي تنفذها وزارة الثقافة كل سنتين؛ احتفاءً بالخط العربي، وتُقام نسخة هذا العام من المعرض في مدينتين، بدايةً من افتتاحه في الرياض، منتقلاً بعدها إلى المدينة المنورة خلال المدة من 15 أكتوبر إلى 23 ديسمبر في مركز المدينة للفنون.