makkahnew

الرأي

مشاهدات عالية للتلفزيون السعودي في بداية رمضان

مشاهدات عالية للتلفزيون السعودي في بداية رمضان مشاهدات عالية للتلفزيون السعودي في بداية رمضان
عبدالله علي بانخر
تحدثت في مقالين سابقين عن بداية انطلاق قياس نسب المشاهدة التلفزيونية في السعودية، وفي هذا المقال تحديدا سأركز على قراءة لهذه النتائج أو بعض البيانات الأولية الصادرة والمعلنة حول الأيام الأوائل لشهر رمضان، والذي يمثل أعلى نسب أو ذروة المشاهدة التلفزيونية في السعودية والعالم العربي، وفيما يلي أبرز الملاحظات العامة عن هذه النتائج:
  1. أحسنت الشركة السعودية لقياس نسب المشاهدة MRC باستباق أول تقاريرها مع بداية رمضان بنشر دراسة بحثية غير معنونة باسم الورقة البيضاء، وذلك عن درجة الثقة في النتائج الواردة ونسب الخطأ المحتملة أو المتوقعة والتي يتوقع أنها في حدود ٣-٥% بزيادة أو نقصان، وضمت هذه الورقة البحثية التمهيد المسبق للنتائج الأولية ببعض الأسس المهنية الواجبة والعلمية اللازمة، وهذا ليس من باب التخلي عن المسؤولية أو التنصل مما سينشر تباعا من نتائج، ولكن نشر الوعي لهذه النوعية من الدراسات على وجه التحديد، ولكن هذا الأمر لا يعفي الشركة طبعا من وضع نسبة الخطأ أو معدل الثقة على كل منشور أو شكل توضيحي للمعلومات يتم نشره.
  2. تجدر الإشارة هنا إلى نسبية هذه النتائج أو المؤشرات؛ فقد تصل إلى 90% أحيانا في الوصول، وهي نسبة مقدرة ومعتبرة، وقد كانت النسب في السابق لا تتجاوز الـ60%على أقصى تقدير، وهناك مقولة شهيرة في مجال الإعلان أن الحملة قد حققت نجاحا تصل إلى 50% من جمهورها المستهدف، وإن كانت الإشكالية تكمن عن أي 50% من الجمهور نتحدث.. الجزء المحقق للوصول أم من تجاوزهم الوصول؟ ولعل من أبرز النتائج والمؤشرات الحالية للقياس هي توفير الدقة في نسب المشاهدة دقيقة بدقيقة على فترات الرصد اليومي.
  3. وقبل استعراض بعض الأسس العلمية والعملية أيضا لهذه النسب لابد أن نشير إلى أن تصميم برنامج قياس نسب المشاهدة قد خضع لنقاش موسع بين أرباب الصنعة أو المهنة لمراعاة كافة الأمور العلمية والعملية والاقتصادية لهذه النوعية من الدراسات؛ لذا كان القرار بالتنسيق مع المجلس الاستشاري لصناعة الإعلان في المملكة (نخبة من خبراء الصناعة وممارسي المهنة) لتحديد الإطار العام للدراسة وأسس القياس، علاوة على اختيار شركة عالمية متخصصة مثل شركة نيلسون Neilson لتولي الجانب الفني والتقني لهذا القياس، مع وجود مدقق دولي ومراجع عالمي للبيانات مثل شركة 3M3A المتخصصة لمراجعة وتدقيق نتائج دراسات الوسائل الإعلامية وفقا لخبرتها وتخصصها لتقديم أفضل النتائج.
  4. يشتمل النظام الحالي لقياس المشاهدة على عدد 2000 منزل لأسر في كل من الرياض وجدة والدمام أكبر مدن المملكة وتمثل 60%من السكان، وبمتوسط عدد أفراد لكل أسرة في حدود 4 أشخاص، أي أن أعداد المبحوثين تصل إلى 8 آلاف شخص وهو عدد مقبول نسبيا على الأقل في مرحلة البدايات الأولى وعلى أمل أن يزداد العدد تدريجيا في المستقبل كما وكيفا.
  5. تنقسم العينة الحالية للقياس إلى نصفين متساويين تقريبا بين الذكور والإناث، وكذلك توزع العينة المستهدفة بنسبة 60% للسعوديين و40% للعرب من غير السعوديين وهذه نسب مقبولة تتوافق مع آخر الإحصاءات الديموغرافية للمملكة.
  6. أظهرت النتائج تناسق عام في معدلات نسب المشاهدة التلفزيونية لما هو متعارف عليه سابقا في دراسات الوسائل، ويعلق على هذا الأمر المهندس بندر المشهدي الرئيس التنفيذي لشركة قياس الوسائل الإعلامية MRC بأن القنوات التلفزيونية المتميزة أظهرت بالفعل نسقا عاما في ترتيب مراكزها وإن كانت الاختلافات تظهر أكثر في البرامج المقدمة على هذه القنوات وتوقيت عرضها.
  7. من المعروف أن فترات ذروة المشاهدة التليفزيونية في رمضان ما بعد أذان وصلاة المغرب وحتى أذان وصلاة العشاء التراويح أي ما بين 6:30م - 8:30م لتبدأ فترة أخرى تالية من كثافة المشاهدة ما بعد صلاة العشاء والتراويح أي في حدود الساعة العاشرة حتى الساعة الواحدة والنصف من صباح اليوم التالي بتوقيت المملكة العربية السعودية.
  8. من الملاحظات الفارقة أيضا وجود نسب أعلى لمشاهدة الإعادة (العرض الثاني) أكثر من العرض الأول لبعض البرامج أحيانا كما أوضح السيد مبين خان مدير العمليات بشركة قياس الوسائل الإعلامية MRC.
  9. تبقى معضلة الحرص دائما على مراكز الصدارة «نحن الأول» (مع الاعتذار لبنك الأول السعودي) سواء بالنسبة للقنوات التلفزيونية أو الرقمية أو للبرامج المقدمة خصيصا في رمضان مثل المسابقات والمسلسلات ضخمة التكاليف ولكن الحسم في هذا الأمر يخضع دائما على التوقيت وعن أي جمهور أو فئة جماهيرية ولأي مدى في المشاركة مع القنوات أو البرامج الأخرى في ذات التوقيت تحديدا.
  10. تظل كافة هذه النتائج متاحة للمشتركين فقط وتتمتع بسرية تامة وخصوصية معتبرة لا يتعامل بها أو معها إلا المتخصصون تجنبا للإشهار الإيجابي أو التشهير السلبي.
  11. يشير الأستاذ بندر الحسن مدير التسويق في التلفزيون السعودي SBC أنه من المناسب وجود شركة ذات مصداقية تتولي قياس نسب المشاهدة خاصة أن الواقع يقول إن السوق حاليا تفتقد لشركات ذات مصداقية عالية مثل MRC في هذا المجال، وبشراكتها مع نيلسون تضمن تواجد الخبرة العالمية في سوق مهمة مثل السوق السعودية. وربما المؤشرات التي وضحتها الأرقام الأخيرة تكشف حجم نمو المشاهدة العالية لقنوات التلفزيون السعودي على وجه الخصوص.


ويتوقع المزيد من ردود الفعل الإيجابية لهذه القياسات في رمضان وبقية أيام العام وفي المستقبل القريب بإذن الله.