العالم

الحرب تسكت صوت داعية السلام

قذيفة طائشة في أم درمان تنهي مسيرة المطربة والشاعرة الشعبية شادن

شادن حسين
أسقطت قذيفة طائشة خلال القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع صوت المطربة والشاعرة الشعبية شادن محمد حسين، بعدما سقطت على منزلها في أم درمان قبل يومين، لتقتلها الشظايا بعد شهرة واسعة حققتها من أغانيها التراثية.

تروي «إندبندنت عربية» قصتها، مشيرة إلى أن شادن حسين ظلت على مدار سنوات طويلة داعية سلام عبر أغنياتها التراثية، بعد أن حملت في رسالتها الفنية ومشروعها الغنائي ثنائية نبذ الحرب والدعوة إلى السلام والوئام المنشودين، لتخاطب أمنيات ملايين السودانيين في حث الخطاب الجمعي للدعوة إلى وقف الحروب.

وقالت، إن المطربة الملقبة باسم «الحكامة»، التي غنت للمحبة والسلم المجتمعي، قتلتها شظايا الحرب السبت، إثر سقوط قذيفة طائشة داخل منزلها في مدينة أم درمان، جراء الاشتباكات المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ حوالى شهر.

وتنتمي شادن إلى عائلة فنية في مدينة الأبيض، حيث تلقت تعليمها الأساسي والثانوي، وتخرجت في جامعة أم درمان الأهلية، كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية - قسم البنوك والتأمين، وركزت على مشروع غناء التراث في مناطق جنوب وشمال كردفان غرب العاصمة الخرطوم، ووجدت أعمالها الفنية قبولا لافتا داخل السودان وخارجه، وسعت لنشره في الدول العربية والأوروبية، وشاركت في عدد كبير من المهرجانات.

استفادت من البيئة المحيطة بها، وعملت على إعادة إنتاج أغنيات التراث بصورة مختلفة على مستوى الإيقاع والنغمات، وعقب بحثها في مجال إيقاعات الأبالة والسبارة والغنامة، خاضت تجربة مجال المسرح لفترة وشاركت في مسرحية «بوتقة سنار».

وقدمت عددا من الأغنيات التراثية منها (السكر حبيبا، عمتي، يوم بكرة) وغيرها، ومن أبرز الشعراء الذين تعاملت معهم المليح يحيى يعقوب، وهو من قبيلة الحوازمة في مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان ومن قبيلة المسيرية، يحيى حماد باحث في التراث، إلى جانب الراحل يوسف القديل والجبوري.

ويشير التقرير إلى أنه حين اندلعت الاحتجاجات السودانية ضد نظام البشير عام 2019، وجدت شادن نفسها ضمن صفوفها، وكان حضورها لافتا في اعتصام محيط قيادة الجيش الذي أنهى عهد البشير بعد 30 عاما من الحكم، وعندما بدأت الحرب الأخيرة وقفت ضد العنف، ويشهد بذلك آخر منشوراتها عبر حسابها على «فيسبوك»، ومنها، «الروح التي رخصت في بلدنا عند الله غالية، وعند الله لا يذهب شيء سدى، ومهما طال الليل لا بد من شمس باكر».

ودون كثير من الفنانين والشعراء والصحفيين عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، عبارات الرثاء للفنانة الراحلة، وكتب الشاعر السوداني مدني النخلي على «فيسبوك» «شادن الفنانة المهذبة، قتلتها أيادي البطش بشظية طائشة، تقبلها الله والعزاء للوطن وأهلها ومحبيها... سيرتها الحب والخير والجمال منذ عرفناها».

ويؤكد الباحث في التراث محمد عثمان الحلاج أن «مشاريع شادن الفنية كانت مميزة بحكم نشأتها الكردفانية، إلى جانب معايشة أغاني البنات والتراث والإيقاعات الفنية المتعددة عن قرب، خصوصا نمط الأبالة على إيقاع الكرير الذي تجسده الراحلة».