العالم

«مو صلاح» جندي مصري يتحول إلى أسطورة

منفذ «هجوم الحدود» يتصدر الترند العربي ويشغل 100 مليون

الجندي المصري محمد صلاح (مكة)
لا حديث بين المصريين إلا عن محمد صلاح.. الجندي الذي استشهد قبل أيام في سيناء على الحدود المصرية الإسرائيلية بعد أن قتل 3 جنود وأصاب اثنين في عملية سماها الإعلام العربي بـ»هجوم الحدود».. ووصفتها إسرائيل بـ»علمية السبت الأسود».

تصدر «مو صلاح» كما سماه البعض الترند العربي، وطغت نجوميته على محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي واللاعب الأشهر في تاريخ مصر، وأصبح ما فعله الجندب باختراق الحدود المصرية الإسرائيلية والتوغل 5 كيلو مترات، والاشتباك ثلاث مرات مع الإسرائيليين قبل استشهاده، حديث المجالس في مصر.

لاحق الإعلام المصري أسرته وأصدقاءه وتحول الجندي إلى «أسطورة» في عيون الكثير من المصريين الذين لم ينسوا الحروب مع عدوهم الأساسي التي استمرت على مدار 30 عاما، وكانت سببا في استشهاد الآلاف.

سلم ع الشهدا

على المقاهي وفي جلسات السمر بين الشباب المصري، جلس الجميع يسمع الفيديو الذي انتشر للجندي محمد صلاح قبل لحظات من استشهاده وهو يردد أغنية المطربة شيرين «سلم ع الشهدا اللي معاك.. سلم على كل اللي هناك.. عمرك كان ثمن الحرية.. لكن بلدك مش نسياك، وشك متذوق بالضي.. وأمك صبرها إنك حي.. وحياتك وراك أخواتك.. ارتاح أنت وحقك جاي».

ورغم تفاعل الكثيرين مع قصته التي غطت على كل الأحداث المحلية والعالمية بالنسبة للمصريين، إلا أن هناك ألغازا كثيرة حول الواقعة، ودوافع الجندي الذي يدرك أن هناك اتفاقية سلام بين بلاده وإسرائيل.

كان سيكمل عامه الثالث والعشرين نهاية شهر يونيو الجاري، وإنه أحب التنزه في الصحاري والجبال.. وصوره ومنشوراته تحمل لغة واهتمامات جيله ومنطقته الشعبية حيث يسكن في منطقة عين شمس بالقاهرة.

رسام شجاع

أصدقاء وأهل محمد صلاح نعوه ووصفوه بالبطل لكن لم يكشف الستار حتى الآن على التفاصيل الكاملة للحادث الذي وقع قبل يومين وهز إسرائيل، وتقول القصص التي تداولتها وسائل الإعلام المصرية أنه شاب بسيط ومحبوب من عين شمس، يهوى الرسم.

تقول صحيفة «الشروق» المصرية: يتعامل رواد منصات التواصل الاجتماعي مع الجندي المصري على أنه رمز للبطولة والشجاعة بعد أن فاضت روحه إلى بارئها، حيث نشر الإعلام الإسرائيلي صورته باعتباره فرد الأمن المصري الذي قتل ثلاثة من الجنود الإسرائيليين بالقرب من معبر العوجا على الحدود الدولية بين مصر والأراضي المحتلة.

وذكر أصدقاء محمد صلاح أن جثمانه ووري الثرى أمس في مدفن أسرته بالعمار بالقليوبية، بعد أن تسلمته الحكومة المصرية من نظيرتها الإسرائيلية في ساعة مبكرة من صباح أمس.

لا سياسة

ويكشف الحساب الشخصي للمجند محمد صلاح، أنه ليس لديه أي اهتمامات سياسية أو انتماءات دينية بل كانت هواياته السفر والترحال والتصوير والرسم، لكنه كغيره من الشباب البسطاء قام بنشر صوره مصحوبة بالدعاء إلى الله في أغلب الأحيان، فقد تعددت المنشورات التي يدعو فيها، مثل «اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك»، و» كفى بالله وكيلا»، و»اللهم أجبرني جبرا يعوض قلبي عن كل شيء»، و» من عز بقوم ذل بذلهم، ومن عز بالرحمن ظل عزيزا...».

ولا تخلو صفحة الراحل محمد صلاح من الجانب الشعبي الذي يتميز به الشباب المصري، والمتمثل في كتابة الأمثال والحكم الشعبية مرفقا بصور شخصية تعبر عن القوة والاستمرار والسعي والأمل، مثل منشوره «إذا لم يكن لديك ما تبتسم لأجلهم فقط ابتسم لأن الله ربك»، وكتب «بإذن الله الجديد أحسن من القديم واللي جاي أحلى وأحلى بإذن الله».

حصان صلاح

ينتمي صلاح لمنطقة شعبية في القاهرة، فهو من سكان منطقة عين شمس، ووالده توفي منذ سنوات في حادث سير وكان يعمل بهيئة النقل العام، وهو الأوسط بين شقيقين، ولم يكمل صلاح تعليمه، فهو حاصل على إعدادية، لذلك كان يعمل «صنايعي ألوميتال» في إحدى الورش وفي أعمال النجارة بشكل عام.

وكان آخر ما شاركه صلاح على صفحته صورة له في 26 مارس الماضي، وهو يمتطي حصانا في منطقة الهرم.

ماذا فعل الجندي المصري؟
  • كان مكلفا بحراسة على الحدود في الجانب المصري.
  • تخطى البوابة المحصنة باستخدام سكين يحملها أفراد الصاعقة.
  • مر من بوابة مخصصة لمرور القوات الإسرائيلية إلى سيناء عند الضرورة.
  • كان يحمل سلاحا آليا مذخرا و4 خزن بها 120 طلقة، وسكينين ومصحفا وطعاما وماء.
  • تقدم 150م بعدما اجتاز السياج قبل السادسة صباحا.
  • قتل مجندا ومجندة من قوة «فهد» الإسرائيلية، وعثر على جثتيهما في التاسعة صباحا.
  • مشى نحو 2 كلم باتجاه الشرق في عمق الأراضي المحتلة.
  • تحصن داخل مخبأ بناه من الحجارة في صحراء النقب بين جبلي ساغي وجريف.
  • أمر قائد الفرقة 80 الإسرائيلية بالاشتباك مع الجندي وعدم انتظار التغطية الجوية.
  • بدأ الاشتباك ما بين العاشرة والحادية عشرة صباحا.
  • رد الجندي المصري وأسقط صف ضابط وأصاب مجندا وصف ضابط.
  • استشهد في اللحظة الأخيرة بعدما جاءه وابل رصاص من كل الاتجاهات.