احتفالات رمضان وصلت أمريكا
4 ملايين مسلم في جميع الولايات يصومون ويمارسون عباداتهم رغم المصاعب 15 منطقة تعليمية ترفض السماح بإجازة عيد الفطر.. و4 فقط وضعتها ضمن العطلات دراسة حديثة تؤكد تعرض البعض للسخرية والتمييز.. والأغلبية يمارسون عاداتهم بحرية إندبندنت عربية: الرئيس جيفرسون أول من استضاف المسلمين على إفطار جماعي
الاثنين / 5 / رمضان / 1444 هـ - 22:26 - الاثنين 27 مارس 2023 22:26
إذا كان عمدة لندن شارك المسلمين في إطلاق زينة رمضان في قلب العاصمة البريطانية، فإن المسلمين في عدد كبير من الولايات المتحدة الأمريكية يعيشون أجواء رمضانية وكأنهم في وطنهم الأصلي، بعدما اتسع الاعتراف بالشهر الفضيل لدى الغرب خلال العقود الأخيرة، وامتد من المدارس والمستشفيات إلى أماكن العمل الأخرى رغم بعض العوائق.
تروي «إندبندنت عربية» ملامح الاعتراف برمضان في المجتمع الأمريكي في الوقت الحالي، وكيف تطور عبر التاريخ؟ منذ أن استضاف الرئيس الثالث للولايات المتحدة وأحد الآباء المؤسسين توماس جيفرسون، أول إفطار للمسلمين في شهر رمضان عام 1805، وأرسى حقوقا متساوية للمسلمين وغيرهم في أمريكا، وصولا إلى تهنئة إدارة جو بايدن ووزارة الخارجية للمسلمين في أمريكا والعالم، وهو تقليد متبع منذ 27 عاما.
إفطار أمريكي
بدأ احتفال الإدارة الأمريكية بشهر رمضان في عام 1996 حين أدخل الرئيس بيل كلينتون هذا التقليد، من خلال إقامة مأدبة إفطار كل رمضان في البيت الأبيض.
وتقول الصحيفة «إن وجود الإسلام في أمريكا الشمالية يعود إلى تأسيس الأمة الأمريكية، كما توضح أستاذة التاريخ ودراسات الشرق الأوسط في جامعة تكساس أوستن دينيس سبيلبيرغ، حيث استقبل الرئيس توماس جيفرسون أول مبعوث مسلم في مهمة دبلوماسية من تونس، وهو سليمان مليملي، في البيت الأبيض عام 1805، ولأنه كان في شهر رمضان، فقد نقل الرئيس موعد مأدبة العشاء الرسمية من الساعة 3:30 مساء ليكون عند غروب الشمس، اعترافا بالمعتقدات الدينية للمبعوث التونسي، وكان هذا أول احتفال رسمي أمريكي بشهر رمضان.
ومع وصل المسلمين إلى أمريكا الشمالية في وقت مبكر من القرن الـ17، وتشكيل ما يتراوح بين 15 و30 % من سكان غرب أفريقيا المستعبدين في أمريكا البريطانية، ولم يبدأ مسلمو الشرق الأوسط في الهجرة إلى الولايات المتحدة كمواطنين أحرار حتى أواخر القرن الـ19، فقد أظهر الآباء المؤسسون الأمريكيون اهتماما ملحوظا بالعقيدة الإسلامية وممارسيها.
علاقة تاريخية
يعد الرئيس الثالث توماس جيفرسون من أكثر المهتمين بالإسلام، حيث اشترى مصحفا كطالب قانون في «ويليامزبرغ» بولاية فيرجينيا بينما كان في الـ12 من عمره، أي قبل 11 عاما من مشاركته في صياغة إعلان الاستقلال للولايات المتحدة عن بريطانيا.
ولم يترك جيفرسون أي ملاحظات حول رد فعله الفوري عن القرآن، فإنه كان يريد تأسيس دولة تفصل بين الدين والسياسة، حيث أيد حقوق المسلمين واليهود وأصحاب الديانات الأخرى، وتوجد أدلة على أنه كان يفكر بشكل خاص في دمج المسلمين في بلده الجديد منذ عام 1776 بعد بضعة أشهر من توقيع إعلان الاستقلال، لهذا يعتبر بعضهم شراء جيفرسون نسخة مترجمة من القرآن رمزا لعلاقة تاريخية أطول بين العالمين الإسلامي والأمريكي، ورؤية أكثر شمولا لوجهة نظر مبكرة من أمريكا القوية للتعددية الدينية.
ويظل المسلمون جزءا محوريا من تاريخ تأسيس الأمة الأمريكية، حيث يذكر رمضان الأمريكيين بالثراء الذي يضيفه المسلمون إلى النسيج الديني للحياة الأمريكية.
تزايد أعداد المسلمين
ورغم العداء الذي أظهرته بعض التيارات السياسية في أعقاب هجمات 11 سبتمبر عام 2001 الإرهابية على نيويورك وواشنطن، فإن مركز الأبحاث «بيو» يؤكد أن عدد المسلمين حاليا في الولايات المتحدة يقدر بنحو 3.85 ملايين شخص يشكلون نحو واحد في المئة فقط من عدد الأمريكيين، لكن هذا العدد يتزايد بسرعة ومن المتوقع أن يصل إلى 8.1 ملايين بحلول 2050، حيث سيصبح الإسلام ثاني أكبر ديانة في أمريكا بعد المسيحية وقبل اليهودية.
وتشير «إندبندنت عربية» إلى أنه مع بداية شهر رمضان، تطرح عديد من وسائل الإعلام الأمريكية أسئلة حول كيفية استعداد المدارس ومؤسسات العمل المختلفة مع الطلاب والموظفين المسلمين بسبب ساعات الصيام الطويلة وكيفية التوفيق بين متطلبات العمل أو الدراسة والمتطلبات الدينية الخاصة برمضان، ولأن هناك نحو 1.35 مليون طالب مسلم بالمدارس العامة الأمريكية، تحركت بعض هذه المدارس نحو مزيد من الاعتراف بالشهر الإسلامي المقدس. ويحمي القانون الفيدرالي وبخاصة قانون الحقوق المدنية لعام 1964، جميع الطلاب من التمييز على أساس العرق أو اللون أو الأصل القومي، وهذا يشمل الطلاب من أي دين.
لا إجازة للعيد
ووفقا للصحيفة فقد أصدرت وزارة التعليم الأمريكية قبل ثلاثة أعوام إرشادات حول الصلاة والتعبير الديني المحمي دستوريا لجميع العقائد الدينية، ما منح مديري المدارس معلومات مفصلة عن الحماية الفيدرالية للطلاب الذين يسعون إلى ممارسة دينهم خلال اليوم الدراسي، وساعدت هذه الإرشادات المدارس في إعداد أماكن إقامة مناسبة للطلاب المسلمين على مدار العام، بما في ذلك خلال شهر رمضان.
ورغم ذلك فإن 15 منطقة تعليمية فقط في عموم الولايات المتحدة تسمح بإجازة عيد الفطر الذي يحل في نهاية شهر رمضان، وأضافت أربع مناطق تعليمية إضافية على الأقل العيد إلى التقويمات المدرسية كعطلة طلابية، وتتركز هذه المناطق التعليمية في ولايات نيويورك ونيوجيرسي وأوهايو وأيوا وفلوريدا وكونيتيكت، بينما يكافح الطلاب المسلمون وأهاليهم للضغط على إدارات المناطق التعليمية الأخرى، وهي بالآلاف، لجعل أيام عيد الفطر إجازة رسمية.
مضايقات وتحرش
ولا تبدو الصورة وردية على آخرها، فقد كشفت دراسة حديثة أن المسلمين يواجهون تمييزا في مكان العمل أكثر من اليهود والمسيحيين، وغالبا ما تكون المضايقات والتحرشات التي تواجههم لفظية، وتظهر على أنها نكات أو سخرية أحيانا كما تأخذ شكل الإقصاء في أحيان أخرى، لكن ذلك لا ينفي أن أماكن العمل في الولايات المتحدة بشكل عام أصبحت أكثر وعيا بشهر رمضان ومتطلباته للمسلمين.
وأصبح الآن لدى عديد من الشركات الأمريكية رجال دين مسلمون أو مبادرات عبر الأديان، وكلها تسهل التواصل بين الموظفين المسلمين وقادة الشركات، ولأن عديدا من الشركات اعتبرت العرق جزءا من مبادراتها المتنوعة للإنصاف والإدماج، فإن الدين يؤخذ في الاعتبار بشكل متزايد، وقد بات من المعتاد أن تتضمن سياسة الشركات لوائح وأحكاما حول الممارسات الدينية. وتؤكد سمرين أحمد أن التحديات التي تواجه الموظفين المسلمين تنبع في الغالب من أفراد ليسوا على دراية بالعقيدة الإسلامية.
الصيام بالجيش
ويبدو الصيام وممارسة عادات رمضان صعبا في الجيش الأمريكي، ووفق تقديرات وزارة الدفاع الأمريكية عام 2015، يوجد نحو 5900 جندي حددوا أنفسهم كمسلمين من نحو 2.2 مليون على مستوى وزارة الدفاع، وهو ما يشكل 0.3 % فقط من إجمالي القوات الأمريكية.
المسلمون في أمريكا
تروي «إندبندنت عربية» ملامح الاعتراف برمضان في المجتمع الأمريكي في الوقت الحالي، وكيف تطور عبر التاريخ؟ منذ أن استضاف الرئيس الثالث للولايات المتحدة وأحد الآباء المؤسسين توماس جيفرسون، أول إفطار للمسلمين في شهر رمضان عام 1805، وأرسى حقوقا متساوية للمسلمين وغيرهم في أمريكا، وصولا إلى تهنئة إدارة جو بايدن ووزارة الخارجية للمسلمين في أمريكا والعالم، وهو تقليد متبع منذ 27 عاما.
إفطار أمريكي
بدأ احتفال الإدارة الأمريكية بشهر رمضان في عام 1996 حين أدخل الرئيس بيل كلينتون هذا التقليد، من خلال إقامة مأدبة إفطار كل رمضان في البيت الأبيض.
وتقول الصحيفة «إن وجود الإسلام في أمريكا الشمالية يعود إلى تأسيس الأمة الأمريكية، كما توضح أستاذة التاريخ ودراسات الشرق الأوسط في جامعة تكساس أوستن دينيس سبيلبيرغ، حيث استقبل الرئيس توماس جيفرسون أول مبعوث مسلم في مهمة دبلوماسية من تونس، وهو سليمان مليملي، في البيت الأبيض عام 1805، ولأنه كان في شهر رمضان، فقد نقل الرئيس موعد مأدبة العشاء الرسمية من الساعة 3:30 مساء ليكون عند غروب الشمس، اعترافا بالمعتقدات الدينية للمبعوث التونسي، وكان هذا أول احتفال رسمي أمريكي بشهر رمضان.
ومع وصل المسلمين إلى أمريكا الشمالية في وقت مبكر من القرن الـ17، وتشكيل ما يتراوح بين 15 و30 % من سكان غرب أفريقيا المستعبدين في أمريكا البريطانية، ولم يبدأ مسلمو الشرق الأوسط في الهجرة إلى الولايات المتحدة كمواطنين أحرار حتى أواخر القرن الـ19، فقد أظهر الآباء المؤسسون الأمريكيون اهتماما ملحوظا بالعقيدة الإسلامية وممارسيها.
علاقة تاريخية
يعد الرئيس الثالث توماس جيفرسون من أكثر المهتمين بالإسلام، حيث اشترى مصحفا كطالب قانون في «ويليامزبرغ» بولاية فيرجينيا بينما كان في الـ12 من عمره، أي قبل 11 عاما من مشاركته في صياغة إعلان الاستقلال للولايات المتحدة عن بريطانيا.
ولم يترك جيفرسون أي ملاحظات حول رد فعله الفوري عن القرآن، فإنه كان يريد تأسيس دولة تفصل بين الدين والسياسة، حيث أيد حقوق المسلمين واليهود وأصحاب الديانات الأخرى، وتوجد أدلة على أنه كان يفكر بشكل خاص في دمج المسلمين في بلده الجديد منذ عام 1776 بعد بضعة أشهر من توقيع إعلان الاستقلال، لهذا يعتبر بعضهم شراء جيفرسون نسخة مترجمة من القرآن رمزا لعلاقة تاريخية أطول بين العالمين الإسلامي والأمريكي، ورؤية أكثر شمولا لوجهة نظر مبكرة من أمريكا القوية للتعددية الدينية.
ويظل المسلمون جزءا محوريا من تاريخ تأسيس الأمة الأمريكية، حيث يذكر رمضان الأمريكيين بالثراء الذي يضيفه المسلمون إلى النسيج الديني للحياة الأمريكية.
تزايد أعداد المسلمين
ورغم العداء الذي أظهرته بعض التيارات السياسية في أعقاب هجمات 11 سبتمبر عام 2001 الإرهابية على نيويورك وواشنطن، فإن مركز الأبحاث «بيو» يؤكد أن عدد المسلمين حاليا في الولايات المتحدة يقدر بنحو 3.85 ملايين شخص يشكلون نحو واحد في المئة فقط من عدد الأمريكيين، لكن هذا العدد يتزايد بسرعة ومن المتوقع أن يصل إلى 8.1 ملايين بحلول 2050، حيث سيصبح الإسلام ثاني أكبر ديانة في أمريكا بعد المسيحية وقبل اليهودية.
وتشير «إندبندنت عربية» إلى أنه مع بداية شهر رمضان، تطرح عديد من وسائل الإعلام الأمريكية أسئلة حول كيفية استعداد المدارس ومؤسسات العمل المختلفة مع الطلاب والموظفين المسلمين بسبب ساعات الصيام الطويلة وكيفية التوفيق بين متطلبات العمل أو الدراسة والمتطلبات الدينية الخاصة برمضان، ولأن هناك نحو 1.35 مليون طالب مسلم بالمدارس العامة الأمريكية، تحركت بعض هذه المدارس نحو مزيد من الاعتراف بالشهر الإسلامي المقدس. ويحمي القانون الفيدرالي وبخاصة قانون الحقوق المدنية لعام 1964، جميع الطلاب من التمييز على أساس العرق أو اللون أو الأصل القومي، وهذا يشمل الطلاب من أي دين.
لا إجازة للعيد
ووفقا للصحيفة فقد أصدرت وزارة التعليم الأمريكية قبل ثلاثة أعوام إرشادات حول الصلاة والتعبير الديني المحمي دستوريا لجميع العقائد الدينية، ما منح مديري المدارس معلومات مفصلة عن الحماية الفيدرالية للطلاب الذين يسعون إلى ممارسة دينهم خلال اليوم الدراسي، وساعدت هذه الإرشادات المدارس في إعداد أماكن إقامة مناسبة للطلاب المسلمين على مدار العام، بما في ذلك خلال شهر رمضان.
ورغم ذلك فإن 15 منطقة تعليمية فقط في عموم الولايات المتحدة تسمح بإجازة عيد الفطر الذي يحل في نهاية شهر رمضان، وأضافت أربع مناطق تعليمية إضافية على الأقل العيد إلى التقويمات المدرسية كعطلة طلابية، وتتركز هذه المناطق التعليمية في ولايات نيويورك ونيوجيرسي وأوهايو وأيوا وفلوريدا وكونيتيكت، بينما يكافح الطلاب المسلمون وأهاليهم للضغط على إدارات المناطق التعليمية الأخرى، وهي بالآلاف، لجعل أيام عيد الفطر إجازة رسمية.
مضايقات وتحرش
ولا تبدو الصورة وردية على آخرها، فقد كشفت دراسة حديثة أن المسلمين يواجهون تمييزا في مكان العمل أكثر من اليهود والمسيحيين، وغالبا ما تكون المضايقات والتحرشات التي تواجههم لفظية، وتظهر على أنها نكات أو سخرية أحيانا كما تأخذ شكل الإقصاء في أحيان أخرى، لكن ذلك لا ينفي أن أماكن العمل في الولايات المتحدة بشكل عام أصبحت أكثر وعيا بشهر رمضان ومتطلباته للمسلمين.
وأصبح الآن لدى عديد من الشركات الأمريكية رجال دين مسلمون أو مبادرات عبر الأديان، وكلها تسهل التواصل بين الموظفين المسلمين وقادة الشركات، ولأن عديدا من الشركات اعتبرت العرق جزءا من مبادراتها المتنوعة للإنصاف والإدماج، فإن الدين يؤخذ في الاعتبار بشكل متزايد، وقد بات من المعتاد أن تتضمن سياسة الشركات لوائح وأحكاما حول الممارسات الدينية. وتؤكد سمرين أحمد أن التحديات التي تواجه الموظفين المسلمين تنبع في الغالب من أفراد ليسوا على دراية بالعقيدة الإسلامية.
الصيام بالجيش
ويبدو الصيام وممارسة عادات رمضان صعبا في الجيش الأمريكي، ووفق تقديرات وزارة الدفاع الأمريكية عام 2015، يوجد نحو 5900 جندي حددوا أنفسهم كمسلمين من نحو 2.2 مليون على مستوى وزارة الدفاع، وهو ما يشكل 0.3 % فقط من إجمالي القوات الأمريكية.
المسلمون في أمريكا
- 3.85 ملايين شخص
- 01% من سكان أمريكا
- 1.35 مليون طالب مسلم
- 5900 جندي مسلم بالجيش
- 8.1 ملايين متوقعون بحلول 2050