العالم

كيف حافظ ترمب على الأمريكيين بلا حرب؟

سيمز: الكوارث والحروب تحدث خلال فترة حكم الديمقراطيين وعلى رأسهم بايدن

دونالد ترمب
بعد مرور أقل من شهر على دخوله البيت الأبيض في 2017، توجه الرئيس دونالد ترمب جوا إلى قاعدة دوفر الجوية، لحضور مراسم مهيبة لنقل جثمان الضابط الصغير ويليام ريان أوينز، من قوات العمليات الخاصة التابعة للقوات البحرية، والذي كان أول جندي أمريكي يقتل في عملية عسكرية خلال رئاسة ترمب.

قول المحلل الأمريكي كليف سيمز، الذي كان مساعدا خاصا للرئيس ترمب، ونائبا لمدير الاستخبارات الوطنية للشؤون الاستراتيجية والاتصالات، إن هذه التجربة كانت ثقيلة، خاصة بالنسبة للرئيس الذي أمر شخصيا بالغارة على موقع لتنظيم القاعدة باليمن في يناير 2017.

وأضاف في تقرير نشرته مجلس ناشونال إنترست الأمريكية، بأن الحقيقة أن معظم الرؤساء في التاريخ الحديث لم يدعوا حقائق الحرب القاسية تمنعهم من إرسال أمريكيين ليموتوا في صراعات من الصعب تبريرها، ابتداء من المهمة في أفغانستان التي تحولت إلى أطول حرب تخوضها أمريكا، إلى بناء الدولة في العراق وغيرهما.

أكثر شراسة

بالنسبة لترمب، فإنه بعد مرور شهرين فقط على أول رحلة له لقاعدة دوفر، أمر بإطلاق 59 صاروخ كروز من طراز توماهوك على سوريا، ردا على هجوم بأسلحة كيماوية تردد أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد قام به، ويعني نهجه الغريزي شيئا خاصا للغاية بالنسبة لأعداء أمريكا، وهو أن هناك دائما الاحتمال بأن ترمب سيستخدم العنف الساحق والصادم، إذا شعر أنهم ألحقوا ضررا بالولايات المتحدة، أو قللوا من شأنها.

ويقول سيمز إنه عندما اقترح المستشارون العسكريون لترمب قائمة بالخيارات للتعامل مع الجنرال الإيراني قاسم سليماني قائد فيلق القدس، لجأ للخيار الأكثر شراسة، وفي منتصف الليل، وبينما يتم نقل سليماني بعيدا عن مطار عراقي، أطلقت طائرة مسيرة أمريكية من طراز إم كيو - 9 ريبر صاروخ هيلفاير مزقه إربا، مع أعضاء آخرين من قوة الحرس الثوري الإيراني.

كانت الخطوة استفزازية للغاية، لدرجة أن جو بايدن العضو الديمقراطي آنذاك في مجلس الشيوخ الأمريكي، حذر من أن ذلك سيدفع الشرق الأوسط إلى صراع كبير.. لكن هذا لم يحدث.

مخاطرة أخرى

أقدم ترمب على مخاطرة أخرى، إذ حذر الإيرانيين من أن الولايات المتحدة قد حددت ـ كأهداف ـ 52 موقعا إيرانيا (الرقم يشير إلى الرهائن الأمريكيين الذين احتجزتهم إيران بعد اندلاع الثورة في 1979)، موضحا أنه إذا ردوا بإلحاق الضرر بالأمريكيين، سيتم «ضربهم بقوة شديدة وبسرعة بالغة».

وأضاف سيمز، بأنه للأسف، زادت الهجمات الإيرانية كثيرا منذ تولى الرئيس بايدن السلطة، ومنذ عهد قريب قتل هجوم بطائرة إيرانية مسيرة شخصا أمريكيا وأصاب 6 آخرين، وردت إدارة بايدن بما وصفته بعملية متناسبة ومدروسة، تمثلت في هجوم جوي ضد منشآت لميليشيات تساندها إيران.

وأشار سيمز إلى أن مزايا استخدام مثل هذه القوة القاسية والمدمرة، تتمثل في أنها تهدف إلى هزيمة المعتدين بأسرع ما يمكن، مما يسفر عن خسائر في الأرواح أقل مما كان سيفسر عنه صراع طويل الأمد، وتكون بمثابة رادع ضد أي هجمات في المستقبل.

احتواء العدوان

بقدر ما سيثيره هذا من غضب منتقدي سياسة ترمب الخارجية، فإن نجاح هذا النهج كان أكثر وضوحا في احتواء العدوان العسكري الروسي .

فقد غزت روسيا جورجيا في 2008، عندما كان جورج بوش الابن رئيسا، واستولت على شبه جزيرة القرم في 2014، عندما كان باراك أوباما رئيسا، وغزت روسيا الآن أوكرانيا وبايدن رئيس للبلاد، ومع ذلك فعندما كان ترمب رئيسا، لم تستول روسيا على أرض من أي دولة جارة لها.

ولم تضعف شهية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتوسع خلال السنوات الـ4 التي كان فيها ترمب رئيسا، ولم يكن العالم مكانا أكثر أمانا، وكان اللاعبون الأشرار يعلمون ببساطة أنه كان يتعين عليهم كبح جماح أنفسهم، أو التعامل مع التداعيات الخطرة الحتمية، وهي الطريقة التي استطاع ترمب خلالها، الحفاظ على سلامة الأمريكيين دون إشعال حرب.