العالم

استفزازات الأقصى.. سيناريو كل عام

تحرك إسلامي وعربي واسع خشية اندلاع المذبحة الرابعة الرئاسة الفلسطينية: التحرشات الإسرائيلية تهدد بإشعال المنطقة محافظة القدس: الأقصى مكان عبادة خالص للمسلمين وحدهم إردوغان للرئيس الإسرائيلي: لا يمكننا التزام الصمت طول الوقت التعاون الإسلامي: لا سيادة للاحتلال على أي جزء من الأقصى

جنود الاحتلال يستفزون المصلين عند أبواب الأقصى (د ب أ)
سيناريو يتكرر في شهر رمضان من كل عام، استفزازات لا تتوقف من الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى، أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، وثاني مسجد بني في الإسلام.

اقتحام مجنون لباحات الأقصى، واعتداءات على المصلين ومنعهم من الاعتكاف وأداء شعائرهم، وانتهاك حرمة أماكن العبادة المقدسة، في ظل سلوك عدواني صارخ دأبت حكومات الاحتلال المتتالية على ممارسته.

وفي تحرك سريع لاحتواء الموقف قبل وقوع مجزرة رابعة، دفعت الاستفزازات الإسرائيلية المتتالية دول العالم الإسلامي إلى الاصطفاف وعقد اجتماع استثنائي في جدة، بعد أيام من عقد اجتماع للجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، من أجل حشد المجتمع الدولي والضغط لوقف الاعتداءات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، والمسلمون من كل بقاع العالم الذين يقصدون الأقصى.

منع المصلينأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس باقتحام مئات المستوطنين أمس، المسجد الأقصى المبارك، من باب المغاربة، بحماية مشددة من الشرطة الإسرائيلية في رابع أيام ما يسمى «عيد الفصح» اليهودي.

وقالت «إن 500 مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى منذ الصباح، على شكل مجموعات متتالية، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية في المنطقة الشرقية منه، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال»، وأوضحت أن «شرطة الاحتلال فرضت قيودا على دخول الشبان إلى المسجد الأقصى، واحتجزت هويات الوافدين للمسجد عند بواباته الخارجية، وتمركز عدد من عناصرها أمام قبة الصخرة المشرفة ومنعوا المصلين من المرور من المكان».

وواجه المرابطون والمعتكفون بالمسجد اقتحامات المستوطنين بالصلوات والتكبير والهتافات»، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت أحد الشبان من باحات الأقصى، فيما أخرجت آخرين خارج المسجد.

وكان المئات من المصلين اعتكفوا الليلة الماضية في المصلى القبلي، بعد أن أغلقوا أبوابه في وجه القوات الإسرائيلية منعا لاقتحامه وتفريغه من المصلين كما حدث خلال الأيام القليلة الماضية.

ساحة حربويؤكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، أن الاستفزازات الإسرائيلية المتواصلة بحق المسجد الأقصى المبارك مرفوضة، وستحول باحاته إلى ساحة حرب، الأمر الذي سيؤدي إلى تدهور الأوضاع بشكل خطير.

وشدد على أن الاعتداءات اليومية ضد المقدسات والمصلين في شهر رمضان المبارك هي إجراءات مدانة، وتصرفات مرفوضة تعمل على إشعال المنطقة، وجرها نحو الهاوية.

وحمل حكومة الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع جراء استمرار ارتكاب الجرائم وتدنيس المقدسات»، مؤكدا أن «تحدي الاحتلال لأبناء شعبنا لن يثني من عزيمته، وسيبقى صامدا مدافعا عن أرضه ومقدساته مهما كان الثمن.

وأكد أبو ردينة أن القدس بمقدساتها هي عاصمة دولة فلسطين الأبدية، وكل الإجراءات الإسرائيلية والدعم الأمريكي لن تؤدي إلى الأمن والاستقرار.

انتهاك صارخوعد المندوب الدائم للسعودية لدى منظمة التعاون الإسلامي الدكتور صالح السحيباني، الاقتحام السافر لشرطة الاحتلال الإسرائيلية لباحات الحرم القدسي الشريف خلال أيام شهر رمضان المبارك والاعتداء على المصلين العزل والمعتكفين فيه ومنعهم من أداء شعائرهم، انتهاكا صارخا للوضع التاريخي والقانوني القائم، وتعديا سافرا على جميع القوانين والمواثيق الدولية، وكذلك استفزازا لمشاعر المسلمين كافة؛ معربا عن إدانة المملكة بشدة لهذا السلوك العدواني والاعتداء الآثم بانتهاك حرمة أماكن العبادة المقدسة.

وقال «لقد أوضحت المملكة مرارا وتكرارا بأن العنف لا يولد سوى العنف والتطرف، ودوامة العنف لا تجلب إلا الخراب والدمار وإذكاء لمشاعر الكراهية واليأس، وتأجيج الصراع، وتقويض لجهود السلام والحوار، وتحمل المملكة في هذا الصدد سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تبعات تلك التصرفات العدوانية التي تهدد الأمن والسلم في المنطقة برمتها».

وأضاف «لست بحاجة إلى التأكيد على مواقف المملكة التاريخية وقيادتها الرشيدة الراسخة عبر الأزمنة، الداعمة للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني الشقيق، حيث تقوم تلك المواقف في أساسها على مبدأ تاريخي ثابت وهو أن القضية الفلسطينية ستظل قضية أساسية وجوهرية في السياسة الخارجية السعودية».

لا سيادة للاحتلالوأكدت منظمة المؤتمر الإسلامي في بيان، رفضها المساس بالهوية العربية والإسلامية للقدس الشرقية المحتلة عاصمة دولة فلسطين، بأي شكل من الأشكال، مؤكدة «أن الاحتلال الإسرائيلي ليس له أي سيادة على أي جزء من المسجد الأقصى».

وأدانت المنظمة بأشد العبارات «التصعيد الخطير لقوات الاحتلال الإسرائيلي والمستعمرين الإرهابيين باقتحام المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان بشكل متكرر والتي وصلت في ليلة 14 من رمضان إلى الاعتداء الوحشي على المصلين والمعتكفين في باحاته أثناء تأدية صلاتهم ومناسكهم، بما فيهم النساء والأطفال».

وحذرت المنظمة، التي تضم في عضويتها 57 دولة مسلمة، من عواقب استمرار تطاول سلطات الاحتلال الإسرائيلي ومسؤوليها والمستعمرين الإرهابيين على حرمة المسجد الأقصى.

وصاية القدسوقالت محافظة القدس أمس، «إن المسجد الأقصى المبارك بكل مساحاته وباطنه وسمائه حق خالص للمسلمين وحدهم»، مشيرة إلى أن كافة إجراءات الاحتلال في المسجد باطلة ولن يقبل بها الشعب الفلسطيني المرابط والأمتين العربية والإسلامية.

وأضافت في بيان، «إن جرائم الاحتلال المتتالية بانتهاك حرمة وقدسية المكان والاعتداء على الوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى لن تجدي نفعا ولن تستطيع فرض أمر واقع جديد، مهما كلف الأمر من تضحيات».

لن نصمتولفت الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إلى أن بلاده لا يمكنها التزام الصمت حيال الاستفزازات والتهديدات ضد مكانة المسجد الأقصى.

وأكد خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوج أن «تركيا لا يمكنها التزام الصمت حيال الاستفزازات والتهديدات التي تستهدف مكانة وروحانية المسجد الأقصى».

وأكد ضرورة عدم السماح بتصعيد التوترات التي امتدت إلى غزة ولبنان، خلال فترة حساسة يتزامن فيها حلول شهر رمضان الفضيل مع عيد الفصح، وأوضح أن دعوات الجماعات اليهودية المتطرفة لاقتحام المسجد الأقصى زادت من القلق وردود الفعل، وبين أهمية اتخاذ التدابير اللازمة حتى يتمكن المسلمون من أداء عباداتهم.

مذابح الأقصى:

المذبحة الأولى 1990
  • 21 شهيدا
  • 150 جريحا
  • 270 معتقلا
المذبحة الثانية 1996
  • 51 شهيدا
  • 300 جريح
  • 93 قتيلا ومصابا إسرائيليا
المذبحة الثالثة 2000
  • 250 شهيدا ومصابا
  • 9000 جندي حاصروا الأقصى
  • 48 مدة الاشتباكات المتواصلة