"في ضيافة الطائي".. منبر احتفائي بـ "حاتم التاريخ" و"شاعر الإيثار"
الخميس / 5 / ذو القعدة / 1444 هـ - 11:57 - الخميس 25 مايو 2023 11:57
حاتم الطائي.. ذلك الخالد في التاريخ، والذائع في الشعر، والشهير بالكرم.. إذ سارت بأخباره الركبان، وقال ذات يوم: 'أعاذل أن الجود ليس بمهلكي.. ولا مخلد النفس الشحيحة لومها'.. ليصنع بسجيته المعطاة موروثاً ثقافياً لهذه الأرض الطيبة، وهو ما لم تغفل عنه وزارة الثقافة لتقصد مسقط رأسه -منطقة حائل- وتحتفي بسيرته ومكانته عبر مهرجان 'في ضيافة الطائي'؛ الذي أقيم مؤخراً، ضمن مبادرات 'عام الشعر العربي 2023'.
ترك الطائي بصمته في التراث العربي رغم رحيله قبل 13 قرناً، وما زالت آثاره؛ ضياء تلتم حوله الآراء والأحاديث مندهشة من إيثاره وبَذله؛ مثلما كان الأولين يجتمعون حوله حين يُوقد النار أعلى جبل السمراء، لتنادي شعلتها الغادين والرائحين؛ استعداداً لضيافتهم، فيما تتلظى شرارات أبياته وتتطاير بالأفق، موضحاً فلسفة سلوكياتهالاستثنائية: 'وماذا يُعَدّي المال عنك وجمعه.. إذا كان ميراثاً، وواراكَ لاحِدُ'، ويقول أيضاً: 'ألم ترَ أن المال غادٍ ورائح.. وأن الذي يُعطيكَ سوف يُعيدُ'.
وحُبّرت صفحات التاريخ بفضائله وأخلاقياته المتجليةفي قصائده الشهيرة، وأَذهلت قُرّائه إلى أن انتقلت شخصية الطائي إلى عالم السينما والتلفاز، باعتباره شخصية فريدة، فضّلت منافع الآخرين على مصلحتها الشخصية، وتدوّنت هذه الأفكار في أشعار مُحكمة، كما تشهد المنابر الشعرية والمواقف الموّثقة على أهدافه السامية.
وعرّف مهرجان 'في ضيافة الطائي' بشخصية الشاعر في قالب ثقافي، وبواسطة أنشطة وفعالياتتُجسّد حياته؛ ففي منطقة 'المشاهد الأدائية'بالمهرجان، تابع الزوار مشاهد إبداعية لمراحل مهمة في تاريخ الطائي، وفي منطقة مسرح 'بين أشعار الطائي' قرئت قصائد الطائي في الأمسيات الشعرية مع الجلسات الحوارية التي أبرزت قصصه.
يذكر أن مهرجان 'في ضيافة الطائي'؛ جاء ضمن مسار الشعر العربي الذي أطلقته وزارة الثقافة في وقتٍ سابق، للاحتفاء برموز الشعر العربي أمثال عنترة بن شداد، ولبيد بن ربيعة، وزهير بن أبي سلمى، وامرؤ القيس، وحاتم الطائي، والأعشى