قَلّي عَقْلي
الأربعاء / 11 / ذو القعدة / 1444 هـ - 22:32 - الأربعاء 31 مايو 2023 22:32
بالعامية «قَلّي عَقْلي»؛ وبالفصحى «قال لي عقلي» عبارة لأحد أصدقائي لديه لزمة كلامية يكررها غالبا في أحاديثه العامة إذا استرسل في الكلام؛ وتقال هذه العبارة إما للتأكيد على أمر أو الاندهاش من تصرف أو الوقوع في الحيرة بين اختيارين أو الاستفسار عن شيء.
ربما استفزت لدي هذه العبارة استفسارا يتتبعني ويلوح بمخيلتي وهو ماذا تقول لنا عقولنا؟
سؤال يفتح لنا المجال في هذا المقال للتعرف على نعمة العقل البشري الذي يعتبر الجزء المعقد في تشريح الجسد ولكنه يفك رموز الشيء الأعقد؛ ومن منطلق شواهد الآيات العظيمة في القرآن الكريم والذي ورد فيه لفظ العقل وتكررت في مواضع مختلفة مثل «أفلا يعقلون»، «لقوم يعقلون»، «لا يعقلون»، «لعلكم تعقلون»، «ما عقلوه»، «كنتم تعقلون»، «وما يعقلها»، «أفلم تكونوا تعقلون»، «لو كنا نسمع أو نعقل»؛ والتي جاءت في عدة سياقات مثل الاستنكار، والاستفسار، والتأكيد، والشهادة؛ وجميعها تثبت أن الخالق جل وعلا كرمنا بتجهيز عقولنا بإمكانات وقدرات لتلقي المعرفة ومن ثم التوصل إلى الرشد.
ويستطيع العقل أن يترجم ويفسر جميع ما نتخيله في صورنا الذهنية أو ما نراه في واقعنا المباشر ليرشدنا إلى حقائق الأمور ومجرياتها التي تحدث في مجمل حياتنا من خلال تكوين الخبرات وتخزينها في مكان بالذاكرة يسمى «الحصين» ومن ثم استدعائها ليعالج لنا أي معضلة ويحل أي مشكلة ويعزز فينا الصواب ويحذرنا من العقاب.
عقولنا تقول: افعل كذا ولا تفعل كذا؛ ويمكن أن تؤجل ذلك الأمر لوقت لاحق؛ لأنه يحتاج إلى تفكير وتقرير؛ وافعل الأمر بشكل سريع؛ لأنه هام ولا يحتمل التأخير؛ إذن معظم تصرفاتنا لا تخرج عن هذه السيناريوهات السلوكية فيما يسمى بحديث الروح السابق الذي يصيبنا بالجدلية والنقاش بيننا وبين عقولنا لترجمة تصرفنا اللاحق؛ فالعقل مصمم كبوصلة تنظيمية يقود الكائن البشري إلى الطريق الصحيح ويوصل الإنسان إلى بر الأمان.
في الأثر يقول الإمام علي كرم الله وجهه: «رب إن من أعطيته العقل، ماذا حرمته؟ ومن حرمته العقل، ماذا أعطيته؟».
وكأنما يخبرنا رضي الله عنه وأرضاه أن صاحب العقل يملك جميع النعم والعكس صحيح فهو محروم منها.
ويؤكد «توني بوزان» عالم النفس الأمريكي ومخترع منهجية الخارطة الذهنية بأنه: لا حدود لإمكانات العقل البشري، فبوسعه أن يتمدد باستمرار حتى إنه قد يصبح لدي الشخص كون كامل بداخل عقله بشرط أن يرغب الإنسان ويستعد لاستخدامه وتطويره أما إذا تكاسل وتراجع يصاب الفرد بالأمية العقلية.
ويقول الشيخ محمد الشعراوي رحمه الله: «العقل هو الفطرة السليمة ليختار الإنسان الصح من بين العديد من البدائل وإذا لم يختر الصح فلا وجود للعقل».
فالعقل في إعماله نعمة وفي إهماله نقمة.
فماذا يقول لك عقلك؟
Yos123Omar@
ربما استفزت لدي هذه العبارة استفسارا يتتبعني ويلوح بمخيلتي وهو ماذا تقول لنا عقولنا؟
سؤال يفتح لنا المجال في هذا المقال للتعرف على نعمة العقل البشري الذي يعتبر الجزء المعقد في تشريح الجسد ولكنه يفك رموز الشيء الأعقد؛ ومن منطلق شواهد الآيات العظيمة في القرآن الكريم والذي ورد فيه لفظ العقل وتكررت في مواضع مختلفة مثل «أفلا يعقلون»، «لقوم يعقلون»، «لا يعقلون»، «لعلكم تعقلون»، «ما عقلوه»، «كنتم تعقلون»، «وما يعقلها»، «أفلم تكونوا تعقلون»، «لو كنا نسمع أو نعقل»؛ والتي جاءت في عدة سياقات مثل الاستنكار، والاستفسار، والتأكيد، والشهادة؛ وجميعها تثبت أن الخالق جل وعلا كرمنا بتجهيز عقولنا بإمكانات وقدرات لتلقي المعرفة ومن ثم التوصل إلى الرشد.
ويستطيع العقل أن يترجم ويفسر جميع ما نتخيله في صورنا الذهنية أو ما نراه في واقعنا المباشر ليرشدنا إلى حقائق الأمور ومجرياتها التي تحدث في مجمل حياتنا من خلال تكوين الخبرات وتخزينها في مكان بالذاكرة يسمى «الحصين» ومن ثم استدعائها ليعالج لنا أي معضلة ويحل أي مشكلة ويعزز فينا الصواب ويحذرنا من العقاب.
عقولنا تقول: افعل كذا ولا تفعل كذا؛ ويمكن أن تؤجل ذلك الأمر لوقت لاحق؛ لأنه يحتاج إلى تفكير وتقرير؛ وافعل الأمر بشكل سريع؛ لأنه هام ولا يحتمل التأخير؛ إذن معظم تصرفاتنا لا تخرج عن هذه السيناريوهات السلوكية فيما يسمى بحديث الروح السابق الذي يصيبنا بالجدلية والنقاش بيننا وبين عقولنا لترجمة تصرفنا اللاحق؛ فالعقل مصمم كبوصلة تنظيمية يقود الكائن البشري إلى الطريق الصحيح ويوصل الإنسان إلى بر الأمان.
في الأثر يقول الإمام علي كرم الله وجهه: «رب إن من أعطيته العقل، ماذا حرمته؟ ومن حرمته العقل، ماذا أعطيته؟».
وكأنما يخبرنا رضي الله عنه وأرضاه أن صاحب العقل يملك جميع النعم والعكس صحيح فهو محروم منها.
ويؤكد «توني بوزان» عالم النفس الأمريكي ومخترع منهجية الخارطة الذهنية بأنه: لا حدود لإمكانات العقل البشري، فبوسعه أن يتمدد باستمرار حتى إنه قد يصبح لدي الشخص كون كامل بداخل عقله بشرط أن يرغب الإنسان ويستعد لاستخدامه وتطويره أما إذا تكاسل وتراجع يصاب الفرد بالأمية العقلية.
ويقول الشيخ محمد الشعراوي رحمه الله: «العقل هو الفطرة السليمة ليختار الإنسان الصح من بين العديد من البدائل وإذا لم يختر الصح فلا وجود للعقل».
فالعقل في إعماله نعمة وفي إهماله نقمة.
فماذا يقول لك عقلك؟
Yos123Omar@