أخبار للموقع

"المَسبحة" .. عنصر ثقافي يجتذب زوار "فطور وسحور زمان"

تتقلب بين الأنامل وتحاوط الكفّ وتقتسم مع صاحبها أحاسيسه، وتقيس نبض مكنوناته مع كل خرزة يجسّها بأصابعه؛ هذه هي حركة المسابح التي تشكل بنيانها الحرفية فاطمة الدوسري؛ المشاركة في فعالية 'فطور وسحور زمان' التي تنظمها وزارة الثقافة في مطلّ البديعة ضمن موسم رمضان 1444هـ.. وارتسمت على ملامح مرتادي ركن الحرفية الدوسري في 'منطقة السوق'؛ علامات الانبهار من ألوان المسابح التي علاوة على كونها عنصراً تراثياً فريداً في الهوية الثقافية الوطنية؛ فإنها تأسر الألباب والأبصار؛ لجمالها وظهورها في أبهى التجليات الإبداعية. وتعلقت الحِرفية في الفن منذ نعومة أظفارها، وشبّت وهي تميل إلى الرسم والأشغال اليدوية، تؤطر أحاسيسها على الألواح تارةً، وتصنع السدو والخوص والسلاسل والأقراط تارةً أخرى، حتى صُعقت بوفاة والدها؛ وكان قسراً عليها إحالة شغفها إلى مهنة تستقي منها الاعتماد على النفس، ووسط هذه المعاناة صُقلت مهارتها العالية في مجال صناعة المسابح. وترى الدوسري جزءاً من جمالية ما تصنعه؛ متجسداً في مزجها للألوان ودرجاته المتباينة، إلى جانب أشكال الخرز مثل 'العقيق' و'الكوك' و'قرن الفيل' و'الكهرمان'، مبينة بأن النساء يطلبنها تصميم مَسبحة تتماشى مع ذائقتهم ورغباتهم؛ فتعكف على صنع أحدها إلى يوم كامل. وقالت إن ميلها للطبيعة ونشأتها في منطقة الأفلاج؛ متنزهة في مناحي أرضها المملوءة بالأشجار، ومحدقة في السماء الملبدة بالغيوم، قد ترك أثراً بليغاً على شخصيتها وفجّر مكامن الإلهام لديها. يذكر أن فعالية 'فطور وسحور زمان' تأتي ضمن مجموعة من الأنشطة التي تنظمها وزارة الثقافة ضمن موسم رمضان 1444هـ؛ لغاية تأصيل الثقافة والاحتفاء بعادات المجتمع.