الشعر العربي: رحّالٌ ثقافي
الثلاثاء / 17 / ذو القعدة / 1444 هـ - 11:20 - الثلاثاء 6 يونيو 2023 11:20
كنزٌ ثريٌّ مليء بالإبداع، مواقع نَثرت عليها وزارة الثقافة خلاصة السنين وصبغة العراقة، حروفيات نُسجت بمداد المفاخر العربية، وحُبكت من غابر الأزمان بأيدٍ ماهرة، وصورت الشعر العربي في أبدع تقويم، حكاية تُروى لمبادرة 'عام الشعر العربي' في الخوالي من السنين المليئة بعبق هذا الفن، دَمجت فيها الوزارة أجنحة المبادرة في جميع المناسبات الثقافية المجتمعية؛ لترسيخ امتداد التاريخ المتوهج في أذهان العابرين.
عاصفة الفن
لا تجد متعة أكثر من أن يعصف بك الشعر؛ فتبحر بخيالك وسط أمواج الإنجازات المختزلة في عمودية ساحرة لربابنة رسم الحرف والمعنى، فتجد الكتّاب والمعلمين يتنقلون بين مدارس الشعر، إذ تفننت الوزارة في بديع النقل؛ فاستمتعت بها طوائف المجتمع بين جودة الاسم وصياغة الرسم.
إذ تجد الشعراء العرب مشرقين في زوايا كل معرض تقيمه الوزارة، مشكلين من قصائدهم لوحات فنية مسموعة كانت أو مقروءة؛ كلمعة عين فاضت بحبها، أو صوت احتدام للسيوف تجسد في لوحة فنية مبهرة، أو نحيب مخطوطة وقفت على الأطلال، أو قلماً اهتز فخراً بموطنه حتى كاد أن يكون علماً.
حداثة وعراقة
وتحت سقف وزارة حققت الأمل للشعراء، ونذرت أعمالها في خدمة الثقافة المحلية جغرافياً وإنسانياً؛ تلاقت الحداثة بالعراقة في جناح واحد، وصوّر الماضي في أحسن تقويم، وبرز لنا مزيج ثقافي يجمع الأقوال الخالدة في مبادرة 'عام الشعر العربي'، مروياً بحكايات سُطرت بمداد الذكريات، ورُسمت بريشة فنان له في هذا الشأن باع طويل.
تاريخ وأصالة
وقد نجحت هذه الأجنحة في جمع مجوهرات وكنوز حضارية كادت أن تندثر، مخطوطات معمّرة، وشعراء حُفرت أسماؤهم في الصحائف المعتقة القديمة، أسماء وأشعار، رسالات وشعارات، تفعيلات ثقافية وإهداءات تعمّر تاريخ الشعر العربي الأصيل، إضافة إلى اختلاف الأعراق والجنسيات التي تشاهد هذه الأجنحة في المعارض والتفعيلات الثقافية، إذ يجتمعون في مكان فني مبهر؛ للخروج بتغذية سمعية بصرية مبهرة، وتجربة ثقافية فريدة