الجيل الخامس غير مستغل في السعودية
السبت / 9 / شوال / 1444 هـ - 23:15 - السبت 29 أبريل 2023 23:15
استثمرت السعودية بشكل كبير في تأسيس البنية التحتية للجيل الخامس على مدار السنوات الماضية بهدف أن تصبح رائدة عالميا في مجال التقنية ولتخلق بيئة تعزز الابتكار والنمو. كما تتضمن خطة المملكة الطموحة للجيل الخامس بناء بنية تحتية شاملة تغطي البلاد بأكملها بحلول عام 2024 من خلال شركات الاتصالات المشغلة ووفقا لتقرير صادر عن GSMA Intelligence، من المتوقع أن يكون لدى المملكة حوالي 15 مليون جهاز متصل بالـ 5G بحلول عام 2025.
على الرغم من كل ذلك فإن مجرد امتلاك بنية تحتية للـ5G لا يكفي. لا يمكن تحقيق الخطط والأهداف الحقيقية للتقنية إلا إذا تم استخدامها بشكل كامل وصحيح، ويبقى السؤال: هل يتم فعليا استغلال البنية التحتية للجيل الخامس في السعودية بشكل صحيح وبالحد الأقصى؟
سنكتشف في هذا المقال المختصر للوضع الحالي لتقنية الجيل الخامس في المملكة وكيف يمكن لشركات الاتصالات المتنقلة والشركات الأخرى الاستفادة منها الاستفادة المثلى والقصوى.
الـ5G هي التقنية الأحدث بعد شبكات 1G, 2G, 3G & 4G. تتيح تقنية الـ5G اتصال الأشخاص وكل الأشياء مع بعضهم البعض بما في ذلك الآلات والأجهزة. تهدف تقنية الـ5G إلى توفير سرعات بيانات أعلى، زمن انتقال أقل، سعة شبكة ضخمة وتجربة عميل أكثر موثوقية.
تقنية الـ 5G ليست دوائر اتصال جوال circuits فقط، وإن اقتصر استخدامنا لها كاتصال فقط فهو إهدار لهذه التقنية الثورية!
إحدى الطرق للاستغلال الأمثل لتقنية الـ 5G هي اقترانها ودمجها بتقنية ثورية أخرى وهي الذكاء الاصطناعي. تشير الدراسات الحديثة إلى أن هذا الدمج سيساعد على تحسين العديد من المجالات، بما في ذلك الصحة والرعاية الصحية والنقل والصناعة والترفيه والتعليم. تلعب شركات الاتصالات المتنقلة في السعودية وشركات البرمجة الدور الأهم في تسهيل تمكين تلك التقنية وذلك من خلال العمل مع الشركات والمؤسسات لتحليل وتطوير حلول تقنية لها لتساعدها في رفع الكفاءة التشغيلية مما يؤدي إلى الزيادة الإنتاجية لتلك الشركات والذي سينعكس بدوره على الناتج المحلي السعودي والعالمي!
أدركت السعودية أهمية ومستقبل الذكاء الاصطناعي في تحقيق الاستغلال الأمثل لتقنية الـ5G. ففي عام 2022، استضافت السعودية القمة العالمية للذكاء الاصطناعي لتعزيز تطوير حلول للذكاء الاصطناعي ولتبادل الخبرات العالمية.
مع كل هذا الاهتمام من الحكومة إلا أن شركات الاتصالات المتنقلة وشركات التقنية تتحرك ببطء شديد للمساهمة في هذا الحراك التقني العالمي للدمج بين الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي!
تشير الدراسات والتوقعات إلى أن دمج تقنية الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي ستسهم بضخ 17.9 تريليون دولار في 2035 بنسبة 9.7% من إجمالي الناتج المحلي العالمي.
مصادر هذا الضخ تكون إما بشكل مباشر (من الشركات الصانعة للبنية التحتية لتقنية الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي مثل شركات الاتصالات وشركات البرمجة) وإما بشكل غير مباشر (من الشركات المزودة والموردة للشركات الصانعة للبنية التحتية وأيضا من الشركات التي تقدم خدمات تعتمد على إنترنت الأشياء والواقع المعزز والافتراضي إلى العملاء) وإما عن طريق تحسين الإنتاجية في مختلف الصناعات! الملفت في الدراسات أن المصدر الأكبر يأتي من تحسين الإنتاجية في مختلف الصناعات باستخدام دمج تقنية الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي بنسبة 5.8% في 2035 وبما يعادل 11.4 تريليون دولار. يساعد هذا الدمج إلى تحسين وتطوير كفاءة الصناعات والمصانع ودمج العامل بالآلة بشكل متناغم لزيادة الإنتاجية وتوزيع المهام بشكل صحيح في جميع القطاعات.
بعض من تطبيقات دمج الجيل الخامس الـ 5G مع الذكاء الاصطناعي في بعض القطاعات:
1 - قطاع الصحة، يمكن لقطاع الصحة الاستفادة من دمج الـ5G والذكاء الاصطناعي في مهام تقنية مهمة وخلاقة. على سبيل المثال سيساعد استخدام شبكات الـ5G الأطباء على إجراء العمليات الجراحية عن بعد بمساعدة الروبوتات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي. سيسهم ذلك في جعل الرعاية الصحية أكثر سهولة وكفاءة، لا سيما في المناطق النائية أو التي تعاني من نقص الخدمات.
2 - خدمة العملاء، سيكون لشبكات الـ 5G والذكاء الاصطناعي دور حيوي في تطوير خدمة العملاء، يمكن أن توفر تقنية الذكاء الاصطناعي للمتسوقين توصيات شراء منتجات ومواد مخصصة بناء على اهتماماتهم أو بيانات العملاء السابقة. يمكن أن يسهم أيضا في خلق طرق جديدة لعرض المنتجات للمتسوقين بناء على تلك البيانات السابقة.
علاوة على أن الاستخدام المتزايد والمتسارع لشبكات الـ 5G سيساعد على تحسين القدرات والأداء لتجار التجزئة، ويمكن أن يسهم الدمج بالذكاء الاصطناعي في تقديم خدمات الواقع المعزز لتزويد العملاء بمعلومات المنتج. على سبيل المثال أكبر سلسلة متاجر تجزئة في أمريكا Walmart استخدمت التقنية لتحسين تجارب عملائها من خلال جمع ومشاركة وتحليل البيانات اللحظية والفورية، حيث يساعدهم ذلك في تقديم خدمات واقع معزز وافتراضي رائع للمتسوقين.
3 - السيارات ذاتية القيادة، أصبح حلم السيارات ذاتية القيادة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي حقيقة وواقع نعيشه وذلك بفضل تقنية الـ 5G. ستحتاج هذه السيارات إلى تخاطب واتصال ونقل بيانات بشكل سريع جدا وآمن للتواصل مع بعضها البعض ومع البنية التحتية المحيطة بها من تقنية داخلها. ستوفر شبكات الـ 5G ذلك الاتصال بكل كفاءة ودقة.
4 - الواقع المعزز، الدمج بين شبكات الـ 5G والذكاء الاصطناعي سيوفر قمة الإثارة والاستمتاع لكل من هواة ومحترفي الألعاب والمشاهدين على حد سواء وذلك لسرعة نقل البيانات العالية بدون تأخير أو تعليق وبرسومات وتصاميم عالية الدقة بدون تشوهات بصرية.
سيخلق ذلك أشكالا جديدة من الترفيه التفاعلي وسيزيد من تحسين الأنشطة مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز.
5 - أتمتة الصناعات، سيسهم دمج شبكات الـ 5G والذكاء الاصطناعي في أتمتة الصناعات الحالية من خلال تمكين الروبوتات الصناعية من التواصل مع بعضها البعض ومع البشر العاملين الذين يقومون بتشغيلها ايضا. سيؤدي ذلك إلى عمليات تصنيع أكثر أمانا وكفاءة وفعالية من حيث التكلفة والجودة النوعية.
أخيرا، في تصوري أن الفرص كبيرة لشركات الاتصالات وشركات البرمجة والشركات الكبيرة وحتى المتوسطة والصغيرة ولا زال سوق الجيل الخامس الـ5G والذكاء الاصطناعي واعدا في المنطقة وبإذن الله السعودية ستسهم في هذا الحراك العالمي الكبير وفي عملية الدمج واستخدام التقنية طالما كانت هناك رغبة صادقة في استغلال البنية التحتية الرائعة الحالية للـ5G وعدم إهدارها في استخدامات ثانوية لا تسمن ولا تغني من جوع.
@3bdullahal3jlan
على الرغم من كل ذلك فإن مجرد امتلاك بنية تحتية للـ5G لا يكفي. لا يمكن تحقيق الخطط والأهداف الحقيقية للتقنية إلا إذا تم استخدامها بشكل كامل وصحيح، ويبقى السؤال: هل يتم فعليا استغلال البنية التحتية للجيل الخامس في السعودية بشكل صحيح وبالحد الأقصى؟
سنكتشف في هذا المقال المختصر للوضع الحالي لتقنية الجيل الخامس في المملكة وكيف يمكن لشركات الاتصالات المتنقلة والشركات الأخرى الاستفادة منها الاستفادة المثلى والقصوى.
الـ5G هي التقنية الأحدث بعد شبكات 1G, 2G, 3G & 4G. تتيح تقنية الـ5G اتصال الأشخاص وكل الأشياء مع بعضهم البعض بما في ذلك الآلات والأجهزة. تهدف تقنية الـ5G إلى توفير سرعات بيانات أعلى، زمن انتقال أقل، سعة شبكة ضخمة وتجربة عميل أكثر موثوقية.
تقنية الـ 5G ليست دوائر اتصال جوال circuits فقط، وإن اقتصر استخدامنا لها كاتصال فقط فهو إهدار لهذه التقنية الثورية!
إحدى الطرق للاستغلال الأمثل لتقنية الـ 5G هي اقترانها ودمجها بتقنية ثورية أخرى وهي الذكاء الاصطناعي. تشير الدراسات الحديثة إلى أن هذا الدمج سيساعد على تحسين العديد من المجالات، بما في ذلك الصحة والرعاية الصحية والنقل والصناعة والترفيه والتعليم. تلعب شركات الاتصالات المتنقلة في السعودية وشركات البرمجة الدور الأهم في تسهيل تمكين تلك التقنية وذلك من خلال العمل مع الشركات والمؤسسات لتحليل وتطوير حلول تقنية لها لتساعدها في رفع الكفاءة التشغيلية مما يؤدي إلى الزيادة الإنتاجية لتلك الشركات والذي سينعكس بدوره على الناتج المحلي السعودي والعالمي!
أدركت السعودية أهمية ومستقبل الذكاء الاصطناعي في تحقيق الاستغلال الأمثل لتقنية الـ5G. ففي عام 2022، استضافت السعودية القمة العالمية للذكاء الاصطناعي لتعزيز تطوير حلول للذكاء الاصطناعي ولتبادل الخبرات العالمية.
مع كل هذا الاهتمام من الحكومة إلا أن شركات الاتصالات المتنقلة وشركات التقنية تتحرك ببطء شديد للمساهمة في هذا الحراك التقني العالمي للدمج بين الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي!
تشير الدراسات والتوقعات إلى أن دمج تقنية الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي ستسهم بضخ 17.9 تريليون دولار في 2035 بنسبة 9.7% من إجمالي الناتج المحلي العالمي.
مصادر هذا الضخ تكون إما بشكل مباشر (من الشركات الصانعة للبنية التحتية لتقنية الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي مثل شركات الاتصالات وشركات البرمجة) وإما بشكل غير مباشر (من الشركات المزودة والموردة للشركات الصانعة للبنية التحتية وأيضا من الشركات التي تقدم خدمات تعتمد على إنترنت الأشياء والواقع المعزز والافتراضي إلى العملاء) وإما عن طريق تحسين الإنتاجية في مختلف الصناعات! الملفت في الدراسات أن المصدر الأكبر يأتي من تحسين الإنتاجية في مختلف الصناعات باستخدام دمج تقنية الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي بنسبة 5.8% في 2035 وبما يعادل 11.4 تريليون دولار. يساعد هذا الدمج إلى تحسين وتطوير كفاءة الصناعات والمصانع ودمج العامل بالآلة بشكل متناغم لزيادة الإنتاجية وتوزيع المهام بشكل صحيح في جميع القطاعات.
بعض من تطبيقات دمج الجيل الخامس الـ 5G مع الذكاء الاصطناعي في بعض القطاعات:
1 - قطاع الصحة، يمكن لقطاع الصحة الاستفادة من دمج الـ5G والذكاء الاصطناعي في مهام تقنية مهمة وخلاقة. على سبيل المثال سيساعد استخدام شبكات الـ5G الأطباء على إجراء العمليات الجراحية عن بعد بمساعدة الروبوتات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي. سيسهم ذلك في جعل الرعاية الصحية أكثر سهولة وكفاءة، لا سيما في المناطق النائية أو التي تعاني من نقص الخدمات.
2 - خدمة العملاء، سيكون لشبكات الـ 5G والذكاء الاصطناعي دور حيوي في تطوير خدمة العملاء، يمكن أن توفر تقنية الذكاء الاصطناعي للمتسوقين توصيات شراء منتجات ومواد مخصصة بناء على اهتماماتهم أو بيانات العملاء السابقة. يمكن أن يسهم أيضا في خلق طرق جديدة لعرض المنتجات للمتسوقين بناء على تلك البيانات السابقة.
علاوة على أن الاستخدام المتزايد والمتسارع لشبكات الـ 5G سيساعد على تحسين القدرات والأداء لتجار التجزئة، ويمكن أن يسهم الدمج بالذكاء الاصطناعي في تقديم خدمات الواقع المعزز لتزويد العملاء بمعلومات المنتج. على سبيل المثال أكبر سلسلة متاجر تجزئة في أمريكا Walmart استخدمت التقنية لتحسين تجارب عملائها من خلال جمع ومشاركة وتحليل البيانات اللحظية والفورية، حيث يساعدهم ذلك في تقديم خدمات واقع معزز وافتراضي رائع للمتسوقين.
3 - السيارات ذاتية القيادة، أصبح حلم السيارات ذاتية القيادة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي حقيقة وواقع نعيشه وذلك بفضل تقنية الـ 5G. ستحتاج هذه السيارات إلى تخاطب واتصال ونقل بيانات بشكل سريع جدا وآمن للتواصل مع بعضها البعض ومع البنية التحتية المحيطة بها من تقنية داخلها. ستوفر شبكات الـ 5G ذلك الاتصال بكل كفاءة ودقة.
4 - الواقع المعزز، الدمج بين شبكات الـ 5G والذكاء الاصطناعي سيوفر قمة الإثارة والاستمتاع لكل من هواة ومحترفي الألعاب والمشاهدين على حد سواء وذلك لسرعة نقل البيانات العالية بدون تأخير أو تعليق وبرسومات وتصاميم عالية الدقة بدون تشوهات بصرية.
سيخلق ذلك أشكالا جديدة من الترفيه التفاعلي وسيزيد من تحسين الأنشطة مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز.
5 - أتمتة الصناعات، سيسهم دمج شبكات الـ 5G والذكاء الاصطناعي في أتمتة الصناعات الحالية من خلال تمكين الروبوتات الصناعية من التواصل مع بعضها البعض ومع البشر العاملين الذين يقومون بتشغيلها ايضا. سيؤدي ذلك إلى عمليات تصنيع أكثر أمانا وكفاءة وفعالية من حيث التكلفة والجودة النوعية.
أخيرا، في تصوري أن الفرص كبيرة لشركات الاتصالات وشركات البرمجة والشركات الكبيرة وحتى المتوسطة والصغيرة ولا زال سوق الجيل الخامس الـ5G والذكاء الاصطناعي واعدا في المنطقة وبإذن الله السعودية ستسهم في هذا الحراك العالمي الكبير وفي عملية الدمج واستخدام التقنية طالما كانت هناك رغبة صادقة في استغلال البنية التحتية الرائعة الحالية للـ5G وعدم إهدارها في استخدامات ثانوية لا تسمن ولا تغني من جوع.
@3bdullahal3jlan