الآسيويون يقودون أوروبا
الثلاثاء / 20 / رمضان / 1444 هـ - 23:22 - الثلاثاء 11 أبريل 2023 23:22
هل التاريخ يعيد نفسه؟ مقولة تتكرر كثيرا عند قراءة صفحات وأحداث التاريخ.
وبغض النظر عن صحة هذه المقولة من عدمها فإننا الآن أمام حالة تاريخية تستدعي الوقوف عندها وتأمل أحداثها، وحتى تتضح القراءة أكثر لا بد من العودة إلى الماضي، وتحديدا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عندما نجحت جهود الزعيم الهندي المهاتما غاندي في تحرير بلاده من قبضة الاستعمار البريطاني، بيد أنه فشل في تهدئة الصراعات الدينية والطائفية المشتعلة في بلاده حينها، حيث قضى نحبه مقتولا على يد أحد المتطرفين الهندوس بحجة أنه كان متسامحا مع طائفة المسلمين، الأمر الذي أجج الصراع بين الهندوس والمسلمين حتى أسفر الوضع آنذاك عن انفصال دولة باكستان الإسلامية عن الهند ذات الغالبية الهندوسية.
هذه المقدمة كانت ضرورة عند الحديث عن واقع اليوم وهو الصراع الناشئ حاليا في أروقة التاج البريطاني بين رئيس الحكومة الأسكتلندية حمزة يوسف، الباكستاني الأصل، وبين رئيس الحكومة البريطانية ريتشي سوناك، الهندي الأصل، حول قضية انفصال أسكتلندا عن الدولة الأم بريطانيا، هذه المفارقة التاريخية عجيبة جدا، تجاه ثنائية الهند وباكستان، وانفصال الجزء عن الدولة الأم.
يبلغ رئيس الحكومة الأسكتلندية حمزة يوسف من العمر 37 عاما، وقد دخل الحياة السياسية في أسكتلندا مبكرا وهو في العشرين من عمره، وقد تدرج في المناصب حتى وصل إلى زعامة الحزب الوطني الفائز في الانتخابات الأخيرة، وخطاباته الإعلامية تأخذ الطابع الشعبوي والمؤيد لقضية الاستقلال عن بريطانيا، ويعتبر السيد حمزة يوسف أول رئيس مسلم لحكومة أوروبية، ومن الجدير بالذكر أن هناك سياسيا آخر من أصل باكستاني أيضا، هو السيد أنس سروار والذي يشغل حاليا منصب رئيس حزب العمال المعارض لسياسات الانفصال عن بريطانيا والمدعوم من رئيس الحكومة البريطانية سوناك والذي أعلن مؤخرا عن رفضه التام لإعطاء الإذن للأسكتلنديين بالتصويت على حق تقرير المصير!
البريطانيون نجحوا بالانفصال عن منظومة الاتحاد الأوروبي تحت مشروع سياسي عرف إعلاميا بالبريكست، لكنهم تأثروا كثيرا من تبعات ذلك الانفصال، وهذه الحالة البريطانية هي محل جدل إعلامي داخل أسكتلندا نفسها، فمؤيدو الانفصال يضعون علامات الاستفهام حول تناقض مواقف لندن من قبولها بانفصال ذاتها عن الاتحاد الأوروبي ورفضها قرار أسكتلندا بالانفصال عنها!! أما رافضو الانفصال فيخشون من تبعات الخروج من منظومة التاج البريطاني كما تعاني لندن اليوم من تداعيات قرار البريكست وخروجها من الاتحاد الأوروبي.
في مقال سابق في هذه الصحيفة الغراء بعنوان (الهنود قادة المستقبل) ذكرت كيف استطاع الهنود خارج وطنهم أن يصلوا إلى مناصب عليا وقيادية في معظم شركات التقنية الأمريكية كقوقل ومايكروسوفت وأبل وأمازون، لكنهم في أوروبا ربما فضلوا السياسة على التقنية بوصول سوناك إلى رئاسة وزراء بريطانيا، ووصول حمزة يوسف إلى رئاسة حكومة أسكتلندا، بالإضافة إلى وصول السيد صادق خان، وهو باكستاني أيضا إلى منصب عمدة لندن، وفي الماضي القريب كان وزير داخلية بريطانيا هو السيد ساجد جاويد، وهو باكستاني أيضا، وهذه المناصب السياسية في أوروبا قد استطاع الهنود والباكستانيون أن يصلوها بجدارة، ومن يدري لعل بلدانا أوروبية أخرى ستكتسحها هذه الظاهرة الآسيوية!!
albakry1814@
وبغض النظر عن صحة هذه المقولة من عدمها فإننا الآن أمام حالة تاريخية تستدعي الوقوف عندها وتأمل أحداثها، وحتى تتضح القراءة أكثر لا بد من العودة إلى الماضي، وتحديدا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عندما نجحت جهود الزعيم الهندي المهاتما غاندي في تحرير بلاده من قبضة الاستعمار البريطاني، بيد أنه فشل في تهدئة الصراعات الدينية والطائفية المشتعلة في بلاده حينها، حيث قضى نحبه مقتولا على يد أحد المتطرفين الهندوس بحجة أنه كان متسامحا مع طائفة المسلمين، الأمر الذي أجج الصراع بين الهندوس والمسلمين حتى أسفر الوضع آنذاك عن انفصال دولة باكستان الإسلامية عن الهند ذات الغالبية الهندوسية.
هذه المقدمة كانت ضرورة عند الحديث عن واقع اليوم وهو الصراع الناشئ حاليا في أروقة التاج البريطاني بين رئيس الحكومة الأسكتلندية حمزة يوسف، الباكستاني الأصل، وبين رئيس الحكومة البريطانية ريتشي سوناك، الهندي الأصل، حول قضية انفصال أسكتلندا عن الدولة الأم بريطانيا، هذه المفارقة التاريخية عجيبة جدا، تجاه ثنائية الهند وباكستان، وانفصال الجزء عن الدولة الأم.
يبلغ رئيس الحكومة الأسكتلندية حمزة يوسف من العمر 37 عاما، وقد دخل الحياة السياسية في أسكتلندا مبكرا وهو في العشرين من عمره، وقد تدرج في المناصب حتى وصل إلى زعامة الحزب الوطني الفائز في الانتخابات الأخيرة، وخطاباته الإعلامية تأخذ الطابع الشعبوي والمؤيد لقضية الاستقلال عن بريطانيا، ويعتبر السيد حمزة يوسف أول رئيس مسلم لحكومة أوروبية، ومن الجدير بالذكر أن هناك سياسيا آخر من أصل باكستاني أيضا، هو السيد أنس سروار والذي يشغل حاليا منصب رئيس حزب العمال المعارض لسياسات الانفصال عن بريطانيا والمدعوم من رئيس الحكومة البريطانية سوناك والذي أعلن مؤخرا عن رفضه التام لإعطاء الإذن للأسكتلنديين بالتصويت على حق تقرير المصير!
البريطانيون نجحوا بالانفصال عن منظومة الاتحاد الأوروبي تحت مشروع سياسي عرف إعلاميا بالبريكست، لكنهم تأثروا كثيرا من تبعات ذلك الانفصال، وهذه الحالة البريطانية هي محل جدل إعلامي داخل أسكتلندا نفسها، فمؤيدو الانفصال يضعون علامات الاستفهام حول تناقض مواقف لندن من قبولها بانفصال ذاتها عن الاتحاد الأوروبي ورفضها قرار أسكتلندا بالانفصال عنها!! أما رافضو الانفصال فيخشون من تبعات الخروج من منظومة التاج البريطاني كما تعاني لندن اليوم من تداعيات قرار البريكست وخروجها من الاتحاد الأوروبي.
في مقال سابق في هذه الصحيفة الغراء بعنوان (الهنود قادة المستقبل) ذكرت كيف استطاع الهنود خارج وطنهم أن يصلوا إلى مناصب عليا وقيادية في معظم شركات التقنية الأمريكية كقوقل ومايكروسوفت وأبل وأمازون، لكنهم في أوروبا ربما فضلوا السياسة على التقنية بوصول سوناك إلى رئاسة وزراء بريطانيا، ووصول حمزة يوسف إلى رئاسة حكومة أسكتلندا، بالإضافة إلى وصول السيد صادق خان، وهو باكستاني أيضا إلى منصب عمدة لندن، وفي الماضي القريب كان وزير داخلية بريطانيا هو السيد ساجد جاويد، وهو باكستاني أيضا، وهذه المناصب السياسية في أوروبا قد استطاع الهنود والباكستانيون أن يصلوها بجدارة، ومن يدري لعل بلدانا أوروبية أخرى ستكتسحها هذه الظاهرة الآسيوية!!
albakry1814@